وجّهت عدد من الجمعيات نداءات مستعجلة إلى السلطات الإقليمية والمحلية بإقليم تنغير، على خلفية الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها ساكنة عدد من الدواوير الجبلية وأسر من الرحّل بجبال إسيكيس، نتيجة التساقطات الثلجية الكثيفة والاستثنائية التي تسببت في شلل شبه تام للمسالك الطرقية وانقطاع جزئي عن العالم الخارجي.
وفي هذا السياق، كشفت جمعية تيرسال للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة، أنها تلقت خلال الساعات الأخيرة اتصالات من بعض الرحّل المتواجدين بموقع تغفيست، الواقع غرب قرية أوسيكيس، تفيد بأن الكثافة الكبيرة للثلوج المسجلة بالمنطقة باتت تهدد حياة أزيد من 15 أسرة من الرحّل وقطعانهم، سواء بالموقع المذكور أو بالمناطق الجبلية المحيطة به.
وأوضحت الجمعية أن الرحّل العالقين يواجهون صعوبات متزايدة في التزود بالأعلاف والمواد الغذائية، في ظل تراكم الثلوج وانعدام المسالك، مشيرة إلى أن المسافة الفاصلة بين أقرب نقطة يمكن أن تصلها وسائل النقل، في حال فتح المسالك الجبلية، تُقدّر بحوالي 8 كيلومترات، ما يزيد من تعقيد عملية التدخل السريع.
وأضافت جمعية تيرسال، أنها قامت بتوجيه نداءات صوتية مستعجلة للمعنيين بالأمر والمتواجدين بكل من تغفيست، أكدال، وإمي نتايسلت، كما قامت بتبليغ السلطات المحلية قصد اتخاذ ما يلزم من تدابير في الوقت المناسب، حفاظا على سلامة أسر الرحّل وماشيتهم.
وجدّد التنظيم ذاته نداءه إلى السلطات الإقليمية من أجل تزويد مسعفي الهلال الأحمر المغربي بأوسيكيس بوسائل التدخل الضرورية، للمساهمة في دعم جهود السلطات المختصة خلال هذه الظروف المناخية الاستثنائية، داعية المصالح الفلاحية ومجلس جماعة أمسمرير والمجلس الإقليمي لتنغير إلى تحمل مسؤولياتهم في توفير الأعلاف والمواد الغذائية لفائدة أسر الرحّل المهددة بسبب الكثافة غير المسبوقة للثلوج.
من جهتها، كشفت جمعية تابولمانت للتنمية المحلية عن استمرار معاناة ساكنة دوار تابولمانت، بقيادة أمسمرير، بسبب تأخر فك العزلة عن المنطقة، في ظل التساقطات الثلجية الكثيفة التي تعرفها جبال إسيكيس، وما خلفته من شلل تام للمسالك الطرقية وانقطاع شبه كلي عن العالم الخارجي.
وأبرزت الجمعية، في بيان عاجل للرأي العام، أن استمرار العزلة أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية، وتفاقم معاناة المرضى وكبار السن، في ظل ظروف مناخية قاسية لا تحتمل التأخير أو التسويف، محذرة من التداعيات الإنسانية الخطيرة التي قد تترتب عن استمرار الوضع على ما هو عليه.
كما حذرت الجمعية من الخطر الحقيقي الذي يواجهه الرحّل العالقون بأعالي جبال إسيكيس، نتيجة تراكم الثلوج وانعدام الأعلاف، وهو ما ينذر بنفوق أعداد كبيرة من الماشية وضياع مصدر رزقهم الوحيد، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة.
وطالبت جمعية تابولمانت بتدخل فوري ومستعجل لفتح الطرق والمسالك وفك العزلة عن الدواوير المتضررة، مع تعبئة عاجلة للآليات الثقيلة وفرق ميدانية تعمل بشكل متواصل لإزالة الثلوج، إلى جانب إيصال الأعلاف والمواد الغذائية والأدوية بشكل فوري إلى الرحل والساكنة المحاصرة.
كما دعت إلى إعلان حالة تعبئة محلية حقيقية، وتعزيز التنسيق بين السلطات والجماعات الترابية والمصالح الخارجية، ووضع مخطط استباقي دائم لمواجهة موجات البرد والتساقطات الثلجية مستقبلا، بدل الاكتفاء بمنطق التدخل بعد تفاقم الأوضاع.
وختمت الهيئة ذاتها بيانها بالتأكيد على أن كرامة الساكنة والرحّل خط أحمر، محمّلة الجهات المعنية مسؤولية أي تأخير إضافي في التدخل، لما قد يترتب عنه من عواقب إنسانية وخيمة.
المصدر:
العمق