آخر الأخبار

"صحة أزيلال" تقلص ضحايا التسمم بالغاز .. وفاعلون يطالبون بحلول جذرية

شارك

أفادت مصادر طبية محلية من إقليم أزيلال جريدةَ هسبريس الإلكترونية بأن “الوضعية الصحية والجهود المبذولة لمواجهة حالات التسمم بأحادي أكسيد الكربون بالإقليم مكّنت من تقليص “مؤشر الوفيات” بشكل واضح نتيجة الاستعمال غير الآمن لوسائل التدفئة خلال الموسم الشتوي الجاري؛ مفيدة بأن “العمل جارٍ على استدامة نتيجة إيجابية هذا العام بتسجيل “صفر وفاة” حتى الآن”، مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تشهد حالات وفاة، مثلما حدث العام الماضي.

وحسب معطيات توفرت لجريدة هسبريس، فإن معظم الحالات الأخيرة بعد تسجيل 15 حالة خلال الفترة ما بين 22 و28 دجنبر، تزامنا مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة (تحت الصفر) تتماثل للشفاء، و”في حالة مستقرة، وبعضها غادر المستشفى فعلا بعد تحسّن وضعها”، وفق ما أوضحه الدكتور محمد أمين حمزة، مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بأزيلال.

وطمأن حمزة بأن “التنسيق جارٍ مع السلطات الترابية المختصة، أيضا، على مستوى تتبع الحالات المحتملة وتوعية المواطنين في المنازل، حيث تتم زيارات ميدانية للمنازل لتقديم التوعية المباشرة للعائلات في المناطق النائية والقمم الجبلية””، قائلا: “تُسجل أيضا حالات في صفوف مواطنين ومواطنات من ذوي مستوى تعليمي عالٍ وليس بالضرورة قاطني القرى”.

ولفت المسؤول الصحي عينه بأن المستشفى الإقليمي سجل “مجموع 48 حالة تسمم بالغاز” منذ بداية شهر دجنبر وإلى حدود يوم 30 منه، ناتجة أساسا عن استعمال حطب التدفئة أو الفحم ‘الفاخْر’ في أماكن مغلقة، مؤكدا أن “المديرية الإقليمية وضعت هذا العام برنامجا محددا بهدف طموح: “صفر وفاة” بعد حالات كثيرة في سنوات ماضية حصدها الغاز “الصامت القاتل”.

واعتبر المتحدث للجريدة أن “الفترة الحرجة تمتد خلالها ذروة هذه الحالات طيلة أشهر البرد (دجنبر، يناير، فبراير، وأحيانا مارس)، خاصة عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر” لا سيما مع موجة تساقطات ثلجية كثيفة في جماعات ترابية نائية”.

وعن “البروتوكول العلاجي والتنظيمي”، أشار مدير مستشفى أزيلال أن “فرز الحالات بين الحالات الخفيفة التي يتم التكفل بها ومعالجتها على مستوى المراكز الصحية المحلية، وبين تلك الحالات المتوسطة والخطيرة التي يتم توجيهها مباشرة إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال لتلقي العلاجات الضرورية”.

ونوّه الدكتور حمزة إلى دور “التنسيق الميداني والجهود المشتركة”، خاصة برنامج “رعاية” المنطلق بتوجيهات ملكية، حيث “يندرج التدخل ضمنه لكونه المُخصَّص لمواجهة موجة البرد في المناطق الجبلية”، مفيدا بأن “التكامل مع مصالح الصحة العسكرية قائم”.

وأشار المسؤول الصحي عينه إلى “الدور المهم الذي يلعبه المستشفى الميداني العسكري الذي أقيم بتعليمات ملكية في أزيلال، حيث يتم التنسيق بين الصحة المدنية وبين الصحة العسكرية للتكفل بالمصابين”، مجددا التأكيد على أن الوقاية تتطلب “تجنب استعمال وسائل التدفئة التقليدية داخل الغرف المغلقة دون تهوية وضرورة تهوية المنازل بشكل دوري، مع اتباع إرشادات مندوبية وزارة الصحة وصفحاتها على مواقع التواصل”.

وما زال موضوع التدفئة يُطرح كل موسم برد بحدة مع “التحديات المرتبطة بصعوبة إيجاد بدائل تدفئة آمنة وفعالة لساكنة المناطق الجبلية”، وفق ما شدد عليه عمر أوزياد، فاعل مدني من ساكنة جماعة تامدة نومرصيد بإقليم أزيلال.

ولفت أوزياد، ضمن حديثه لـ هسبريس، “أهمية وراهنية الانتقال من التدابير الاستعجالية”، داعيا إلى “تبني حلول جذرية تشمل توفير بدائل تدفئة آمنة تعتمد على الكهرباء أو أنظمة غاز بمعايير أمان دولية”.

وأكد الفاعل المدني عينه أن شق التوعية والتحسيس “يتعين تقويته باستغلال وسائل الإعلام الوطنية في حملات التحسيس، مع التركيز بشكل خاص على الإعلام الأمازيغي؛ لأنها لسان معظم ساكنة الجماعات الترابية المعنية بموجة البرد”.

كما طالب أوزياد بـ”ضرورة تفعيل أو صياغة قوانين تراعي خصوصية المنطقة الجبلية (قانون الجبل)، مع “وجوب أن تشمل مجال البناء من خلال اعتماد تصاميم ومعايير بناء تتناسب مع المناخ البارد، والمساطر الإدارية عبر تبسيط وتكييف الإجراءات لتلائم واقع سكان الجبال؛ فضلا عن “إجراءات مواجهة البرد: وضع بروتوكولات خاصة بالتعامل مع الانخفاض الحاد في درجات الحرارة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا