آخر الأخبار

رهان الأطلسي.. هل ينجح ميناء الداخلة في تحرير المغرب من "الهيمنة الأوروبية" وتغيير وجه إفريقيا؟

شارك

يشكل تقدم الأشغال في ميناء الداخلة الأطلسي، بالموازاة مع المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط، منعطفا حاسما في الاستراتيجية الجيوسياسية للمملكة، يهدف إلى إعادة رسم خارطة التجارة العالمية انطلاقاً من الجنوب. فالمغرب لم يعد يكتفي بموقعه التقليدي كشريك مفضل للقارة الأوروبية، بل يسعى عبر هذه المنصات اللوجستية الضخمة ليكون جسراً قاريا يربط العمق الإفريقي بالأسواق الأمريكية والآسيوية.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي محمد جدري، أن المملكة المغربية تتوفر اليوم على رؤية اقتصادية واضحة المعالم، تبغي من خلالها أن تضاعف الناتج الداخلي الخام من 130 مليار دولار سنة 2021 إلى أكثر من 260 مليار دولار سنة 2035، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق هذه الرؤية الاقتصادية وتسريع الاقتصاد بدون بنيات تحتية ولوجيستية من الطراز الرفيع.

وأوضح المتحدث ذاته جوابا عن سؤال لجريدة “العمق” حول تحول المغرب إلى منصة لوجستية تعيد رسم خرائط التجارة العالمية أن المغرب يعيش قصة نجاح ميناء طنجة المتوسطي الذي أصبح من بين أحسن 20 ميناء على المستوى العالمي، حيث تتوفر فيه سهولة الولوج والخروج من الميناء في بضع ساعات في حين أنها تصل بضعة أيام في موانئ أخرى، مبرزا أن المملكة تريد إعادة قصة النجاح هذه في ميناءين جديدين، هما ميناء الناظور غرب المتوسط وكذلك في ميناء الداخلة الأطلسي الذي يتوفر على وضع استثنائي بحكم موقعه كبوابة لإفريقيا.

وأبرز جدري أن العالم بأسره يعرف اليوم بأن السوق الاستهلاكية رقم واحد خلال العقود المقبلة هي القارة الإفريقية بأكثر من مليار ونصف المليار من المستهلكين، وهي القارة الأكثر شبابا وتتوفر على المواد الخام والمواد الأولية، مسجلا أن أعين العالم متوجهة نحو إفريقيا، حيث نرى كيف أن أمريكا وأوروبا وروسيا وتركيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا كلها دول تريد القيام بمجموعة من الاستثمارات في إفريقيا.

وأشار المحلل الاقتصادي إلى أنه لا يمكن تصريف السلع نحو العالم إن لم تكن هناك بنية لوجيستية مهمة، وهنا يأتي تموقع ميناء الداخلة الأطلسي ليجيب على هذا الأمر ويحول المملكة المغربية إلى منصة إفريقية صناعية حقيقية، من ناحية تمكين مجموعة من المستثمرين من القدوم للأقاليم الجنوبية وتصدير سلعهم وخدماتهم نحو إفريقيا، وكذلك تمكين مجموعة من دول الساحل من منفذ نحو المحيط الأطلسي عن طريق الميناء، ليلعب بذلك دورا كبيرا جدا.

ولفت المصدر نفسه إلى تكامل هذا الورش مع المبادرات المغربية الأخرى، التي يوجد فيها المجمع الشريف للفوسفاط الذي يساعد الفلاحين والمزارعين الأقارقة عبر تكوينهم ومنحهم الأسمدة والبذور، وكذا العمل الذي تقوم به الأبناك المغربية ومؤسسات التأمين وقطاع البناء والأشغال العمومية، إضافة إلى خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي الذي سيزود مجموعة من الدول بالكهرباء التي هي دول أقل كهربة.

وخلص جدري في ختام تصريحه لـ “العمق” إلى أن هذه المبادرات مجتمعة، بالإضافة إلى ميناء الداخلة الأطلسي، من شأنها أن تحول الملامح ديال غرب إفريقيا على الأقل من الآن إلى سنة 2035 أو 2040 على أبعد مدى.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا