كشف فيلم وثائقي إسباني حديث جانبا من كواليس الأزمة السياسية التي أثارتها الانفصالية أمينتو حيدر عام 2009، مبرزا شهادة وزير الزراعة الإسباني الحالي لويس بلاناس الذي انتقد نشاطها ودعم الموقف المغربي.
أوضح تقرير نشرته صحيفة “إل إندبندينتي” الإسبانية أن الوزير بلاناس، الذي كان يشغل منصب سفير إسبانيا في المغرب وقت الأزمة، أكد في شهادته بالفيلم أن مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب يوفر “الأساس الأكثر واقعية” لحل النزاع في الصحراء، وفي الوقت ذاته وجه انتقادا لنشاط الانفصالية حيدر.
أشار الفيلم الوثائقي، إلى حالة الإرباك التي تسبب بها إضراب حيدر لحكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو آنذاك، وكيف أدى إلى توتر شديد في العلاقات بين مدريد والرباط. ووفقا لما أوردته الصحيفة، فقد رفضت شخصيات إسبانية بارزة مثل ثاباتيرو ورئيس الوزراء الأسبق خوسيه ماريا أثنار المشاركة والإدلاء بشهادتهم في هذا الفيلم.
وسلط المصدر ذاته الضوء على التخبط داخل الإدارة الإسبانية آنذاك، حيث عرض الفيلم شهادة أغوستين سانتوس مارافير، الذي كان مسؤولا كبيرا في حكومة ثاباتيرو، والذي نفى تقديم عرض بمنح حيدر الجنسية الإسبانية ومنزلا في ماربيا مقابل إنهاء إضرابها، وهو ما اعتبرته الناشطة رشوة، كما وصفها في زلة لسان بأنها “من أصل مغربي”.
وتابع التقرير أن الفيلم نقل عن حيدر تحذيرات مقلقة بشأن توجه الشباب نحو العنف، حيث صرحت بأن “الشباب لم يعودوا يؤمنون بالمقاومة السلمية”، في إشارة إلى عودة الأعمال المسلحة التي استأنفتها جبهة البوليساريو ضد المغرب عام 2020، واختتمت حديثها في الفيلم بالقول: “أخشى كثيرا أن العنف سيجر العنف”.
المصدر:
العمق