آخر الأخبار

بتسيلم: الجيش الإسرائيلي أعدم شقيقين بنابلس بدم بارد

شارك

أظهر توثيق صادر عن مركز بتسيلم الحقوقي الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي أعدم شقيقين فلسطينيين في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية في شهر يونيو/حزيران الماضي، وذلك دون أي مبرر.

واستند المركز في توثيقه على مقاطع فيديو مطولة وإفادات شهود عيان، حيث فند ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن الشقيقين نضال (40 عامًا) وخالد عميرة (35 عامًا) شكلا خطرًا على حياة جنوده.

وأوضح المركز في بيان له أن قوات من الجيش وحرس الحدود وجهاز الأمن العام (الشاباك) اقتحمت منطقة البلدة القديمة في نابلس في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، وقامت بمداهمة العديد من المنازل واعتقال عشرات الأشخاص بغية استجوابهم.

وأشار إلى أنه في ساعات الصباح، بدأ السكان بمغادرة الحي خوفًا على حياتهم، بسبب التواجد المكثف للقوات وتكرار حوادث قتل المدنيين خلال المداهمات العسكرية.

وذكر المركز أنه حوالي الساعة الواحدة ظهرًا، وصل مسعفون إلى الحي لمساعدة عائلة قطب على المغادرة، وسط تواجد صحفيين لتوثيق الأحداث. وعندما وصل المسعفون إلى طرف الحي، أوقف الجنود أربعة شبان من العائلة في زقاق مجاور، بينما بقي المسعفون والصحفيون ينتظرون عند مدخل الشارع.

وفي ذلك الوقت، وصل نضال عميرة وشقيقه خالد لمساعدة عائلة أخرى على مغادرة الحي خوفًا من العملية العسكرية. وأكد المركز أن نضال كان ضابطًا في أجهزة السلطة الفلسطينية، لكنه لم يكن مسلحًا ولم يكن في إطار تأدية وظيفته.

ويظهر في مقطع فيديو صوره صحفيون، نضال وهو يتقدم ببطء نحو مجموعة من الجنود رافعًا يديه، ثم توقف على بعد أمتار قليلة ورفع قميصه بناءً على طلبهم، لكنه رفض خلع سرواله. وعندئذ، تقدم خطوة واحدة نحو الجنود، فانقض عليه ثلاثة منهم وانهالوا عليه بالضرب.

وحاول خالد وعدد من المسعفين الاقتراب من المكان، لكن أحد الجنود صوب سلاحه نحوهم، فتراجع المسعفون بينما واصل خالد التقدم وهو يمد يديه إلى الأمام.

وبعد ذلك، سُمعت ست طلقات، وشوهدت رصاصة تصيب الأرض قرب قدمي خالد، وأخرى تصيب الحائط، وتناثرت شظايا أصابت أحد المسعفين ومصورًا. وفي الوقت نفسه، واصل عدد من الجنود ضرب نضال، الذي كان يحاول حماية نفسه ومقاومتهم.

توثيق الحادثة يثبت أن الجنود هم الذين هاجموا الأخوين عميرة، وأن إطلاق النار عليهما كان إعدامًا بدم بارد.

ثم أمسك جنود آخرون بخالد وجروه إلى زقاق مجاور، وحاولوا طرحه أرضًا وخنقه. وسُمعت طلقتان داخل الزقاق، وبعد وقت قصير جر الجنود نضال أيضًا إلى مدخل الزقاق، وهو يقاومهم. وفي تلك المرحلة، سُمع إطلاق رصاص كثيف من داخل الزقاق، ما أدى إلى إصابة نضال وأحد الجنود على الأقل.

وتمكن نضال من الإفلات من قبضة الجنود في لحظات الذعر، وظهر في الفيديو وهو يتقدم ويعرج، لكنه وجد طريقه مسدودًا بواسطة جنديين. وفي تلك المرحلة، أطلق أحد الجنديين النار على ظهر نضال الذي سقط أرضًا.

وبعد إطلاق النار على نضال، اتجه الجندي نحو مكان كان يقوم فيه جندي آخر بتثبيت خالد على الأرض وإعدامه بإطلاق النار على رأسه من مسافة صفر.

وحاول المسعفون الاقتراب من الأخوين لتقديم العلاج الطبي لهما، لكن الجنود أبعدوهم وهددوهم بالسلاح. وأكد المركز أن تحليل توثيق الحادثة يظهر أن نضال كان لا يزال على قيد الحياة في تلك المرحلة، وربما كان بالإمكان إنقاذ حياته لولا منع الجنود تقديم العلاج له.

وفي تلك المرحلة، حضرت مركبات عسكرية إضافية وقام الجنود بتفريق الحضور باستخدام الرصاص الحي والقنابل الصوتية.

وفند المركز ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن قواته أطلقت النار على الأخوين عميرة أثناء فحص مشبوهين كانا يحاولان خطف سلاح أحد الجنود، وأن هذه المحاولة أدت إلى إصابة أربعة جنود بجراح. وشدد على أن التحليل الجنائي وإفادات الشهود توضح أن ما جرى هو إعدام خالد بإطلاق الرصاص على رأسه من مسافة صفر، وإطلاق النار على ظهر نضال من مسافة قصيرة بعد إصابته في رجله.

وأكد المركز أن توثيق الحادثة يثبت أن الجنود هم الذين هاجموا الأخوين عميرة، وأن إطلاق النار عليهما كان إعدامًا بدم بارد.

يُذكر أنه بموازاة الحرب على غزة، قتل الجيش ومستوطنون في الضفة الغربية ما لا يقل عن 1092 فلسطينيًا وأصابوا 11 ألفًا، إضافة لاعتقال أكثر من 21 ألفًا. فيما خلفت الحرب في غزة أكثر من 70 ألف قتيل وجريح فلسطيني، ودمارًا هائلًا في البنى التحتية.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا