آخر الأخبار

التقلبات المناخية بالمغرب تفرض يقظة جماعية لحماية الأرواح والممتلكات

شارك

دعا نشطاء مغاربة في المجتمع المدني إلى “التعامل بجدية ومسؤولية مع التحذيرات الجوية الصادرة عن الجهات المختصة”، معتبرين أن “الظرفية المناخية الراهنة تفرض قدرا عاليا من الوعي الجماعي والانخراط الإيجابي في إجراءات الوقاية والسلامة”، خصوصا أن “التحذيرات لا تهدف إلى تقييد حركة المواطنين بقدر ما ترمي إلى حماية الأرواح وتقليص الخسائر المحتملة”.

شدد الفاعلون الجمعويون على أن “نجاح أية مقاربة وقائيّة يظل رهينا بتكامل الأدوار بين المؤسسات العمومية والمواطنين، من خلال الالتزام بالتوجيهات الرسمية وتفادي السلوكات التي قد تعرض سلامة المواطنين للخطر”، معتبرين أن “تعزيز ثقافة الاستباق والاحتراز يشكل مدخلا أساسيا لتحويل التحديات المناخية إلى فرصة للتضامن المجتمعي والحد من آثار المخاطر الطبيعية”.

وأفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية، في نشرة إنذارية من “مستوى برتقالي”، صادرة اليوم الجمعة، بأنه من المرتقب تسجيل زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بتساقط للبرد وبهبات رياح وتساقطات ثلجية وهبات رياح قوية وطقس بارد بعدد من مناطق المملكة.

“اليقظة ضرورية”

قالت الفاعلة الجمعوية إلهام بلفحيلي، الكاتبة العامة للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إن “النشرات الإنذارية الموجهة إلى المواطنات والمواطنين بشأن تأجيل التنقلات غير الضرورية يجب عدم التعامل معها باستخفاف”، مؤكدة أنها “تصدر بناء على معطيات دقيقة وقراءات علمية تهدف أساسا إلى حماية الأرواح والممتلكات”.

وأبرزت بلفحيلي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم الجهات العمومية والمصالح المختصة، يبذلون مجهودات جبارة في إطار الاستعداد المسبق والتدخل الاستباقي لمواجهة المخاطر المحتملة”، داعية في هذا السياق إلى “تثمين هذه الجهود عبر التعاون الإيجابي من لدن المواطنين، وعدم تعريض أنفسهم أو غيرهم لمخاطر يمكن تفاديها بالالتزام بالتعليمات الصادرة”.

وفي المقابل، نبهت الكاتبة العامة للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب إلى أن “بعض السلوكات المتهورة التي يقدم عليها بعض المواطنين، أو بعض السائقين، كالمجازفة بالتنقل في ظروف جوية خطرة أو تجاهل التحذيرات الرسميّة، تشكل تهديدا مباشرا لحياتهم ولحياة الركاب ومستعملي الطريق بصفة عامة. كما تُثقل كاهل فرق التدخل والإنقاذ التي تضطر للتدخل في أوضاع بالغة الخطورة”.

وأكدت الناشطة المدنية ذاتها أن “بعض الظواهر الطبيعية، في ظل التوترات المناخية الراهنة، قد تشكل خطرا حقيقيا على حياة الناس”، موضحة أن “هذه الأمطار تظل أمطار خير من شأنها المساهمة في التخفيف من حدة الإجهاد المائي”؛ غير أنها شددت على “ضرورة التحلي باليقظة وتحمل كل جهة لمسؤوليتها في إسناد ودعم مجهودات السلطات العمومية، حتى لا تتحول المطار إلى مآسٍ في بعض المناطق أو إلى كوارث يمكن تفاديها في مناطق أخرى”.

“إجراءات لا بد منها”

أكد رشيد فاسح، فاعل مدني، على أهمية التفعيل الفوري والفعّال للجان اليقظة على المستويين الإقليمي والمحلي، باعتبارها آلية أساسية للاستباق والتدخل السريع في حالات التقلبات المناخية الحادة”، داعيا في هذا الصدد إلى “تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، من سلطات محلية ومصالح تقنية وفعاليات المجتمع المدني، من أجل تتبع الوضع الميداني واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب”.

وشدد فاسح، في تصريح لهسبريس، على “ضرورة القيام بحملات تواصلية وتحسيسية واسعة، بشراكة مع الجمعيات المحلية، تهدف إلى توعية الساكنة بمخاطر التنقل في فترات التساقطات القوية، خصوصا في ظل تسجيل نسب كبيرة من الأمطار في وقت وجيز”، مبرزا “أهمية الإعلان الواضح عن توصيات تفادي السفر غير الضروري، والابتعاد عن المنحدرات والأودية والمسالك الخطرة التي قد تشكل تهديدا مباشرا على سلامة المواطنين”.

وفي السياق ذاته، طالب الفاعل المدني بـ”اتخاذ إجراءات احترازية لتفادي الانهيارات التي قد تطال بعض الطرق والبنيات التحتية، مع التأكيد على ضرورة تفادي السفر خلال عطلة نهاية الأسبوع ونهاية السنة، حيث يزداد منسوب التنقل”.

وأورد المتحدث ذاته أن “الهدف الأساس من هذه الإجراءات هو الحيلولة دون وقوع خسائر بشرية، وعدم تكرار حوادث مأساوية سبق تسجيلها في بعض المدن؛ من بينها مدينة آسفي”.

وخلص رشيد فاسح إلى أن “تفعيل مختلف الآليات التواصلية والتدبيرية يساهم بشكل كبير في تقليص حجم الخسائر والتحكم في الوضع”، موصيا بـ”النظر في إمكانية تعليق الدراسة مؤقتا في بعض المناطق المتضررة أو البعيدة، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يستعملون النقل المدرسي؛ وذلك في إطار تغليب منطق الوقاية وحماية الأرواح”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا