تشهد منطقة عين الذياب بمدينة الدار البيضاء، خلال مساء كل سبت، مظاهر خطيرة من السياقة الاستعراضية والبهلوانية التي يقدم عليها عدد من السائقين الشباب المتهورين، ما يتسبب في حالة من الفوضى والرعب بين المارة وسكان المنطقة.
وأكد عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة أن هؤلاء السائقين، الذين يتجمعون قرب أحد المطاعم الشهيرة للأكلات السريعة بمنطقة “داوليز”، يقومون بعروض استعراضية بالسيارات والدراجات النارية، تشمل الانجراف بسرعة مفرطة والتسابق وسط الطريق العام، دون أدنى احترام لقواعد السير أو لسلامة الآخرين.
وأضاف المتحدثون أن هذه التصرفات تتكرر كل نهاية أسبوع، مخلفة استياءً عارمًا بين الأسر والعائلات التي ترتاد الكورنيش بغرض التنزه، حيث تتحول المنطقة إلى ما يشبه “حلبة سباق مفتوحة”، في غياب شبه تام لردع فوري من طرف بعض المصالح الأمنية في اللحظات الأولى لبدء هذه الممارسات.
وطالب السكان والمرتادون بتكثيف الدوريات الأمنية والمراقبة بالكاميرات في هذه النقطة السوداء، واتخاذ إجراءات صارمة في حق المخالفين، من أجل إعادة الطمأنينة والنظام إلى منطقة تعتبر من أبرز الفضاءات السياحية والترفيهية بالعاصمة الاقتصادية.
وفي إطار حملاتها الأمنية المكثفة لمحاربة ظاهرة السياقة الاستعراضية والخطيرة التي تهدد سلامة المواطنين ومستعملي الطريق، تمكنت مصالح ولاية أمن الدار البيضاء، خلال ليلة السبت-الأحد 1 و2 نونبر الجاري، من توقيف 30 شخصا تورطوا في ممارسات خطيرة على الطريق العام، واستعمال وسائل نقل بطريقة تهدد النظام العام وتعرّض حياة الآخرين للخطر.
ووفقا لمعطيات أمنية، فقد جرى توقيف المشتبه فيهم بمناطق مختلفة من العاصمة الاقتصادية، بعد ضبطهم في حالة تلبس بممارسة السياقة الاستعراضية بواسطة دراجات نارية وسيارات، سواء بشكل فردي أو جماعي، ما تسبب في تعطيل حركة المرور وإثارة الرعب في صفوف المارة.
كما أوضحت المصادر ذاتها أن عددا من الموقوفين لم يمتثلوا لتعليمات عناصر الأمن أثناء التدخل، بل أقدم بعضهم على إهانة موظفين أثناء أداء مهامهم، في حين تبين أن آخرين كانوا تحت تأثير المخدرات أو الكحول، وضبطت بحوزة بعضهم أسلحة بيضاء ومؤثرات عقلية.
وقد أسفرت هذه العمليات عن حجز 60 مركبة من بينها دراجات نارية وسيارات، يشتبه في استخدامها خلال هذه الأنشطة الخطيرة، حيث تم إيداعها بالمستودعات البلدية في انتظار استكمال المساطر القانونية.
وتم إخضاع الموقوفين لتدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في انتظار تعميق البحث لتحديد جميع الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم، والوقوف على ملابسات هذه الأفعال التي تمس بالأمن الطرقي وسلامة المواطنين.
وأكدت مصادر أمنية أن هذه الحملات ستتواصل بوتيرة مكثفة خلال الأسابيع المقبلة، بهدف فرض احترام قانون السير وضمان الأمن العام، ومواصلة الجهود من أجل ردع السلوكات المتهورة التي تهدد الأرواح والممتلكات.
وقال الفاعل الجمعوي بمدينة الدار البيضاء، مهدي ليمينة، إن ما تشهده منطقة عين الذياب من ممارسات طائشة وخطيرة صادرة عن بعض الشباب، بات يثير قلقا واسعا بين سكان المنطقة وزوارها، خصوصا في فترات المساء وعطلة نهاية الأسبوع، حين تتحول بعض الشوارع إلى فضاءات للاستعراضات الخطيرة باستخدام السيارات والدراجات النارية.
وأوضح ليمينة، في تصريح لجريدة “”العمق المغربي، أن هذه السلوكيات لا تشكل فقط خطرا حقيقيا على حياة المارة ومستعملي الطريق، بل تسيء أيضاً إلى الصورة السياحية والجمالية التي تتميز بها منطقة عين الذياب باعتبارها أحد أهم الواجهات الساحلية والترفيهية بالعاصمة الاقتصادية.
وأضاف أن “تحويل الشوارع إلى حلبات للسباق، واستعمال السرعة المفرطة والحركات البهلوانية في القيادة، أصبح ظاهرة تقلق راحة السكان وتزرع الخوف في نفوس الزائرين والعائلات التي تتوافد على المنطقة للاستجمام”.
وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن السلطات الأمنية تبذل مجهودات كبيرة في محاصرة هذه الظاهرة، من خلال تكثيف الدوريات الأمنية ووضع نقاط مراقبة ثابتة ومتحركة على مستوى أهم الشوارع والمحاور الطرقية بالمنطقة.
ودعا في الوقت ذاته إلى تعزيز هذه الجهود عبر مقاربة شمولية تشمل التوعية والتحسيس بمخاطر السياقة المتهورة، مع تشديد العقوبات على المخالفين الذين يعبثون بالنظام العام ويعرضون حياة الناس للخطر.
وختم ليمينة تصريحه بالتأكيد على أن الأمن مسؤولية جماعية، داعيا الأسر إلى مراقبة سلوك أبنائها وتوجيههم نحو استعمال مسؤول لوسائل النقل، بدل الانجرار وراء مظاهر استعراضية فارغة قد تكون عواقبها وخيمة على الأفراد والمجتمع.
المصدر:
العمق