آخر الأخبار

المحجوب السالك: الخطاب الملكي منح الأمل لساكنة تندوف وكرس الشرخ داخل "البوليساريو"

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أكد المحجوب السالك أحد مؤسسي جبهة البوليساريو والمنسق العام لتيار “خط الشهيد” المعارض للجبهة، أن الخطاب الملكي بمناسبة قرار مجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية خلق صدى كبيرًا داخل صفوف الصحراويين، لا سيما بين من يؤمنون بالوطن ويبحثون عن العودة إلى أرضهم.

وقال السالك، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق”، إن الخطاب لم يكن مجرد كلمات سياسية، بل كان بمثابة «خارطة طريق» واضحة لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، وفتح أفقًا عمليًا أمام إعادة الصحراويين إلى حياتهم الطبيعية بكبرياء وكرام، معتبرا أن “أن الخطاب أعطى قيمة كبيرة للصحراويين داخل المخيمات”.

وأشار إلى أن الخطاب أكد على ثلاث نقاط أساسية بداية بالتقدير والكرامة، حيث لم يوجه خطاب الملك أي اتهام أو إذلال، بل نادى بالترحيب وأكد أن “التراب ترابكم، الأرض أرضكم، الوطن وطنكم”، مؤكدًا أن “العودة ستكون في إطار لا غالب ولا مغلوب، وأن الصحراويين سيعودون مرفوعي الرأس ويستعيدون حقوقهم الكاملة كمواطنين مغاربة”.

كما أبرز أن “الخطاب الملكي أنهى زمن الاستغلال السياسي حيث أزال، وفق تعبيره، أي وهم قائم على الاعتقال أو الاستخدام السياسي للصحراويين أو اعتبارهم “مرتزقة”، ومنحهم شعورًا حقيقيًا بالانتماء والاعتراف بالحقوق، ما جعلهم يشعرون بأن مستقبلهم في وطنهم مضمون ومحمي.

وبخصوص تأثير الخطاب الملكي على خلق شرخ داخل البوليساريو، قال السالك: “الشرخ موجود لدى من يراهن على الجزائر وسيظل مرتبطًا بها، لكن الصحراويين الحقيقيين وجدوا في الخطاب الأمل واليقين بأن لديهم بلادًا يمكنهم العيش فيها سعداء”.

وأشار السالك إلى أن الخطاب الملكي لم يكن مجرد رسالة رمزية، بل أداة عملية لإعادة الثقة والوعي بين الصحراويين: “الخطاب منح الأمل للصحراويين الحقيقيين بأنهم يستطيعون العودة إلى أرضهم والعيش بحرية وكرامة، بعيدًا عن الدعاية المغرضة واستغلال بعض الجهات الإقليمية”، مؤكدا أن الخطاب الملكي يعتبر خطوة استراتيجية تاريخية، لأنها لم تكتفِ بالتأكيد على الحل السياسي عبر الحكم الذاتي، بل رسمت طريقًا لإعادة بناء الثقة والمصالحة وتعزيز الانتماء الوطني لدى الصحراويين، ما سيؤثر حتمًا على مستقبل النزاع في المنطقة.

وأكد السالك أن المغرب اليوم ليس كما كان في السبعينيات، حين غادره الصحراويون. وقال: “المغرب أصبح دولة الحق والقانون، وحرية التعبير متاحة، وهذا ما يجعلنا نفتخر به، مضيفا: “عند دخولي المغرب، لم يُطلب مني أي شيء عند مطار العيون، ولم أتعرض لأي مضايقات، ما يعكس احترام الدولة لحقوق الأفراد حتى أولئك الذين كانوا معارضين في الماضي”.

واعتبر السالك أن الجزائر تتحمل المسؤولية عن قضايا المفقودين والضحايا في المخيمات، قائلاً: “الجرائم وقعت داخل الأراضي الجزائرية، والبوليساريو لم تُنفذ أي تعويض حقيقي للضحايا، فالأموال التي كانت مخصصة لهم ذهبت لحسابات خاصة لقادة البوليساريو”، مشيرا إلى أن الحل الحقيقي لهذه القضايا مرتبط بالمغرب، الذي يمكنه ضمان حقوق الضحايا، واستعادة الثقة بين الدولة وسكان الصحراء، عبر مبادرة الحكم الذاتي وتطبيقها بشكل عملي.

وأكّد السالك أن سيناريو عودة أبناء المخيمات إلى أرض الوطن “قد يتحقق بشرطين أساسيين”، استعداد الدولة مادياً ومعنوياً لتوفير حياة كريمة، واستجابة المجتمع المحلي في الأقاليم الجنوبية، مع رؤية واقعية ترى في التأمين المادي والاجتماعي المحفز الأساسي لعودة جماعية كريمة، مضيفا: “عندما يرى الناس السكن والعمل والوضع المستقر، سيعودون بفخر”.

ويرى المحجوب السالك أن المغرب اليوم أصبح وطنًا لجميع الصحراويين، وأن الخطاب الملكي لم يكتفِ بالدعوة إلى الحكم الذاتي، بل أعطى أملًا للصحراويين في العودة إلى أرضهم بحرية وكرامة، وأكد أن استمرار النزاع مرتبط بالعراقيل الجزائرية، وأن الحل السياسي الواقعي يكمن في التعاون والانفتاح على الحوار الصادق.

واعتبر المحجوب السالك أن قرار مجلس الأمن وخطاب الملك معًا يشكّلان لحظة تحوّل تاريخية بالقول: “لا نستطيع أن نغفل أن هذا المسار طويـل ومليء بالتفاصيل التي يجب إنجازها على الأرض، لكن المسألة الآن باتت واضحة، لا تقرير مصير بصيغة الاستقلال، ولا دولة مفصولة، بل حكم ذاتي تقدّم للمواطنين الصحراويين حقوقًا وإدماجًا في إطار السيادة المغربية”.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا