آخر الأخبار

“الحديد الرقيقة” تحرج وزارة التجهيز أمام البرلمان وبركة يستنجد بلغة الأرقام

شارك الخبر
مصدر الصورة

وجد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، نفسه في مرمى انتقادات حادة من النواب البرلمانيين عقب التساقطات المطرية الأخيرة التي كشفت هشاشة البنية التحتية في عدد من الأقاليم. وفي هذا السياق، واجهه نائب برلماني عن جهة درعة تافيلالت بتعبير “الحديد الرقيقة”، في إشارة ساخرة تعكس الحالة المزرية التي أصبحت ترمز لواقع البنية التحتية في المنطقة.

وقال النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي، المهدي العلوي، مخاطبًا وزير التجهيز والماء نزار بركة، خلال جلسة الأسئلة الشفوية، الاثنين، إن سكان المناطق المتضررة من الفيضانات كانوا ينتظرون وفدا من الوزارة يرتدي “الدجين” ويزور تلك المناطق لتفقد معاناة مواطنينها، مضيفا بقوله: “لكنكم لا تزورون هذه المناطق إلا في الحملات الانتخابية، وليس خلال حملات الوديان التي عرت هشاشة البنية التحتية، حيث اجتاحت المياه المنازل، وتسببت في فقدان الممتلكات، وحتى الأرواح.”

وشدد العلوي على أن هذه المناسبة الربانية كانت فرصة للمسؤولين بوزارة التجهيز لزيارة المناطق المتضررة، خصوصا في الجنوب الشرقي، وللاطلاع على معاناة السكان عن قرب، داعيا الوزير إلى توجيه مسؤولي وزارته للاعتناء بـ”الحديد الغليظة” وتجنب استخدام “الحديد الرقيقة”، في إشارة إلى احتجاج مشهور لقرويين ضد قنطرة لوزارة التجهيز، حيث رفعوا شعارات مثل “الرملة ترابا والحديدة الرقيقة والقنطرة كذبة”، احتجاجا على هشاشة البنية التحتية.

وفي رده على مداخلات النواب، أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن النقاش المطروح مفيد لأنه يعزز فهم المواطنين لما يجري على أرض الواقع، مضيفا أن عكس ما طرحه البرلماني عن الفريق الاشتراكي، فإن مسؤولي وزارة التجهيز كانوا متواجدين في الميدان منذ بداية التساقطات المطرية، وكانوا حاضرين بقوة للتعامل مع الوضع.

وأكد بركة أن الأحوال الجوية لشهر شتنبر نتجت عنها تساقطات مطرية استثنائية تراوحت من 6 إلى 8 شتنبر ما بين 50 إلى 250 ملم وفاقت ما بين 20 و 22 في نفس الشهر: 90 ملم في غضون 24 ساعة، مشيرا إلى أن ما هطل من تساقطات مطرية في اليوم بل وفي بعض الساعات في الجنوب الشرقي فاق المعدل السنوي من الأمطار.

وأشار إلى أنه في يوم الجمعة 6 شتنبر الماضي، تم تسجيل أكثر من 47 ملم من الأمطار في ورززات خلال أقل من ثلاث ساعات منها 30 ملم في غضون ساعة واحدة فقط. وقدر مجموع الأمطار بها من 6 إلى 8 شتنبر 62 ملم مقارنة مع 115 ملم كمعدل الأمطار السنوية.

وبحسب المسؤول الحكومية، فقد سجل يومي 7 و 8 شتنبر : بزاكورة بتازارين 70 ملم مقارنة مع 112 ملم كمعدل الأمطار السنوية، وبطاطا بفوم الزكيد 53,5 ملم مقارنة مع 59,8 ملم كمعدل الأمطار السنوية؛ وبالرشيدية بالريصاني 65,8 ملم مقارنة مع 67,4 ملم كمعدل الأمطار السنوية، فيما سجل يوم 21 شتنبر بطاطا المركز 92 ملم وبعقا 75 ملم مقارنة مع 59,8 ملم كمعدل الأمطار السنوية؛ وبزاكورة بتازارين 40 ملم مقارنة مع 56 ملم كمعدل الأمطار السنوية.

وأردف المتحدث، أن هذه التساقطات المطرية الاستثنائية أدت إلى حمولات قياسية كذلك تجاوزت يوم 8 شتنبر الحمولات التي تأتي كل ألف سنة (أي وثيرتها ألف سنة) حيث قدرت بـ 3171 م3/ث بحوض المعيدر بإقليم زاكورة بتزارين و2900 م3/ث بحوض كير بإقليم فجيج ببن يطي و1943 م3/ث بحوض درعة السفلى بإقليم طاطا بفم زكيد ويوم 22 شتنبر ب 3238 م3/ث بحوض غريس بالمعيدر بإقليم زاكورة بتزارين و2307 م3/ث بحوض درعة السفلى بإقليم طاطا بقصبة بني زوليت.

ورغم الإجراءات الاستباقية لمصالح الأرصاد الجوية، يضيف بركة، فقد سجلت أضرار بسبب فيضانات الأودية والشعاب خلفت أضرار بالبنيات التحتية الطرقية و انقطاع حركة السير في 141 مقطع طرقي منها 53 مقطع من الطرق الوطنية و 38 مقطع من الطرق الجهوية و50 مقطع من الطرق الإقليمية (الجدول 1 المرفق)؛ ومن بينها 69 منشأة فنية (4 قناطر بطاطا وميدلت وفجيج وجرادة) و47 منشأة مائية مبلطة radiers و18 منشأة مائية من صنف dalots.

كما أشار إلى أن الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة بكل من أقاليم الرشيدية وميدلت وورزازات وتنغير وزاكورة وفجيج وجرادة وتارودانت وطاطا وتزنيت وكلميم وأسا الزاك بميزانية توقعية مرصودة لتنزيل البرنامج بحوالي 2,5 مليار درهم.

في هذا الإطار أوضح بركة أن وزارته قامت بتحديد برنامج لتأهيل الطرق والمنشآت الفنية المتضررة لثلاث الأشهر المتبقية من سنة 2024، حيث انطلقت صفقات تهم 71 مقطع طرقي و69 منشأة فنية، وخلال سنتي 2025 و 2026 سيتم الاعداد لصفقات تهم 8 مقطع طرقي و 55 منشأة فنية.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا