آخر الأخبار

من إيران إلى مخيمات تندوف .. مالك يفضح مسارات تغلغل الحرس الثوري

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

بحضور شخصيات دبلوماسية وأكاديمية وعلمية، احتضن حزب جبهة القوى الديمقراطية، مساء اليوم الثلاثاء، حفلا لتوقيع مؤلَّف جديد للكاتب الصحافي والناشط السياسي الجزائري المعارض، أنور مالك، تحت عنوان: “البوليساريو وإيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف”، وهو العمل الذي جاء ليشقَّ صمتا دام طويلا حول واحد من أكثر الملفات حساسية في المنطقة، ألا وهو علاقة “نظام الملالي” في طهران بميليشيات البوليساريو المحسوبة على “نظام الجنرالات” في الجزائر.

جاء هذا الكتاب، الذي يضم أكثر من 600 صفحة، ليسلط الضوء على خريطة جديدة من التحالفات المظلمة والمشبوهة التي بدأت تتشكل في شمال إفريقيا منذ مدة ليست باليسيرة، رافعا الستار عن وثائق وشهادات غير مسبوقة تضع أمام الرأي العام صورة واضحة لحجم الاختراق الإيراني للداخل الجزائري وحضوره في مخيمات تندوف عبر أجهزته الأمنية والميليشيات التابعة له. وهو الحضور الذي سبق أن حذّر منه المغرب، وكان سببا في قطع علاقاته مع نظام آية الله علي خامنئي.

مصدر الصورة

المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، قال إن “استضافة هذا الحدث تنطلق مما يسعى إليه جلالة الملك محمد السادس في خطاب اليد الممدودة وفي سياسته التي تؤطر ما يسعى إليه المغرب في علاقاته مع أشقائه المغاربيين، خاصة الجزائر”.

وأضاف بنعلي، في كلمة خلال هذا اللقاء، أنه “من منطلق السعي الموضوعي ودون عداء ودون السقوط في منطق رد الفعل، كان لا بد أن نتطرق إلى ما يعيق الوحدة والاتحاد المغاربي من عراقيل ومن مساعٍ تحاول جاهدة استدامة التوتر في المنطقة، خاصة حول الصحراء المغربية”.

مصدر الصورة

وزاد أن “حزب جبهة القوى الديمقراطية يسعى إلى جعل مثل هذه اللقاءات فضاء للحوار والارتقاء بالمشاكل التي تعترض الوحدة المغاربية إلى مستوى النقاش السياسي الحقيقي الصريح. ولذلك، عملنا في وقت سابق على طرح النقاش حول علاقات المغرب مع جيرانه في ظل التغلغل الإيراني في شمال إفريقيا”، مبرزا أن “هذا التغلغل نعتبره تهديدا حقيقيا للمنطقة برمتها، خصوصا في ظل ما يحدث في منطقة الساحل جنوب الصحراء”.

وذكر المسؤول الحزبي ذاته أن “استدامة النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية إنما يضاعف من المخاطر المحدقة بالمنطقة ويعرقل سعي شعوبها إلى الوحدة والاستقرار والتنمية، ولعل فهم المنتظم الدولي لجوهر هذا النزاع المفتعل هو ما جعله ينتصر لمغربية الصحراء من خلال قرار مجلس الأمن الأخير، الذي حدد إطار إنهاء هذا النزاع وانتصر أيضا للحل الذي تحدث عنه جلالة الملك محمد السادس؛ أي الحل الذي لا غالب فيه ولا مغلوب”.

مصدر الصورة

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أكد الكاتب والناشط الجزائري المعارض أن “الكتاب موضوع اللقاء هو الأول من نوعه؛ إذ يعد أول كتاب يخصص لطبيعة العلاقات الإيرانية مع جبهة البوليساريو، وعبرها مع النظام الجزائري”، مسجلا أن “أهمية هذا العمل أنه تحدث عن كثير من التفاصيل ويتضمن العديد من المعلومات التي لم تُنشر من قبل”.

وأوضح مالك أن “المؤلف يتطرق إلى أوجه العلاقة بين طهران والنظام الحاكم في الجزائر، وأيضا إلى علاقات البوليساريو بالحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وحزب الله اللبناني؛ إذ يتضمن معطيات لم يسبق الكشف عنها، منها حوارات ولقاءات مع جنرالات جزائريين تحدثوا عن واقع مخيمات تندوف وما يجري فيها، ومنها أيضا لقاء مع زوجة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، التي كشفت ما كان يدور في الكواليس وكيف كان بومدين يتصور البوليساريو وقضية النزاع حول الصحراء”.

مصدر الصورة

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “هذا العمل يضم أيضا وثائق استخباراتية تبرز طبيعة العلاقة التي ربطت ميليشيات البوليساريو بميليشيات نظام الأسد وإيران، حيث تُكشف لأول مرة وثيقة حول اعتراف إبراهيم غالي، الذي كان يشغل حينها ما يسمى (سفير) الجبهة في الجزائر؛ إذ تعرضت هذه الوثيقة لحادث مقتل عناصر من البوليساريو في معركة القصير في سوريا سنة 2012، قبل أن تقدم الجبهة على نعيهم باعتبار أنهم قُتلوا إثر معارك مع الجيش المغربي”.

وبيّن الكاتب الجزائري المعارض أن “هناك أيضا وثائق تفضح استلام قيادي في الجبهة الانفصالية، وهو المسمى محمد يسلم بيسط، رشوة من النظام السوري”، مشددا على أن “أهمية هذا الكتاب أنه كشف المستور بجرأة وشجاعة وبلغة أكاديمية بحتة، بعيدا عن أي تحاملات. والحقيقة التي توصلتُ إليها باعتباري مختصا في الشأن الإيراني هي أن البوليساريو أصبحت فعلا وقولا مجرد ميليشيا إيرانية تشكل خطرا أولا على الجزائر؛ لأن بنادقها التي كانت موجهة ضد المغرب يمكن أن تُوجَّه إلى الجزائر هي الأخرى”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا