لم يكن يوم الجمعة الماضي يوماً عادياً في سيئون، حيث استيقظت عائلة العقيد فتحي الضبوي على نبأ مقتله مع ثلاثة من مرافقيه، بعد اختطافهم على يد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
أفاد مصدر عسكري بأن قوات المجلس الانتقالي اعتقلت العقيد الضبوي، قائد الكتيبة الثانية في المنطقة العسكرية الأولى، وثلاثة من مرافقيه أثناء اقتحامها لمقر القيادة، واقتادتهم إلى معتقل في مطار سيئون، حيث تم تصفيتهم وإعدامهم ميدانياً.
أضاف المصدر أن الجثث الأربع وصلت إلى المستشفى وعليها آثار تعذيب، ولم يصدر أي تعليق من قوات الانتقالي حول الحادثة، فيما أكدت منظمات حقوقية أن مصير عشرات الأسرى الآخرين لا يزال مجهولاً.
يشغل العقيد الضبوي منصب قائد الكتيبة الثانية في المنطقة العسكرية الأولى، وسبق له أن تولى مهام عسكرية مختلفة في وادي حضرموت، وحصل على أوسمة وتكريمات عسكرية.
للأسبوع الثاني على التوالي، تشهد محافظة حضرموت توترات أمنية مستمرة بين الأطراف المحلية والقوى المختلفة، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى فوضى وصراعات طويلة الأمد.
تتفق آراء النخبة السياسية والاجتماعية الحضرمية على أن الحل يبدأ بمغادرة قوات الانتقالي الجنوبي القادمة من خارج حضرموت، وتداول نشطاء صوراً ومقاطع فيديو لعمليات نهب وسلب في وادي حضرموت.
اعترف محافظ حضرموت بوقوع عمليات نهب ودعا القوات القادمة من خارج المحافظة إلى المغادرة، مؤكداً قدرة قوات حضرموت على فرض الأمن، وطالب ناشطون وحقوقيون بفتح تحقيق في الانتهاكات.
حذر الحقوقيون من تفاقم الوضع الحقوقي والإنساني في وادي حضرموت، مع تزايد الانتهاكات وحملات التحريض الإعلامي ضد أبناء المحافظات الشمالية، ورصدت شهادات لمواطنين عن مداهمات واعتقالات تعسفية وإهانات.
في أول ظهور له منذ أيام، قال الشيخ عمرو بن حبريش، زعيم حلف قبائل حضرموت، إن مليشيا الانتقالي شنت هجوماً غادراً على مواقع الحلف، وإن حضرموت تعرضت لطعنات بتواطؤ العملاء، مؤكداً الثبات على الأرض حتى خروج المليشيات.
في المقابل، ذكر المجلس الانتقالي الجنوبي أن تحركه العسكري جاء لإنهاء حالة الانفلات الأمني في وادي حضرموت ووقف استغلال المنطقة من قبل قوات دخيلة، وتحويلها إلى منصة لعمليات التهريب وبؤرة لنشاط الجماعات المتطرفة.
في أول اجتماع رسمي، بحثت السلطة المحلية في وادي حضرموت تطبيع الأوضاع، لكن حضور قيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي أثار استياء مسؤولين محليين، معتبرين ذلك محاولة لفرض ثقافة المنتصر.
أعربت أحزاب ومكونات يمنية موالية للحكومة الشرعية عن رفضها لمحاولات المجلس الانتقالي الجنوبي إخضاع محافظات شبوة وحضرموت والمهرة بالقوة، مؤكدة رفضها للإجراءات الأحادية في تلك المحافظات.
المصدر:
القدس