تعيش ساكنة حي 114 الجنوبي بمنطقة يوسف بن تاشفين بمدينة مراكش على وقع قلق متجدد، بسبب انسداد مجرى الواد المار بمحاذاة منازلهم، في ظل اقتراب فصل الشتاء وتزايد التساقطات المطرية.
ويعد هذا الوضع إلى الواجهة مخاوف حقيقية من تكرار سيناريو السنة الماضية، حين اجتاح الواد عددا من المنازل متسببا في خسائر مادية وأضرار بممتلكات السكان.
وأكد عدد من القاطنين بالحي، في إفادات متطابقة، أن مجرى الواد أصبح عرضة للانسداد بفعل تراكم الأتربة والمخلفات والأزبال، ما يرفع من احتمال حدوث فيضانات خلال فترات الأمطار الغزيرة.
وأوضحوا أن هذا الوضع يفرض عليهم، كل موسم شتاء، اتخاذ تدابير احترازية مؤقتة، من قبيل رفع بعض الممتلكات ومراقبة مسار الواد بشكل دائم، وهو ما يثقل حياتهم اليومية ويزيد من مخاوفهم على سلامة أسرهم ومنازلهم.
وشددت الساكنة على أن الحلول الظرفية لم تعد كافية، معتبرة أن الوضع يستدعي تدخلا عاجلا من الجهات المعنية لوضع حد لهذا الخطر المحدق، مؤكدين أن المنطقة في حاجة إلى خطة مستدامة لتدبير مياه الأمطار وتنقية ومراقبة مجرى الواد بشكل منتظم، تفاديا لتكرار الخسائر التي عرفها الحي في السابق.
وفي هذا السياق، أوضحت الفاعلة الجمعوية ريم بولفاج أن ساكنة الحي تعيش تحت تهديد الفيضانات مع كل موسم ممطر، مشيرة إلى أن التغيرات المناخية ساهمت في ارتفاع وتيرة هذه المخاطر.
واعتبرت بولفاج في تصريح لجريدة “العمق”، أن التعاطي مع مثل هذه الوضعيات يجب أن يكون استباقيا، عبر إجراءات وقائية تحول دون وقوع أضرار جسيمة.
وأضافت بولفاج أن تعزيز الوعي المجتمعي وتنظيم حملات تحسيسية حول المخاطر البيئية يمكن أن يساهما في الحد من الخسائر وحماية الأرواح والممتلكات، مؤكدة على ضرورة تكامل جهود السلطات العمومية مع فعاليات المجتمع المدني.
ويطالب فاعلون جمعويون بالمنطقة، بتدخل فوري وحازم من الجهات المختصة، من أجل حماية المواطنين وممتلكاتهم، وضمان تتبع مستمر وتنفيذ فعلي للإجراءات اللازمة، بما يضع حدا لحالة الخوف التي تخيم على الحي مع كل موسم أمطار.
المصدر:
العمق