آخر الأخبار

زيارة رجال دين "مرتبطين" بحزب الله إلى مخيمات تندوف تُعيد علاقة البوليساريو بإيران للواجهة (صور)

شارك

زيارة مثيرة للجدل لوفد ديني من سوريا ولبنان إلى مخيمات تندوف، أعلنت عنها ما تُسمى “وكالة الأنباء الصحراوية”، الذراع الإعلامي لجبهة “البوليساريو”، أعادت إلى الواجهة ملف الارتباط بين الجبهة الانفصالية ومحور إيران-حزب الله، في سياق تتصاعد فيه المؤشرات حول تمدد النفوذ الإيراني بشمال إفريقيا، ووسط تشكيك واسع في خلفية الوفد وهوية أعضائه.

فقد كشف ما يسمى بـ”وزير الشؤون الدينية والتعليم الأصلي” لدى البوليساريو، سيد أحمد اعليات، عن استقبال وفد من “علماء الشام” لأول مرة في مخيمات تندوف، أمس الأحد، في زيارة قدمت على أنها “عمل تضامني” لدعم ما يسمى “القضية الصحراوية”.

وضم الوفد شخصيات دينية من سوريا ولبنان ضمن ما يُسمى “جمعية الإصلاح والانتماء”، أبرزهم الشيخ حسام العلي من لبنان، والشيخ موسى الخلف من سوريا، والشيخ سالم دبوسي، والشيخ محمد الرافعي، إضافة إلى شخصية محورية أثارت الكثير من الجدل، وهو الشيخ حديد الدرويش، شيخ عشائر سوري معروف بصلاته الوثيقة بحزب الله وإيران.

هوية الوفد تعري “الواجهة الدينية”

ورغم محاولة “البوليساريو” تقديم الزيارة في قالب ديني ودعوي، إلا أن هوية أعضائها وتاريخ مواقفهم أثارت تساؤلات حادة، فالدرويش سبق أن شارك في لقاءات رسمية بلبنان رفقة قيادات دينية مقربة من حزب الله، كما أدلى بتصريحات تشيد بشكل صريح بـ”السيد حسن نصر الله والمقاومة الإسلامية”، وتمدح الدعم الإيراني للنظام السوري، وهي معطيات أكدها الإعلامي والناشط الحقوقي الجزائري وليد كبير.

وقال كبير في تعليقه على الخبر، إن استقبال مثل هذا الوفد يبرز “خيوط الارتباط العميق بين البوليساريو ومحور طهران-بيروت”، معتبرا أن مخيمات تندوف تحولت إلى نقطة ارتكاز جديدة لتمدد النفوذ الإيراني في شمال إفريقيا، ضمن استراتيجية تستهدف إعادة إنتاج نموذج التحالفات الذي اعتمدته إيران في لبنان واليمن والعراق.

مصدر الصورة

ويرى المصدر ذاته أن استقبال وفود من هذا النوع لا يمكن قراءته بمعزل عن المسار السياسي الذي رسمته طهران خلال السنوات الأخيرة في المنطقة، حيث تسعى إلى إيجاد موطئ قدم في الساحل والصحراء، وهو ما يجعل البوليساريو “حلقة من حلقات المشروع الإيراني”، خاصة مع احتضان الجزائر للجبهة وتوفيرها الغطاء السياسي واللوجستي لها.

ووفق تحليل وليد كبير، فإن الجزائر، رغم تصويتها مؤخرا في مجلس الأمن لصالح قرار يدين الحوثيين، “تسمح على الأرض بزيارات شخصيات دينية وسياسية تُعد جزءا أصيلا من شبكة النفوذ الإيراني”، في تناقض صارخ بين الخطاب الرسمي والسلوك الفعلي.

تحقيقات دولية تدعم مواقف الرباط

الزيارة الأخيرة ليست منعزلة عن معطيات دولية ظهرت خلال السنوات الماضية، آخرها تحقيق موسع نشرته مجلة “MENA DAWN” الهولندية في غشت 2025، يثبت مشاركة مقاتلين من “البوليساريو” في الحرب السورية إلى جانب قوات نظام الأسد، بعد تلقيهم تدريبات وتسليحا من إيران وحزب الله بدعم جزائري.

وكشف التحقيق أن مئات المقاتلين من الجبهة تم تدريبهم على يد حزب الله في جنوب لبنان، فيما أظهرت وثيقة استخباراتية سورية تعود إلى 2012 وجود 120 مقاتلا من البوليساريو ضمن وحدات الجيش السوري، إضافة إلى اتصالات مباشرة بين قيادات الجبهة ومسؤولين من حزب الله في بيروت سنة 2011.

مصدر الصورة

كما ارتبط اسم “البوليساريو” بعملية إسقاط نظام بشار الأسد على يد قوات المعارضة السورية، دجنبر الماضي، والتي انتهت باعتقال العشرات من عناصرها على يد الثوار السوريين، حيث اعترف بعضهم بارتكاب جرائم حرب وبتلقي دعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني.

وكان وزير الخارجية الجزائري قد طلب من الرئيس السوري، أحمد الشرع، بالإفراج عن عناصر “البوليساريو” والجنود الجزائريين الذين اعتقلتهم السلطات السورية الجديدة، إلا أن الشرع رفض الطلب وأكد أنهم سيحالون إلى المحاكمة بسبب مشاركتهم في القتال إلى جانب نظام الأسد.

وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان قرار المغرب سنة 2018 قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بعد اتهامه لحزب الله بدعم وتسليح وتدريب عناصر البوليساريو، عبر سفارة إيران في الجزائر.

مصدر الصورة

وكشف وزير الخارجية ناصر بوريطة، حينها، امتلاك الرباط “أدلة دامغة وأسماء وتواريخ” حول إرسال خبراء عسكريين من حزب الله لتدريب الجبهة على صواريخ مضادة للطائرات، وتسليم شحنات أسلحة متطورة، وتسهيل لقاءات سرية داخل الجزائر، وهو ما دفع المغرب إلى قطع علاقاته مع إيران بعد رفض طهران الرد على الوثائق التي قدمتها الرباط.

يُشار إلى أن السلطات السورية أغلقت ما يُسمى “مكتب البوليساريو” في دمشق بعد إسقاط نظام الأسد، تزامنا مع عودة العلاقات بين الرباط ودمشق وتبادل فتح السفارات في البلدين عقب سقوط نظام بشار الأسد.

مصدر الصورة مصدر الصورة

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا