في محطة حاشدة ضمن جولة “مسار الإنجازات” بجهة درعة تافيلالت، أكدت قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت، أن الحكومة تجاوزت مرحلة الشعارات إلى مرحلة الأرقام والإنجازات الملموسة، واصفة مسارها بأنه “أكبر مد إصلاحي منذ الاستقلال”.
في هذا الإطار، أكد أحمد البواري عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن المشاريع المنجزة ضمن استراتيجيتي “المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر” كان لها أثر “جد إيجابي وملموس” على الساكنة، مشددا على أن الإنجازات “ليست مجرد عمل تقني”، بل هي “ورش كبير في إعادة بناء منظومة عريقة” لمواجهة الهشاشة والتغيرات المناخية، حيث تم تأهيل 65 ألف هكتار من الواحات وإنجاز أكثر من 70 سداً تحويليا.
وأشار البواري إلى مشاريع ربط استراتيجية كبرى، أهمها مشروع تحويل 20 مليون متر مكعب من واد غريس، مؤكدا العمل على حماية وتأهيل موروث الخطارات، حيث تم إحصاء وتحصين ما يقارب 764 كيلومتراً منها. وشدد البواري على أن هذه الجهود أدت إلى رفع الإنتاج بشكل لافت، حيث وصل إنتاج درعة تافيلالت من التمور إلى 132 ألف طن، مساهمة بذلك بما يقارب 80% من الإنتاج الوطني الإجمالي، ومؤكداً الالتزام الثابت بمواصلة هذا الطريق لأن “الواحات رصيد وطني خص يبقى حي”.
من جهته، وصف عضو المكتب السياسي للأحرار، و الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، جهة درعة تافيلالت بـ “بلاد الخير والبركة”، مؤكداً أن خدمة المواطنين والاستجابة لرغباتهم هو “التزام وأمانة”.
وكشف زيدان عن أرقام قياسية للحركية الاستثمارية، حيث سجلت 1059 مشروعا بقيمة إجمالية بلغت 42 مليار درهم خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع أن تخلق 37 ألف منصب شغل.
وأكد زيدان أن الهدف الاستراتيجي للحكومة هو تحويل الجهة إلى “قاطرة وطنية” من خلال توطين الصناعة. ولتحقيق ذلك، أعلن عن إطلاق دعم موجه للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن الدعم الحكومي للمشاريع الكبرى قد يصل إلى 30% من قيمتها، يتم استكماله بـ 10% تمويل ذاتي والباقي (60%) عبر قروض ميسرة من الأبناك، بهدف وحيد هو أن يجد شباب المنطقة شغلهم و”نحقق المستحيل”.
وأكد سعيد شباعتو، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة تافيلالت، أن الحزب يعمل “ليل نهار” لتحسين ظروف عيش المواطنين، مشيراً إلى أن نجاح الحزب كان نتاج “مسار الثقة” القائم على الإنصات المباشر للساكنة، مشددا على أن “أحسن وأشرف الثقة” هي التي وضعها الملك محمد السادس في رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مؤكداً أن نجاح الحكومة يقوم على برنامج مشترك وتماسك الأغلبية، وعلى انخراط المواطنين الذين وجدوا في أخنوش “محاوراً جاداً وصادقاً”.
وأشار إلى أن الحكومة اختارت تحمل مسؤولية إصلاح القطاعات الأساسية التي طالبت بها الساكنة – التشغيل، التعليم، والصحة – بوفاء للساكنة وبوفاء لصاحب الجلالة، مؤكداً أن الانسجام الحكومي تحقق بفضل اللباقة وأساليب عمل رئيسها.
كما أكد شباعتو أن العمل السياسي للحزب “عمل نبيل” ويتم وفق التوجيهات الملكية السامية، مشدداً على احترام الحزب للمعارضة الوطنية. وفيما يخص المستقبل، أكد أن علاقة الحزب بالشباب ستكون أولوية قصوى، وأن رئيس الحكومة ورئيس الحزب يعملان على منح الشباب والشابات مسؤوليات حزبية وحكومية. وتعهد بأن التنسيقية الجهوية والإقليمية لحزب “الحمامة” ستفتح أبوابها للشباب للنقاش والتواصل والاندماج في العمل الحزبي بطريقة ديمقراطية، مؤكداً أنهم سيتمكنون من تولي المسؤوليات وستكون النتائج “إيجابية إن شاء الله”.
في سياق متصل، أكد البرلماني وعضو المكتب السياسي للحزب، يوسف شيري، أن “الأحرار” أصبح “الأقوى والأكثر إنصاتاً للمواطنين”، مشدداً على أن الشباب اليوم في قلب مراكز القرار. ودافع شيري بقوة عن حصيلة الحكومة، وشن هجوماً حاداً على منتقديها، موضحاً أن عدم قدرة المعارضة على نقد الإنجازات دفعها إلى مهاجمة الأشخاص، مضيفا: “انتقاد الأشخاص لهدم المؤسسات من شيم الجبناء، ونحن اليوم لا مكان للجبناء بيننا”.
كما أبرز التغييرات “الجريئة” في قطاع الصحة، مؤكداً أن الحكومة رفعت ميزانية القطاع إلى 42 مليار درهم، وأطلقت مشاريع كبرى، معلناً أن مخرجات التكوين الجديدة ستضمن تخرج أكثر من 500 طبيب سنوياً يلتزمون بالعمل في الجهة.
بدوره، أثنى رئيس جهة درعة تافيلالت، هرو برو، على “العناية البالغة” التي يوليها رئيس الحكومة للجهة، والتي تجسدت في إطلاق برنامج تنموي جهوي بقيمة 17 مليار درهم. وأشار برو إلى أن إجمالي المالي الذي تم تدارسه مع الشركاء بالجهة بلغ 35 مليار درهم، نتيجة لالتقائية السياسات العمومية.
كما ركز على نجاح الحكومة في الاستجابة الفورية لملف الصحة، حيث تشهد الجهة تكوين أكثر من 500 طبيب وانطلاق العمل في المستشفى الجامعي، إضافة إلى حل مشكل إمدادات المياه في زاكورة بقرار مباشر من رئيس الحكومة. وكشف برو عن مساهمة الجهة بـ ملياري درهم لإدخال الكهرباء القروية، حيث سيصل الضوء لأول مرة إلى 17 ألف دار، مؤكداً أن الجهة تنتج 90% من التمور و60% من التفاح والزعفران، وأن أدنى نسبة بطالة سجلت كانت في الراشيدية خلال موسم جني التمور.
المصدر:
العمق