آخر الأخبار

إفراغات مفاجئة تُشعل غضب سكان سيدي بليوط وتهدد الأسر بالتشرد والهدر المدرسي

شارك

تعيش عشرات الأسر بمنطقة “عرصة الشرادي” ودرب انجليز في قلب جماعة سيدي بليوط بالدار البيضاء حالة من التوتر والقلق الشديدين، بعدما أخطرتها السلطات المحلية بضرورة إفراغ منازلها في آجال قصيرة، دون تقديم أي بدائل سكنية أو مقترحات عملية تخفف من تداعيات هذا القرار المفاجئ على حياتهم اليومية.

وفق ما أفادت به مصادر محلية وشهادات متطابقة للساكنة، فإن الأسر فوجئت بإشعارات الإفراغ دون سابق إنذار أو نقاش تشاركي يضمن الحد الأدنى من مراعاة الأوضاع الاجتماعية الهشة داخل هذا الحي العريق، الذي يصنف ضمن أكثر الأحياء كثافة واكتظاظا، ويعيش فيه عدد كبير من المواطنين في ظروف اقتصادية متواضعة.

تعبر الساكنة المتضررة عن غضبها واستيائها من هذه القرارات، خصوصا في ظل غياب حلول بديلة أو برامج مصاحبة تمكن الأسر من الانتقال إلى مساكن لائقة.

وأكدت عدد من الأسر أن وضعها المالي لا يسمح بالانتقال إلى الكراء، حيث تتراوح أثمنة السكن في الدار البيضاء بين مستويات مرتفعة مقارنة بدخلهم الشهري، الأمر الذي يضعهم أمام خيارين أحلاهما مر: التشرد أو الاقتراض بما لا يمكنهم سداده.

وتشير شهادات الساكنة إلى وجود وعود سابقة من بعض الجهات بتسوية أوضاع السكان أو إيجاد حلول توافقية، لكن هذه الوعود ــ حسب قولهم ــ لم يتم تفعيلها على أرض الواقع، ما زاد من شعورهم بعدم الاطمئنان وفقدان الثقة.

ومن بين أبرز المخاوف التي عبرت عنها الأسر، التأثير المباشر لقرارات الإفراغ على مستقبل أبنائها المتمدرسين، فعدد كبير من الأطفال يتابعون دراستهم في مدارس قريبة من الحي، ويخشى آباؤهم أن يؤدي النزوح الاضطراري إلى انقطاعهم عن الدراسة أو انتقالهم إلى مناطق بعيدة، مما سيزيد من مخاطر الهدر المدرسي التي تشهدها المدينة أصلا بنسب مقلقة.

وأكدت الأسر أن الاستقرار السكني مرتبط بشكل مباشر باستقرار المسار الدراسي للأبناء، مشددة على أن “أي انتقال قسري دون تخطيط سيعصف بمستقبل مئات التلاميذ”.

وقالت إحدى السيدات المقيمات بدرب إنجليز: “تلقينا إشعارات الإفراغ بشكل مفاجئ ودون أي حوار أو إخبار مسبق، مردفة: “نعيش هنا منذ سنوات طويلة، وفجأة نجد أنفسنا مطالبين بمغادرة منازلنا خلال أيام قليلة، وكأننا لسنا بشرا لدينا التزامات وأطفال ومدارس.”

وأضاف رب أسرة يقطن بـ”عرصة الشرادي”: “لا نملك القدرة المالية على الكراء، فأسعار السكن في الدار البيضاء مرتفعة بشكل يفوق دخلنا البسيط، مضيفة: “نحن اليوم بين نارين: إما التشرد في الشارع وإما الاقتراض من أجل كراء منزل لا نستطيع دفعه، هذا قرار قاس ولا يراعي وضعية الأسر الهشة.”

وأكدت سيدة أخرى أن الأسر كانت تتوقع حلولا بديلة قبل أي خطوة تنفيذية: “وعدنا سابقا بإيجاد تسوية لوضعيتنا أو توفير بدائل، لكن تلك الوعود تبخرت. لم نر أي جهة تقدم لنا جوابا واضحا أو تطمئننا على مستقبلنا.”

وتوقفت شهادات السكان عند مستقبل الأبناء باعتباره الهاجس الأكبر، حيث قال أحد الآباء: “أبناؤنا يدرسون هنا بالقرب من منازلنا، إذا اضطررنا للانتقال بعيدا، فالكثير منهم سيتوقف عن الدراسة”، مؤكدا أنه “لا نريد أن يتحول إفراغ منازلنا إلى حكم على أطفالنا بالهدر المدرسي.”

وأضافت أم لطفلين: “استقرار السكن هو استقرار المدرسة، مشيرا إلى أن “أي انتقال قسري سيهدد مستقبل مئات التلاميذ”، مطالبة فقط بحل يضمن بقاء أبنائنا في مدارسهم، أو على الأقل مهلة معقولة وخيارات واضحة.”

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا