آخر الأخبار

وفد الألف مؤثر.. يدّعون المسيحية ويُروّجون للصهيونية

شارك

حاتم عبد القادر: زيارة أكثر من 1000 شخصية من رجال الدين المسيحي لإسرائيل لا تمثل مسيحيي العالم الذين هبوا دعماً للشعب الفلسطيني
المطران منيب يونان: هؤلاء المسيحيون المتصهينون ليسوا جديدين علينا فهم دائماً يستغلون الكتاب المقدس والدين لخدمة مصالحهم السياسية
ديمتري دلياني: الاحتلال يستقدم تكتلات صهيونية تدّعي المسيحية لترويج روايته وطمس جرائمه ومساعدته في تمرير مشروعه الإبادي
المطران عطا الله حنا: من المستغرب أن يأتي هذا الوفد إلى القدس دون أن يلتقي المرجعيات المسيحية الفلسطينية أو زيارة كنيستي القيامة والمهد
د. سنان شقديح: برنامج إسرائيلي مكثف لتدريب القساوسة الأمريكيين وتحويلهم إلى "سفراء" للترويج لسردية الاحتلال في الولايات المتحدة
د. إسماعيل مسلماني: جزء من حملة علاقات عامة واسعة لإسرائيل فهي تدرك أن خسارة القاعدة الإنجيلية تعني خسارة أحد أعمدة الدعم الأمريكي



زار وفد يضم أكثر من ١٠٠٠ شخص من رجال الدين المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين، أو ما سُمّي "وفد الألف مؤثر"، الأسبوع الماضي إسرائيل، واقتحموا ساحة حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك)، وأدوا طقوساً دينية هناك، في خطوة استفزازية، ليكشف ذلك عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال، وحاجته الملحة لترميم صورته المتآكلة عالمياً، إذ إن احتفاءه بهذه الخطوة يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها، وسعيه لتجنيد رجال الدين المتطرفين كسفراء للترويج لروايته وتبرير جرائمه وتحسين صورته في المعاقل التي فقد تأييدها له، خاصة بعد أن انكشف وجهه القبيح أمام شعوب العالم.
واعتبر مراقبون ورمحللون ورجال دين مسيحيون، في أحاديث لـ"ے"، أن هذه الزيارة واقتحام حائط البراق انتهاك صريح لتعاليم السيد المسيح القائمة على إدانة الظلم ونصرة المظلوم ورفض القتل واستباحة الدماء، وتحرك دعائي مُعدّ لاختلاق غطاء روحي زائف يسهّل على الاحتلال ترويج روايته وطمس جرائمه ومساعدته في تمرير مشروعه الإبادي، لافتين إلى أنّ القائمين على الزيارة، وعلى رأسهم المدعو مايك إيفانز المعروف بانخراطه المباشر في حملات دعم جرائم الابادة الإسرائيلية، يعملون على فتح مسار تأثير صهيوني إضافي داخل الولايات المتحدة من خلال أكثر من ٢٠٠ مشارك على صلة بشبكات الحزب الجمهوري وحركة ماغا.
ورأوا أن هذه المبادرة تعكس قلقاً سياسياً إسرائيلياً من خسارة أهم محور دعم في المجتمع الأمريكي، وتأتي كمحاولة لإعادة حشد الأصوات المؤثرة التي تستطيع توجيه الرأي العام وإعادة بناء شرعية الرواية الإسرائيلية في مرحلة تتزايد فيها الانتقادات الحقوقية والدولية بسبب ممارسات الاحتلال والحرب، مشيرين إلى أنه حتى الجمهور الإنجيلي البروتستانتي، الذي شكّل طوال عقود "الخزان الأيديولوجي" للدعم غير المشروط لإسرائيل، بات يُظهر تراجعاً ملحوظاً في التعاطف، كما أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.


أكبر حملة دعائية لتبرير جرائم الاحتلال

أدان أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حاتم عبد القادر الزيارة الاستفزازية التي قام بها وفد يضم نحو 1000 شخصية من رجال الدين المسيحيين الإنجيليين إلى إسرائيل من أجل الترويج لها في أكبر حملة دعائية لتبرير جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والسعي لتحسين صورتها القبيحة بعد عامين من الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأكد عبد القادر أن هذه الزيارة المشبوهة لا تمثل بأي شكل من الأشكال المسيحيين في العالم الذين هبوا في مختلف العواصم والميادين دعماً للشعب الفلسطيني، وخرجوا في تظاهرات واسعة تنديداً بجريمة الإبادة ودفاعاً عن قيم العدالة والكرامة الإنسانية.
وشدد على أن هذه الزيارة تشكل انتهاكاً صريحاً لتعاليم السيد المسيح القائمة على إدانة الظلم ونصرة المظلوم ورفض القتل واستباحة الدماء، كما أنها تشكل محاولة مرفوضة لتشويه الإيمان المسيحي الأصيل وتوظيفه أداة لتجميل الوجه البشع لإسرائيل، وتبرير جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
ويرى عبد القادر أن هذه الزيارة لن تغير شيئاً من حقيقة أن إسرائيل صنفت عالمياً وعلى المستوى الشعبي وجزء كبير من المستوى الرسمي كياناً إرهابياً معزولاً سياسيّاً وأخلاقيّاً، وأن هذه الزيارة مهما جرى التهويل لها إعلامياً لن تخرج الكيان الإسرائيلي من عزلته الدولية ولا من كونها دولة منبوذة بسبب جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحيّيه.
وطالب عبد القادر مجلس الكنائس العالمي بتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والتاريخية، واتخاذ موقف واضح يدين هذه الزيارة، مؤكداً أن الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين هم أصحاب الأرض والرسالة، وأنهم يعانون من الاحتلال الذي يستهدف مقدساتهم ووجودهم على أرضهم، وأي محاولة لتشويه هذه الحقيقة تعد تواطؤاً مرفوضاً مع الظالم.

لا يمثلون المسيحيين العرب ولا المسيحية

وقال المطران منيب يونان، رئيس الاتحاد اللوثري سابقاً: إن هؤلاء المسيحيين المتصهينين ليسوا جديدين علينا، ولا على مثل هذه الممارسات، فهم دائماً يستغلون الكتاب المقدس ويستغلون الدين لخدمة مصالحهم السياسية.
وأضاف: إنهم لا يمثلون المسيحيين العرب، ولا يمثلون المسيحية بأيّ شكل من الأشكال.
وأوضح المطران يونان أن هؤلاء خارجون عن تعاليم الدين المسيحي لأنهم لا يتبعون تعاليم المسيح القائمة على المحبة لكل إنسان وإعطاء الحق لكل إنسان، معتبراً أنهم يتبنون مواقف لا تمت بصلة لتعاليم الكتاب المقدس أو رسالة الإنجيل.
وعن زيارة الوفد حائط البراق، تابع يونان: نحن نعرف نهجهم وسلوكهم، وكنا دائمًا نواجههم ونقول لهم إنهم غرباء عن جسد المسيح في الأراضي المقدسة، ولا غرابة في ما يفعلونه.
وخلص المطران يونان للقول: إن مواقفهم ليست جديدة، إذ لطالما تصرفوا بهذا الشكل، دون احترام للكنائس المسيحية أو لرؤسائها، معتبراً أنهم "جسم غريب عنا".


تحرك دعائي مُعدّ لاختلاق غطاء روحي زائف

وقال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة: إنّ دخول وفد يضم أكثر من ١٠٠٠ شخص يدّعون صفة الكهنوت إلى القدس المحتلة برعاية حكومة الإبادة الاسرائيلية يمثل تحركاً دعائياً مُعدّاً لاختلاق غطاء روحي زائف يسهّل على الاحتلال ترويج روايته وطمس جرائمه ومساعدته في تمرير مشروعه الإبادي.
وأشار إلى أنّ "اختيار الوفد للصلاة عند حائط البراق، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، تمّ من دون أخذ موافقة أصحابه الحصريين المسلمين ممثلين بدائرة الأوقاف الإسلامية، ما يجعل هذا الفعل اعتداءً لا نقبل به كمسيحيين نشأنا في هذه الأرض على احترام قدسية كل الأماكن المقدسة، إسلامية كانت أم مسيحية".
وأكد دلياني أنّ "هذا الاعتداء يحمل رسالة واضحة تتعلق بمحاولة دفع الرواية الإسرائيلية إلى الواجهة عبر رموز تسعى لانتزاع قدسية لا تمتلكها".
وأضاف دلياني: إنّ القائمين على الزيارة، وعلى رأسهم المدعو مايك إيفانز المعروف بانخراطه المباشر في حملات دعم جرائم الابادة الإسرائيلية، يعملون على فتح مسار تأثير صهيوني إضافي داخل الولايات المتحدة من خلال أكثر من ٢٠٠ مشارك على صلة بشبكات الحزب الجمهوري وحركة ماغا.
وبيّن أنّ مجلس كنائس الأراضي المقدسة ومجلس كنائس الشرق الأوسط والمجلس العالمي للكنائس لا يرون في تلك التكتلات أي صلة بالمسيحية، بل يعتبرون خطابها انحرافًا صريحًا عن جوهر الإيمان المسيحي وقيمه، خصوصًا عندما يوظف كغطاء لجرائم الإبادة والتطهير العرقي الاسرائيلية.
واختتم دلياني قائلاً: إنّ القدس أكبر من كل هذه المحاولات، وإنّ ثقلها الروحي الحقيقي حاضر في تاريخها وفي أهلها جميعاً الذين يدركون تمامًا كيف يميّزون بين الإيمان وبين التلاعب بالمعتقدات الدينية لخدمة مشاريع سياسية.

انحياز الوفد المطلق لإسرائيل وسياساتها

من جانبه، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا: إنه من المستغرب أن يأتي هذا الوفد، الذي يدّعي أنه وفد مسيحي، إلى القدس دون أن يلتقي المرجعيات المسيحية والمسيحيين الفلسطينيين، كما لم يقم بأي زيارة لكنيسة القيامة أو كنيسة المهد، وكأن هذه الأماكن المقدسة لا تعني لهم شيئاً.
وأضاف: إن انحياز الوفد المطلق لإسرائيل وسياساتها، ولحربها واستهدافها للشعب الفلسطيني، يثير تساؤلات حول مدى التزامهم بالقيم المسيحية، لأن هذه القيم تدعو دائماً إلى الانحياز لكل إنسان مظلوم ومعذب ومتألّم.
وأكد المطران حنا أن الوقوف إلى جانب الظالم على حساب المظلوم ليس موقفاً مسيحياً على الإطلاق، بل هو موقف مناقض للقيم والمبادئ المسيحية.

استراتيجية منهجية يتبناها الائتلاف الحاكم

من جهته، قال المختص بالشأن الأمريكي د. سنان شقديح "تشهد إسرائيل حالياً زيارة استثنائية لنحو 1070 قساً أمريكياً، ضمن برنامج تدريبي مكثف يهدف بشكل صريح إلى تحويلهم إلى "سفراء" للرواية الإسرائيلية في الولايات المتحدة".
وأضاف: "تُمثل هذه الزيارة، التي تُعد الأكبر من نوعها، جزءاً من استراتيجية منهجية تبناها الائتلاف الحاكم في إسرائيل لتعزيز سرديته والتصدي للانتقادات المتصاعدة في الرأي العام الأمريكي، مستفيداً من التحالف التقليدي مع التيارات الإنجيلية المؤثرة في المشهد السياسي".

الأهداف المباشرة للمبادرة

وأوضح شقديح أنه خلافاً للتصريحات التي وصفت زيارات مماثلة بأنها "لتعميق التفاهم"، كشف المسؤولون الإسرائيليون الأهداف المباشرة لهذه المبادرة. وقد صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من كبار مسؤولي حكومته بأن الغرض الأساسي هو الترويج للرواية الإسرائيلية في الولايات المتحدة.
وقال: إنه وفقاً للدعوة الرسمية المرفقة، فإن البرنامج يُقام برعاية وتمويل مباشر من وزارة الخارجية الإسرائيلية، ويهدف إلى تعيين "سفراء معتمدين" بعد برنامج تدريبي متكامل. وبلغ البرنامج ذروته في حفل تخرج رأسه نتنياهو، حيث وقع على شهادات تعيّن القساوسة المشاركين "سفراء رسميين لإسرائيل".
وأكد شقديح أن المشاركين يتلقون برنامجاً تدريبياً موسعاً، يشمل ورش عمل مكثفة ومحاضرات وجولات ميدانية، من بينها زيارة حدود قطاع غزة ومستوطنات الضفة الغربية.
وقال: "يتضمن "المنهج" التدريبي، الذي يبلغ نحو 700 صفحة، تدريباً متخصصاً على كيفية الرد على الانتقادات الدولية الأبرز الموجهة لإسرائيل، مع تركيز خاص على التعامل مع اتهامات "الإبادة الجماعية" و"الفصل العنصري" و"احتلال الأراضي الفلسطينية". ويُزوّد المشاركون بحزم مواد إعلامية ورقمية لدعم خطاباتهم وأنشطتهم الترويجية بعد عودتهم".
ويرى أن هذه الزيارة لا تُعدّ سوى البداية لبرنامج أوسع نطاقاً، حيث أعلن المنظمون أنها "باكورة لتدريب أكثر من عشرة آلاف رجل دين" على الحملات المروجة للرواية الإسرائيلية. ويقتصر المشاركون حالياً على قساوسة وقيادات من الكنيسة الإنجيلية، مع خطط للتوسع مستقبلاً ليشمل قساوسة من خلفيات كنسية أخرى من مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وقال: يأتي هذا البرنامج في وقت حرج تشهد فيه العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية تحديات متزايدة، مع تغير كبير في الرأي العام الأمريكي وانتقادات أوسع للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
ولفت شقديح إلى أن إسرائيل تهدف، من خلاله الى تعزيز تحالفها مع التيار الإنجيلي الذي يرى في دعم إسرائيل تحقيقاً لنبوءات دينية، وإلى حشد دعم قاعدة ناخبين مؤثرة تمثل قوة تصويتية كبرى، وبالتالي التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية ومواقف صنّاع القرار في واشنطن.
ويرى أن البرنامج هو محاولة لاستخدام الدين وتوظيف رجال الدين كأدوات في حملة دعائية تهدف إلى تبرير سياسات إسرائيلية وطمس الرواية الفلسطينية.

تحويل رجال الدين إلى سفراء سياسيين لنظام حكم مختلَف عليه

وأضاف شقديح: كما يسعى إلى تحويل رجال الدين الذين يُفترض أن يكون دورهم روحانياً وإرشادياً، إلى سفراء سياسيين لنظام حكم مختلَف عليه، ما يضع الكنيسة ضمن الخلافات الدولية والصراع الدولي.
وأكد شقديح أن زيارة الألف رجل دين تُجسّد تحولاً في آليات الدبلوماسية العامة الإسرائيلية، من التركيز على الخطاب الإعلامي التقليدي إلى تبني استراتيجية أكثر عمقاً تستهدف البنى التحتية للرأي العام في الدول المؤثرة، مستغلة التحالفات الدينية-السياسية لتعزيز موقفها في الساحة الدولية.

الزيارة ليست حدثاً عابراً

بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. إسماعيل مسلماني: إن زيارة وفد إنجيلي بهذا الحجم يضم 1000 شخصية من رجال دين وقادة رأي ومؤثرين ليست حدثاً عابراً، بل جزء من حملة علاقات عامة واسعة تحاول إسرائيل من خلالها وقف النزيف في التأييد داخل قواعدها التقليدية في الولايات المتحدة.
وأضاف: حتى الجمهور الإنجيلي البروتستانتي، الذي شكّل طوال عقود "الخزان الأيديولوجي" للدعم غير المشروط لإسرائيل، بات يُظهر تراجعاً ملحوظاً في التعاطف، كما أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
ويرى مسلماني أن هذه المبادرة تعكس قلقاً سياسياً إسرائيلياً من خسارة أهم محور دعم في المجتمع الأمريكي، وتأتي كمحاولة لإعادة حشد الأصوات المؤثرة التي تستطيع توجيه الرأي العام وإعادة بناء شرعية الرواية الإسرائيلية في مرحلة تتزايد فيها الانتقادات الحقوقية والدولية بسبب ممارسات الاحتلال والحرب.
وأشار مسلماني إلى أن تأثير مثل هذا الحضور على المسيحيين العرب الفلسطينيين يحمل أبعاداً معقدة:
أولاً: تعميق محاولة فصل المسيحيين العرب عن هويتهم الوطنية، إذ إن إسرائيل تراهن على النفوذ الإنجيلي العالمي لخلق صورة مضلِّلة بأن المسيحيين "بشكل عام" يقفون مع الرواية الإسرائيلية، متجاهلة أن المسيحيين الفلسطينيين جزء أصيل من الشعب الفلسطيني ويقفون ضد الاحتلال.
ثانياً: محاولة توظيف الدين لإضفاء شرعية سياسية على الاحتلال، حيث يتم توجيه الخطاب الإنجيلي باتجاه "التفويض الإلهي" لدعم إسرائيل، وهو خطاب قد يُستخدم للضغط المعنوي والإعلامي على المجتمعات المسيحية في المنطقة، رغم أن الكنائس الشرقية والمسيحيين العرب موقفهم تاريخياً ثابت ضد الاحتلال.
ثالثاً: تهديد صورة المسيحيين الفلسطينيين في الغرب، وهنا أشار مسلماني إلى أنه مع وجود مؤثرين إعلاميين ضمن الوفد، قد تُستخدم الزيارة لصناعة سرديات تستبعد الصوت المسيحي الفلسطيني الحقيقي، ما يخلق انطباعاً مزيّفاً بأن الدعم المسيحي "شبه شامل"، وهذا يضعف الرواية الفلسطينية في المجال الإعلامي الغربي إذا لم يتم التصدي له.
رابعاً: توظيف الزيارة للضغط على القيادات الكنسية العربية، فإسرائيل عادة تستغل مثل هذه الوفود للقول إنها (أي إسرائيل) "مقبولة" مسيحياً عالمياً، في محاولة لتقليل تأثير الكنائس التاريخية بالقدس التي تنتقد الاحتلال وسياساته تجاه المقدسات.
وخلص مسلماني إلى أن "الزيارة ليست مجرد جولة تضامن، بل جزء من معركة السرديات، إسرائيل تدرك أن خسارة القاعدة الإنجيلية تعني خسارة أحد أعمدة الدعم الأمريكي، وتحاول عبر هذا الحشد الضخم التأثير على الرأي العام الغربي وإعادة صياغة خطاب ديني- سياسي يتجاهل حقيقة أن المسيحيين العرب هم أيضاً تحت الاحتلال ويدفعون ثمنه يومياً.



القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا