تعيش ساكنة مقاطعة سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش، حالة من التذمر والاستياء جراء الغياب شبه التام لمرائب مخصصة لركن السيارات، وهو الوضع الذي تسبب في تفاقم الاختناق المروري بشكل يومي في المنطقة التي تعد واحدة من أكثر المقاطعات كثافة سكانية بالمدينة الحمراء، بتعداد يتجاوز 107,966 نسمة.
وفي ظل هذا الاكتظاظ، أصبح التنقل داخل أزقة وشوارع المقاطعة يشكل تحديا حقيقيا ومستمرا للسكان والزوار على حد سواء، وسط غياب بنية تحتية تواكب النمو الديموغرافي وتزايد أسطول العربات.
وفي تصريح لجريدة “العمق”، دق الفاعل الجمعوي شاكر محمد ناقوس الخطر، مشيرا إلى مفارقة غريبة تعيشها المدينة؛ ففي الوقت الذي تتوفر فيه معظم المقاطعات على مرائب عمومية، ويجري العمل حاليا على تشييد مرآبين جديدين بكل من “جليز” و”عرصة المعاش”، تم استثناء مقاطعة سيدي يوسف بن علي من هذه المشاريع الحيوية.
وتساءل المتحدث عن أسباب هذا “الإقصاء غير المبرر” الذي يزيد من تعقيد الوضعية الحضرية بالمنطقة، موضحا أن المعاناة لا تقتصر على شارع رئيسي بعينه، بل تمتد لتشمل أحياء آهلة بالسكان، أبرزها درب محمد العساس، درب أكرام، درب الماكينة، درب الكبص، شارع امبارك، درب الساقية، ودرب أمزيان.
وأمام هذا العجز، يضطر السكان حاليا إلى اللجوء لمرآب عشوائي قريب، مما يضع ممتلكاتهم وسياراتهم عرضة لخطر السرقة أو التخريب في غياب أي تدبير حضري منظم وآمن.
وأكد شاكر محمد أن هذا “الفراغ التنظيمي” يخلق توترا يوميا ومشاحنات بين الساكنة وأصحاب السيارات، مشددا على أن أولويات تهيئة مدينة مراكش يجب أن تأخذ بعين الاعتبار العدالة المجالية بين جميع المقاطعات، خاصة تلك التي تعرف حركية تجارية وسكانية كبرى كسيدي يوسف بن علي.
وفي هذا الصدد، تعالت أصوات السكان والمهتمين بالشأن المحلي مطالبة السلطات المحلية والمنتخبة بالتحرك السريع لإنقاذ المنطقة من “السكتة القلبية المرورية”، حيث تتركز المطالب حول ضرورة إحداث مرآب عمومي يستوعب الزيادة المطردة في عدد المركبات، فضلا عن إعادة تنظيم حركة السير والجولان.
ويرى مهتمون بالشأن المحلي أن الحل لا يكمن فقط في بناء المرائب، بل يستدعي خطة شاملة تتضمن إنشاء ممرات خاصة للمركبات وتقنين أماكن الوقوف بالأحياء المكتظة، مما سيساهم في انسيابية المرور والحد من حوادث السير، وبالتالي تحسين جودة الحياة داخل إحدى أعرق مقاطعات المدينة.
المصدر:
العمق