جرى الأسبوع الماضي انتخاب السيناتور دافي ألكولومبري رئيسا لمجلس الشيوخ البرازيلي إلى غاية سنة 2027، ليعود بذلك إلى المنصب الذي سبق أن ترأسه ما بين عامي 2019 و2021، وذلك بعدما ساندته شخصيات سياسية معروفة، على رأسها نجل الرئيس السابق، جايير بولسونارو، إذ حصل في فترة التصويت على 73 صوتا.
وتعود أصول ألكولمبري إلى المغرب، إذ سبق أن صرّح بأن أجداده كانوا يقيمون بالمملكة قبل أن يهاجروا إلى البرازيل، وهو من مواليد سنة 1977 بولاية أمابا، إحدى أصغر الولايات بالبلاد؛ ومن الجانب السياسي والحزبي فهو منتمٍ إلى حزب “União Brasil” المحسوب على يمين الوسط.
وظفر ألكولومبري برئاسة مجلس الشيوخ البرازيلي بعدما حصل على الأصوات التي كانت كفيلة بإعادته إلى المنصب الذي سبق أن شغله لمدة سنتين، ليكون بذلك أول شخص يهودي يرأس المجلس ذاته، وفقا لما أكدته مواقع عبرية سلطت الضوء على الموضوع.
ولدافي ألكولومبري أصولٌ مغربية يهودية، وسبق أن صرّح بذلك، إذ أوضح أن جديه من جهة أمه تحديدا ينحدران من المغرب، وبالضبط من مدينة طنجة، قبل أن يهاجرا إلى البرازيل ويقيما بها قبل حوالي 110 سنوات.
المسؤول البرازيلي سبق أن التقى مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وذلك في إطار الزيارات التي كان يقوم بها الدبلوماسي المغربي، ما بين 11 و13 يونيو 2019.
وضمن “تغريدة” له على “تويتر” سابقا استحضر دافي ألكولومبري أصوله المغربية، ليؤكد أن “يكن احتراما كبيرا للمغاربة”، وكان يشغل وقتها المنصب السياسي نفسه الذي حظي به اليوم، أي رئاسة مجلس الشيوخ البرازيلي.
وتشير وسائل إعلام برازيلية متفرقة إلى أن المسؤول ذاته سبق أن شغل مناصب عدة بالبلاد، من بينها مناصب بمجالس جماعية، وذلك بدءا من سنة 2001، إذ جرى انتخابه مستشارا بالبلدية، قبل أن يتم انتخابه عضوا بمجلس الشيوخ البرازيلي سنة 2015، ليصل إلى رئاسة المجلس ذاته سنة 2019، ثم 2025.
ويورد منبر “برازيل ديفاتو” أن ألكولومبري أشاد، ضمن خطاب قبل التصويت عليه، بأبرز ما حققته إدارته السابقة للمجلس بين فبراير 2019 وفبراير 2021، بما ذلك توفير المساعدات الطائرة لفائدة الأشخاص المعرضين لخطر الوباء وقتها، في وقت انتقد “التعصب والتطرف في السياسة”، وشدد على أنه “لن تكون هناك ديمقراطية قوية بدون كونغرس حازم وبدون مجلس شيوخ سيادي ومستقل”.
وبحسب المصدر نفسه فإن المسؤول البرازيلي ذا الأصول المغربية أكد أن التزامه سيكون “تجاه الامتيازات البرلمانية لأعضاء مجلس الشيوخ”، موردا: “من الضروري أن نحترم القرارات القضائية ودور القضاء في النظام الديمقراطي، لكن من الضروري بالقدر نفسه احترام صلاحيات السلطة التشريعية وضمان قدرة البرلمان على ممارسة سلطته الدستورية في التشريع”، وذلك في ظل صراع السلطات الثلاث بالبرازيل.
وتابع الإعلام العبري بدوره هذا الحدث الذي يتعلق بوصول دافي ألكولومبري إلى رئاسة مجلس الشيوخ البرازيلي، إذ يمثل، حسبها، حليفا للرئيس البرازيلي الجديد والمؤيد لإسرائيل، في وقت أوردت جريدة “تايمز أوف إسرائيل” احتفاء شخصيات دبلوماسية إسرائيلية بهذا الحدث.