يسعى لاعبو المنتخب السوداني إلى رسم البسمة على شفاه شعب مزقته الحرب، عندما يخوضون غمار نهائيات النسخة الخامسة والثلاثين من كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم في المغرب.
ويفتتح المنتخب الملقب بـ "صقور الجديان" مشواره، يوم الأربعاء، بمواجهة نظيره الجزائري على ملعب "مولاي الحسن" بالعاصمة المغربية الرباط، ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الخامسة.
يشارك منتخب السودان للمرة العاشرة في البطولة القارية التي توج بلقبها مرة واحدة عام 1970 على أرضه، وبلغ قبلها نصف النهائي في نسختي 1959 و1963، علماً بأن عبد الحليم محمد، الرئيس السابق للاتحاد السوداني، كان صاحب فكرة إقامة أول بطولة إفريقية وذلك في السودان عام 1957.
واندلعت الحرب السودانية منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتسبّبت بمقتل عشرات الآلاف وتهجير نحو 12 مليون شخص بما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، بعدما شهدت البلاد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، شملت أعمال عنف جنسي ضد النساء وانتهاكات مروّعة ووحشية في حقّ المدنيين عامة، وجرائم قتل خارج نطاق القانون.
تسببت الحرب في تجميد النشاط الرياضي في البلاد، واضطر قطبا العاصمة الهلال والمريخ إلى اللعب في الدوري الموريتاني للحفاظ على مستوى لاعبيهما في المسابقتين القاريتين دوري الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي. عادت عجلة الدوري إلى الدوران في البلاد بعد 14 شهراً قبل أن تتوقف مجدداً وعاد القطبان الهلال والمريخ هذه المرة إلى اللعب في الدوري الرواندي.
بالنسبة للمنتخب، خاض مبارياته البيتية في تصفيات أمم إفريقيا ومونديال 2026 خارج قواعده ما بين ليبيا وجنوب السودان وصولاً إلى تنزانيا وموريتانيا.
ورغم كل هذه الظروف القاهرة، أبلى البلاء الحسن بتأهله إلى نهائيات العرس القاري، وسحب ذلك على تصفيات المونديال حتى أنه تصدر مجموعته برصيد 10 نقاط، متفوقاً على السنغال بفارق نقطتين، قبل أن تتراجع نتائجه ويفشل في التأهل إلى العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخه، حيث حل خلف السنغال صاحبة البطاقة المباشرة وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي خطفت لاحقاً بطاقة الملحق العالمي.
تحدث هدافه محمد عبد الرحمن عن هذه المعاناة لـ "العربية. نت" في وقت سابق: عقب اندلاع الحرب وتوقف النشاط اتجهنا لخوض معسكر إعدادي في المغرب، بعدها إلى السعودية التي استضافتنا لفترة طويلة ووفرت لنا كافة سبل النجاح حتى نتمكن من الاستعداد بشكل جيد للتحديات المقبلة، كما تمكنا من مواصلة النشاط عبر المشاركة في الدوري الموريتاني الموسم المنصرم وحالياً نتواجد في المسابقات الرواندية عبر ناديي الهلال والمريخ.
وأضاف: لقد عايشنا ظرفاً إنسانياً قاسياً بسبب الأحداث في السودان، لكننا نجحنا في تحويل تلك الحالة النفسية إلى دوافع إيجابية، وبحمد الله مضينا بخطى جيدة ووصلنا إلى ما نريد.
كما عبر الغاني جيمس كويسي أبياه، المدير الفني للمنتخب السوداني، عن سعادته بمشاركة الفريق في بطولة كأس أمم إفريقيا بالمغرب، مؤكداً أن الهدف الرئيس هو إسعاد جماهير بلاده وإظهار المنتخب بأفضل صورة ممكنة.
وعن الظروف الصعبة خلال العامين الماضيين، قال المدرب الغاني إن الوضع في المعسكرات التدريبية لم يكن سهلاً لكونه اضطر للعمل على الجانب النفسي أكثر بدل التركيز على العاملين التكتيكي والفني، لكنه أشار إلى أن الهدف النهائي هو أن "يشعر كل سوداني بالفخر والاعتزاز بمنتخب بلاده".
يشار إلى منتخب السودان أوقعته القرعة في مجموعة صعبة إلى جانب الجزائر، بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية.
المصدر:
العربيّة