آخر الأخبار

تحويل متنفس جماعي إلى مشروع سكني يفجّر غضب ساكنة أكيوض بمراكش

شارك

تحوّلت ساحة عمومية بدوار أكيوض بمراكش، إلى فضاء للاحتجاج بعدما شرع الناشط الحقوقي عبد العزيز الرداد في اعتصام إنذاري يمتد لثلاثة أيام، تعبيراً عن رفضه لما اعتبره “انتزاع فضاء مشترك” لفائدة مشروع سكني جديد.

واعتبر الردار المنسق المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيد الزوين في تصريح له لجريدة “العمق”، أن قرار تحويل الساحة يضرب في العمق حاجة السكان إلى متنفس أخضر وفضاء رياضي كان يشكل جزءاً من ذاكرة الحي وحياته اليومية. وأكد أن الاحتجاج ليس موجهاً ضد مشاريع السكن، وإنما ضد “النزعة المتزايدة لمحو الفضاءات العمومية من تصميم المدينة”.

ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي سبق لفرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن راسل والي جهة مراكش آسفي ورئيسة المجلس الجماعي، محذّراً من “الحرمان التام” الذي يهدد ساكنة أكيوض والنور بعد شروع السلطات في تفكيك ملعب كرة السلة والملعب الصغير لكرة القدم، وهما الفضاءان الوحيدان اللذان يستقبلان أطفال الحيين وشبابهما.

وتشير معطيات ميدانية حصلت عليها الجمعية إلى انطلاق عملية تحويل المساحة الخضراء المجاورة للملعبين نحو مشروع لإيواء سكان “كريان الزمراني/الحويطة”، وهو ما أثار مخاوف واسعة وسط الأسر التي ترى في الفضاء الأخضر آخر متنفس لها داخل منطقة تعرف كثافة عمرانية متزايدة.

ورغم تأكيد الساكنة تعاطفها مع الأسر المقيمة بدور الصفيح وحقها في سكن لائق، إلا أن الخوف من ضياع المساحات المخصصة للرياضة والأنشطة اليومية للأطفال ظلّ محور الاعتراض الرئيسي، باعتبار أن هذه الحقوق جزء من التزامات الدولة وفق القوانين الوطنية والمواثيق الدولية.

وشدّد فرع المنارة للجمعية على أن احترام تصميم التهيئة يبقى الضمان الوحيد للحفاظ على التوازن داخل المدينة، مذكّراً بمقتضيات المادة 28 من القانون 12-90 التي تمنع البناء فوق المساحات المخصّصة للحدائق العمومية، وداعياً في الوقت نفسه إلى تفعيل آليات المراقبة لمنع أي تغيير غير قانوني لوظيفة الملك العام.

كما طالبت الجمعية المجلس الجماعي بتطبيق المادة 31 من القانون ذاته، بما يضمن توفير مرافق رياضية وترفيهية قريبة من السكان، خصوصاً في الأحياء التي تعاني هشاشة على مستوى البنيات التحتية.

وختمت الجمعية رسالتها بالتأكيد على ضرورة التحرك العاجل لإيقاف الأشغال التي تمس الفضاءات المشتركة، وتمكين ساكنة الحيين من فضاءات تحفظ لهم حقهم في الرياضة والبيئة السليمة.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا