في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تعززت البنية التحتية الصناعية بمدينة كلميم بإطلاق القطب المندمج للصناعة التقليدية، الذي يروم إحداث نقلة نوعية في تنظيم وتطوير هذا القطاع الحيوي، وتوفير فضاءات عصرية للتكوين والإنتاج والتسويق لفائدة الصانعات والصناع التقليديين بجهة كلميم وادنون.
وقد بلغت التكلفة الإجمالية لإنجاز هذا المشروع الذي افتتحه كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية اليوم الاثنين، 50 مليون درهم، في إطار برنامج التنمية المندمجة لأقاليم جنوب المملكة، الذي أكد على ضرورة خلق مشاريع ذات أثر اجتماعي واقتصادي مباشر.
ويمثل القطب المندمج للصناعة التقليدية بنية متعددة الوظائف، تجمع بين التكوين والدعم التقني والإنتاج والتسويق، في إطار رؤية موحدة تهدف إلى تكامل حلقات سلسلة القيمة داخل القطاع.
ويضم القطب معهدا متخصصا في فنون الصناعة التقليدية، مجهزا بست ورشات تطبيقية حديثة، وقاعات للدروس النظرية، ومختبرات للمعلوميات، فيما يوجد مركز الإيواء التابع له في طور الإنجاز، ليكتمل بذلك نموذج مؤسسة تكوينية مؤهلة لاستقبال وتكوين الأجيال الجديدة من الحرفيين.
وإلى جانب ذلك، يوفر مركز الدعم التقني فضاءات إنتاجية تعتمد على تجهيزات متطورة تتيح للحرفيين الارتقاء بجودة منتوجاتهم، كما يضم القطب فضاء للعرض والبيع، يهدف إلى تسويق المنتوجات المحلية في محيط يعكس الهوية الثقافية للمنطقة ويمنح الزوار تجربة مميزة.
أما منطقة الأنشطة الحرفية، التي تعد من أهم مكونات المشروع، فتضم مائة محل مهني مخصص للصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية، مجهزة بمرافق إدارية وخدماتية تضمن إطارا مهنيا منظما.
ويأتي هذا المشروع ليعالج عددا من الإكراهات التي ظلت تعاني منها الصناعة التقليدية بالمنطقة، وعلى رأسها غياب فضاءات مهنية مؤطرة، وتشتت حلقات الإنتاج والتسويق، وضعف شروط التكوين والتأطير.
وبفضل هذا القطب، ينتظر أن تتحسن ظروف عمل الحرفيين بشكل ملحوظ، عبر تمكينهم من أدوات إنتاج حديثة، وفضاءات عمل مستقرة، وبنيات تسويق قادرة على إبراز جودة المنتوج المحلي.
كما يتوقع أن ينعكس المشروع إيجابيا على سوق الشغل، من خلال توفير فرص عمل مباشرة داخل مرافق القطب، وأخرى غير مباشرة في الخدمات والقطاعات المرتبطة به، خاصة اللوجستيك والتجارة والتسويق.
ويمنح المشروع للشباب، على وجه الخصوص، مسارات تكوين متخصصة تتيح لهم فرصا حقيقية للاندماج المهني وبناء مستقبلهم داخل قطاع يزخر بإمكانات النمو.
وتراهن الجهة على أن يشكل القطب المندمج للصناعة التقليدية رافعة جديدة لتعزيز الجاذبية الاقتصادية والثقافية لكلميم، عبر إبراز التراث الحرفي المحلي وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية في مجال الابتكار الحرفي، والرفع من جودة المنتوج وتسويقه.
كما يعكس المشروع تصورا تنمويا يستثمر في الرأسمال البشري وفي تثمين الموروث الثقافي، بما يسهم في تعزيز المسار التنموي الذي تشهده الجهة.
وبافتتاح هذا القطب، تضع كلميم لبنة أساسية في مسار تحديث الصناعة التقليدية، في خطوة تعكس رؤية واضحة للتنمية المستدامة وتؤكد أهمية الاستثمار في القطاعات ذات البعد الاجتماعي والثقافي، التي تشكل عمق الهوية المغربية وركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني.
المصدر:
العمق