آخر الأخبار

بوسائل بدائية.. ساكنة "إمضغر" بورزازات تواجه العزلة بـ "ترقيع" الطريق بالتراب

شارك

اضطرت ساكنة دواري إمضغر أوفلا وإمضغر التحتاني، التابعين للمجال الجبلي بإقليم ورزازات، إلى إطلاق مبادرة ذاتية لإصلاح الطريق التي تربط الطريق الوطنية رقم 10، عبر مركز إمي نتالا، في اتجاه أزيد من 12 دوارا تابعة لجماعات وسلسات وسيروا وتازناخت وأسايس، وذلك بعد تفاقم وضعيتها وتحولها إلى مصدر دائم للخطر والعزلة.

هذه الطريق، التي تخترق تضاريس وعرة وتشكل شريانا حيويا لساكنة المنطقة، لم تعد صالحة للاستعمال، بسبب الحفر العميقة والتشققات التي تنتشر على طولها، في مشهد يفضح هشاشة الأشغال المنجزة سابقا وغياب الصيانة الدورية، رغم أهميتها الاستراتيجية في ربط عدة جماعات ترابية وخدمة إقليمين.

ووثّقت جريدة “العمق”، خلال زيارة ميدانية في الآونةالأخيرة، الحجم الحقيقي للمعاناة اليومية التي يعيشها السكان، قبل التساقطات الثلجية الكثيفة والأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة، والتي زادت من تدهور وضعية الطريق، وعمّقت عزلة الدواوير، وعرّضت سلامة مستعمليها للخطر، خصوصا التلاميذ، والمرضى، ووسائل النقل غير المجهزة.

وأمام هذا الوضع، خرجت الساكنة في خطوة اضطرارية، مستعملة وسائل بسيطة وترابا من الأرض، في محاولة لتقليص حجم الحفر وتفادي حوادث محتملة، في غياب أي تدخل رسمي، وبعد ما وصفته بـ“فشل المسؤولين” في الاستجابة لنداءات متكررة بإصلاح الطريق وإيجاد حلول جذرية ودائمة.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، قال أحد سكان دوار إمضغر إن ساكنة إمضغر ترقع ما لا يرقع، موضحا أن ما يظهر في الصور المتداولة ليس حلا حقيقيا، بل مبادرة يائسة فرضتها الضرورة، مضيفا أن التراب ليس حلا، بل اخر ما تبقى حين يترك المواطن وحيدا في مواجهة الإهمال.

وأشار المتحدث إلى المفارقة المتمثلة في أن عددا من المسؤولين ومن يفترض فيهم نقل صوت الساكنة يمرون يوميا من هذا الطريق ويعرفون جيدا خطورتها، ومع ذلك لا أثر لأي تحرك فعلي، مؤكدا أن مطالب الساكنة بسيطة ومشروعة، ولا تتجاوز الحق في طريق آمنة تحفظ كرامة المواطنين.

وأكدت الساكنة أن هذه الطريق لا تخدم فقط دواري إمضغر، بل تربط 12 دوارا بجماعات مختلفة، وتشكل المنفذ الوحيد نحو المراكز الصحية والمؤسسات التعليمية والأسواق، ما يجعل وضعيتها المتردية عاملا أساسيا في تعميق الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة.

وطالبت الساكنة الجهات المسؤولة، محليا وإقليميا، بالتدخل العاجل لإصلاح هذا المقطع الطرقي وفق معايير تقنية تحترم خصوصية المجال الجبلي، مع فتح تحقيق في جودة الأشغال السابقة، واعتماد حلول مستدامة تنهي معاناة سنوات من التهميش والعزلة، خاصة في فترات التقلبات المناخية.

وختم السكان تصريحاتهم بالتأكيد على أن الصور تتكلم عن نفسها، وأن الترقيع بالتراب لن يكون حلا دائما، في انتظار إرادة حقيقية تترجم الوعود إلى أفعال، وتعيد لهذا الشريان الحيوي دوره في فك العزلة عن ساكنة الجبال.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا