جاء قرار مساء أمس الجمعة الصادر عن مجلس الأمن الدولي، بشأن الصحراء المغربية، ليُكرّس المكانة المتقدمة التي بات يحتلها مقترح الحكم الذاتي كحلّ واقعي وذي مصداقية لإنهاء النزاع المفتعل.
القرار حمل إشارات واضحة إلى تزايد الدعم الدولي للمبادرة المغربية، وتراجع الخطاب الانفصالي داخل أروقة الأمم المتحدة. ولم يمر هذا الحدث مرور الكرام؛ إذ رصدت كبريات الصحف الأجنبية أبعاده السياسية والدبلوماسية، واعتبرته تتويجا لنهج مغربي متزن ظل يحظى بتأييد القوى الكبرى، وترسيخا لعزلة خصوم الوحدة الترابية في السياق الإقليمي والدولي الراهن.
وعبرت كبريات الصحف ووكالات الأنباء الدولية عن إشادتها بمضامين القرار الأممي الجديد، واعتبرته تحوّلا نوعيا يعزز مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب منذ عام 2007، ويكرّس مكانتها كخيار واقعي وحيد لإنهاء النزاع.
وكتبت وكالة “أسوشيتد بريس” أن مجلس الأمن صادق بأغلبية مريحة على القرار الذي يدعم الخطة المغربية، في لحظة تعكس تراجعا عن خيار الاستفتاء، بينما أبرزت صحيفة “El País” الإسبانية أن الأمم المتحدة تتبنى صراحة مشروع الحكم الذاتي المغربي كحلّ وحيد قابل للتنفيذ، متجاوزة بذلك مطلب الاستقلال أو النظرة التقليدية إلى تقرير المصير.
من جهتها، تحدثت “رويترز” عن دعم دولي متزايد لمقاربة الرباط، مشيرة إلى أن المشروع المغربي بات يحظى بمساندة دول أوروبية وأمريكية لاتينية، في حين قالت “Euronews” إن القرار ينهي سنوات من الجمود السياسي، ويمنح المغرب زخما دبلوماسيا غير مسبوق. أما “The Guardian” البريطانية فقد نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن “التحوّل الأممي في التعاطي مع الملف يعكس وعيا جديدا داخل المنظمة الأممية بضرورة تجنب إطالة أمد النزاع في المنطقة”.
وهكذا، جاء هذا قرار مجلس الأمن الدولي ليكرّس واقعية سياسية تضع مصالح الشعوب فوق الحسابات الإيديولوجية، وتعيد ترتيب الأوراق في نزاع طال خمسة عقود.
وفي تفاعل من الإعلام بإفريقيا مع القرار التاريخي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية، أبرزت صحيفة “Africanews” أن خلاصة مساء أمس الجمعة تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية “الخيار الأكثر واقعية ومصداقية” لحل النزاع، مشيرة إلى التحولات التي طرأت في مواقف عدد من الدول الإفريقية لصالح الطرح المغربي، وأن دعم المقترح لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يعكس أيضا إدراكا إفريقيا متناميا بنجاعة النموذج التنموي المغربي في الأقاليم الجنوبية.
وفي السياق ذاته، اعتبرت جرائد إفريقية أخرى أن التصويت الأخير بمجلس الأمن يُعد مؤشرا صريحا على نهاية زمن المزايدات الإيديولوجية، وانتصارا للدبلوماسية الواقعية التي يقودها المغرب في العمق الإفريقي.
وعلى مستوى المنابر العربية؛ كتبت صحيفة “الشرق” القطرية أن هذا القرار يعكس دعما واضحا لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، معتبرة أنه خطوة مهمة نحو الاستقرار في المنطقة.
كما نشرت صحيفة “البيان” الإماراتية مقالة تحلل فيها التصويت بمجلس الأمن، مشيرة إلى أنه يعكس تغيرا في نظرة المجتمع الدولي نحو الحلول الواقعية والبعيدة عن التوتر.
كما نقلت وكالة “عرب نيوز” مواقف من جلسة رسمية أكدت فيها دولة قطر دعمها الكامل للمبادرة المغربية، ورأت فيها حلا عمليا يعزز الأمن والاستقرار.
وفي مقابل الترحيب الدولي الواسع بالقرار الأممي الجديد المتعلق بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية لقضية الصحراء المغربية، حاولت المنابر القريبة من الخطاب الرسمي الجزائري التقليل من أهميته ورمزيته.
أما “بوابة الوسط” الليبية فقد رأت في القرار الأممي “تأكيدا جديدا على جدية وواقعية مقترح الحكم الذاتي”، معتبرة أن مجلس الأمن “فضّل الحل العملي بعيدا عن المزايدات”.
كما اعتبرت صحيفة “الساعة 24” أن “التحركات الدبلوماسية المغربية نجحت في ترسيخ شرعية الموقف داخل المنتظم الدولي”، في وقت تستمر فيه بعض الأطراف الإقليمية في الترويج لخطاب لم يعد يجد صدى دوليا.
المصدر:
هسبريس