في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة تأهيل البنية التحتية الرياضية بالمملكة، استعدادا للاستحقاقات الكروية الكبرى القادمة، ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء بالرباط، اجتماعا رفيع المستوى خصص لتقديم الخطة الاستراتيجية للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)، والوقوف على مدى تقدم المشاريع المهيكلة التي تشرف عليها.
وعرف الاجتماع حضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، ومسؤولي الشركة الوطنية، حيث تم تدارس الرؤية الجديدة للشركة الهادفة إلى مواكبة الدينامية الرياضية التي تعيشها المملكة.
واستهل يوسف بلقاسمي، رئيس الإدارة الجماعية لشركة “سونارجيس”، الاجتماع بتقديم عرض مفصل حول الخطة الاستراتيجية للشركة، حيث ترتكز هذه الرؤية الجديدة على دعامتين أساسيتين: تثمين المكتسبات التي راكمتها الشركة منذ تأسيسها، وتعزيز مواردها البشرية لضمان كفاءة أكبر في التدبير.
كما كشف بلقاسمي أن الشركة تسعى عبر هذه الخطة إلى تقوية حضورها الترابي في مختلف جهات المملكة، وعدم الاكتفاء بالمركزية، وذلك من خلال تطوير عروض خدماتية جديدة تكون قريبة من الساكنة وتلبي احتياجاتها الرياضية المتزايدة.
وشكل ملف تأهيل الملاعب الكبرى محورا رئيسا في هذا الاجتماع، حيث سلط رئيس الإدارة الجماعية الضوء على التقدم المحرز في أوراش تأهيل وتوسعة الملاعب المرشحة لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2025) وكأس العالم 2030.
واستعرض المسؤول ذاته منظومة الحكامة المعتمدة من قبل الشركة، مستعرضا الآليات الدقيقة للتتبع التقني والإداري والمالي، والتي تهدف إلى ضمان تنفيذ هذه المشاريع الاستراتيجية وفق المعايير الدولية والآجال المحددة. كما تم التأكيد على مستوى التنسيق العالي بين “سونارجيس” والقطاعات الوزارية المعنية، إضافة إلى الشركاء المؤسساتيين والفاعلين في الحقل الرياضي.
من جانبه، وخلال تفاعله مع العرض المقدم، استحضر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، العناية الملكية التي يوليها الملك محمد السادس لقطاع الرياضة، وحرصه على توفير البنيات التحتية والتجهيزات اللازمة في كل ربوع المملكة.
وفي هذا الصدد، دعا أخنوش إلى ضرورة تسريع دينامية عمل شركة “سونارجيس” وتنزيل خطتها الاستراتيجية بفعالية، معتبرا أن المرحلة تقتضي “انطلاقة جديدة” تجعل من المنشآت الرياضية رافعة حقيقية للتنمية الترابية المندمجة، وليس مجرد فضاءات للممارسة الرياضية فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية، التي أحدثت سنة 2008، قد توسع نطاق عملها بشكل لافت، حيث تتولى اليوم تدبير ما يناهز 78 بنية تحتية رياضية، موزعة على 6 جهات من المملكة، مما يجعلها الفاعل الأول في تدبير الملاعب والقاعات الرياضية الكبرى بالبلاد.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق يتزامن مع وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، والاستعداد للمحطة العالمية المتمثلة في كأس العالم 2030، مما يضع الشركة أمام تحديات كبرى لكسب رهان التنظيم والجودة.
المصدر:
العمق