في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حذر الباحث في اللغة والثقافة الأمازيغيتين يحيى شوطا من أن المقترح الحكومي لدعم الشباب ماليا للترشح كمستقلين في الانتخابات، ورغم مظهره الإيجابي، هو في جوهره “فخ” محفوف بالمخاطر قد يضع المشاركين فيه في مواجهة المساءلة القانونية ويقودهم إلى السجن.
وأوضح شوطا، في تصريحاته لبرنامج “إيمي ن إغرم”، أن المشكلة لا تكمن في الفكرة بحد ذاتها، بل في آليات تطبيقها وتداعياتها على شباب يفتقرون للخبرة في تدبير المال العام، حيث إن الدولة عندما تمنح الدعم المالي، فإنها تفرض رقابة صارمة عبر مؤسسات مثل المجلس الأعلى للحسابات الذي يطالب بتبرير كل درهم يتم صرفه. وأضاف أن شابا يمنح مبلغ 35 مليون سنتيم دون أن يمتلك تجربة سابقة في التعامل مع الأموال العمومية قد يجد نفسه عاجزا عن تقديم التبريرات اللازمة، مما يحول الحلم السياسي إلى كابوس قانوني.
وأشار المصدر إلى أن هذا الدعم المالي، حتى وإن تم تدبيره بشكل سليم، يظل غير كاف لخوض منافسة انتخابية حقيقية، معتبرا أن المبلغ المحدد لا يمثل شيئا يذكر أمام الملايير التي ينفقها بعض المرشحين في “السوق الانتخابية”.
وتابع أن الإطار السياسي العام يظل غير موات للمستقلين، فمن الأفضل للشباب أن ينخرطوا عبر الأحزاب السياسية التي توفر لهم إطارا مؤسساتيا يمكن من خلاله محاسبتهم على أساس برامجهم ومرجعياتهم. واعتبر الباحث أن المرشح المستقل الذي ينجح ثم ينضم لاحقا إلى فريق حزبي في البرلمان لا يمكن لناخبيه محاسبته على هذا التحول، مما يفقد العملية السياسية جوهرها القائم على المساءلة والالتزام.
وأضاف شوطا أن المسؤولية عن عزوف الشباب عن السياسة هي مسؤولية مشتركة، فالشباب أنفسهم يتحملون جزءا منها بسبب عدم مشاركتهم في التصويت، كما تتحمل الأحزاب السياسية الجزء الأكبر لأنها لا تشجع الطاقات الجديدة وتظل هياكل مغلقة، بالإضافة إلى مسؤولية الدولة التي تساهم أحيانا في إضعاف دور المؤسسات الوسيطة.
ورأى أن مقترح دعم المستقلين لا يزال غامضا ولم تتم مناقشته بعد في البرلمان لتحديد تفاصيله. ورغم ذلك، لم يستبعد نجاح التجربة في مناطق استثنائية كإقليم طاطا الذي يتميز بوجود شباب مثقف وواع، لكنه ربط هذا النجاح بمدى وعي الساكنة ورفضها لآفة الفساد الانتخابي وشراء الأصوات، مؤكدا أن دور النائب البرلماني الحقيقي هو “الكلام” والترافع عن هموم المواطنين، وهو ما يجب على الناخبين دعمه.
المصدر:
العمق