شدد فيصل العرايشي، رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، على الدور المحوري للإعلام الرياضي في تطوير الرياضة الوطنية وبلوغ مستويات عالية من الأداء، داعيا إلى فتح نقاش واسع حول قضايا التكوين، وتوسيع دائرة المتدخلين، وتعزيز البنيات التحتية، مع إيلاء أهمية قصوى للرياضي نفسه باعتباره “محور” كل مشروع رياضي ناجح.
وأكد العرايشي، صباح الخميس، وهو يشارك في افتتاح المنتدى الدولي حول الرياضة، الذي ينظمه مجلس النواب في إطار أعمال المجموعة الموضوعاتية المكلفة بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020، أنه “لا يمكن بلوغ رياضة ذات مستوى احترافي دون إعلام رياضي قوي وفاعل”، مشيرا إلى ضرورة تمتين هذا النقاش “لتمكين الفاعلين من التطرق إلى مسألة التكوين فيه وتوسيع دائرة التداول”.
من جانب آخر، لفت رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية إلى أهمية توفير مراكز خاصة لتكوين وتدريب النخبة، مبينا “وجود اشتغال حاليا، بشكل فعلي، على إحداث مركز جديد مخصص لإعداد النخبة الرياضية”، موردا أنه “مشروع بالغ الأهمية، لأنه لا يمكن للجامعات الرياضية أن تستمر دون بنية تحتية خاصة، مفتوحة على مدار السنة، ومهيأة لاحتضان العمليات الضرورية بشكل مستمر”.
وقال المسؤول ذاته شارحا: “الرياضة بالنسبة إلينا تقوم بنسبة 50 في المئة على الممارسة الميدانية، و50 في المئة على المشاركة، والتربية، والتوعية، وتبادل الآراء الخبرات، وخلق أحلام وطموحات قوية، وهي التي تقود إلى ما نعيشه اليوم، على سبيل المثال، في كرة القدم”، موردا أن رؤية الملك محمد السادس “أدت إلى أن أصبحنا اليوم نتوفر على فرق متميزة في مختلف الأصناف والفئات”.
وشدد رئيس اللجنة سالفة الذكر في اللقاء المُنظّم تحت الرعاية الملكية ويرفع شعار “نحو استراتيجية وطنية للنهوض بالرياضة”، على أنه لا يمكننا النجاح في تكوين نخب رفيعة المستوى بلا اشتغال مسبق على مستوى الممارسة، ودون تعزيز انتشار الرياضة على صعيدها ومن ثم على صعيد الجهات في جميع المدن والقرى”.
كما أكد العرايشي، الذي يشغل منصب المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن “المغرب يتوفر اليوم على رؤية دقيقة في مجال التكوين”، قائلا: “نعرف مثلا أننا نحن بحاجة إلى تكوين أساسي وتكوين مستمر للأطر والمدربين، كما نحتاج، في إطار الحكامة الجيدة بمعناها الإيجابي، إلى تكوين المسؤولين والمؤطرين والمسيرين داخل الأندية والعصب والجامعات الرياضية”.
ومضى شارحا: “لا ينبغي أن ننسى أن المسؤولين داخل العصب والأندية والجامعات هم في الغالب متطوعون، والتطوع في حد ذاته مسألة صعبة، لأنه يرتبط بالمسؤولية والمحاسبة. وعندما يكون الشخص مسؤولا، تطرح إشكاليات مثل المحسوبية وغيرها، وهو ما يفرض العودة إلى التكوين والتأطير”، مضيفا أن “تكوين المسيرين عنصر جوهري وأساسي لرفع المستوى الرياضي في بلادنا”.
وشدد رئيس اللجنة الأولمبية على ضرورة وضع اللاعب الرياضي في صلب الاهتمام، مفيدا: “عندما نتحدث عن الرياضة ذات المستوى العالي، ننسى أحيانا العنصر الأهم، وهو الرياضي نفسه”، وتابع: “الرياضي هو النقطة الجوهرية في نجاح هذه المهمة. وفي إطار عمل اللجنة الأولمبية، نشتغل على عدد من الأوراش الرامية إلى تحسين مواكبة الرياضيين ذوي المستوى العالي”.
وأشار بهذا الخصوص إلى “إحداث مركز خاص لمواكبة الرياضيين ذوي المستوى العالي، يشمل جميع الرياضات والمنتخبات الوطنية، بهدف رفع المستوى وتحسين الأداء، والوقاية من الإصابات والعطب الجسدي”، مبينا أن “المؤسسة الجديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وعلى المعطيات الرقمية الدقيقة المتعلقة بالحياة اليومية للرياضي، سواء في ممارسته الرياضية أو في تدريباته وغيرها”.
وأبرز المسؤول الرياضي والإعلامي أن “الدول المتقدمة في المجال الرياضي، على غرار الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا واليابان والصين وأستراليا وغيرها، تولّت إرساء مختبرات تعتمد على التكنولوجيا فائقة الذكاء، وتتابع من خلالها الرياضيين ساعة بساعة: كيفية النوم، ونوعية التغذية، وحجم التدريبات، ومؤشرات القلب، ونسبة السكر في الدم، وغيرها من المعطيات التي تضمن المواكبة اليومية والمستمرة”.
المصدر:
هسبريس