زعماء ومسؤولون حول العالم يُشيدون بشجاعة الشاب المسلم أحمد الأحمد، الذي أوقف هجوما مسلحا في #أستراليا وأنقذ أرواحا#الجزيرة_ألبوم pic.twitter.com/fbNKwjsJTe
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 15, 2025
تتعقب المخابرات الأسترالية والفلبينية خُطا منفذَيْ عملية إطلاق النار الجماعي على شاطئ بوندي في سيدني ، وتبحثان عن خيوط تقودهما إلى معلومات أكثر، في ظل التحقيق المتواصل الذي فتحته أستراليا بشأن العملية.
فقد قالت الشرطة الأسترالية إن المسلحَين المتهمين بإطلاق النار الجماعي على شاطئ بوندي في سيدني سافرا إلى الفلبين الشهر الماضي، وإن أسباب رحلتهما ما زالت قيد التحقيق.
وفي الفلبين، قال مكتب الهجرة -اليوم الثلاثاء- إن المسلحَين المتهمين بتنفيذ إطلاق النار الجماعي بشاطئ بوندي في سيدني سافرا إلى الفلبين في أول نوفمبر/تشرين الثاني على متن الرحلة "بي آر212" للخطوط الجوية الفلبينية من سيدني إلى مانيلا ومنها إلى مدينة دافاو، إحدى المدن الكبرى بجزيرة مينداناو.
وذكر المتحدث باسم المكتب أن ساجد أكرم (50 عاما)، الذي سبق أن تحدثت السلطات الأسترالية عن أصوله الباكستانية، سافر إلى الفلبين بجواز سفر هندي، بينما استخدم ابنه نافيد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أسترالي، جواز سفر أستراليًا، ووصلا معا على متن تلك الرحلة.
وغادر الرجل وابنه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني على الرحلة نفسها من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني قبل الهجوم بأسابيع.
ولم تتضح بعد الأنشطة التي قاما بها في الفلبين أو ما إذا كانا قد سافرا إلى مكان آخر بعد الهبوط في دافاو بمنطقة مينداناو التي تتحدث تقارير إعلامية عن نشاط متصاعد فيها لفصائل مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت الشرطة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المسلحين قد يكونان استلهما من أيديولوجيات تنظيم الدولة الإسلامية ، مشيرة إلى أنها وجدت قنابل وعلمَين محليي الصنع لتنظيم الدولة الإسلامية في مركبة استخدمها أحد الرجلين.
وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون لصحفيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على "علمين محليي الصنع لتنظيم الدولة الإسلامية" بالإضافة إلى عبوات ناسفة.
ونقلت قناة "إيه بي سي" عن مصدر أمني أسترالي أن منفذي عملية بوندي سافرا إلى الفلبين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وخضعا لتدريب عسكري في معسكر وصفته بالإرهابي.
وأطلق الرجل وابنه النار على مئات الأشخاص في عيد حانوكا الذي كان يقام يوم الأحد على شاطئ بوندي، مما أدى إلى مقتل 16 شخصا بمن فيهم أحد المسلحَين وهو البالغ من العمر 50 عاما؛ وقد أطلقت الشرطة النار عليه، بينما اعتقلت المسلح الثاني البالغ من العمر 24 عاما، ويرقد الآن في حالة حرجة في المستشفى.
ولم تعلن الشرطة عن اسمي المشتبه بهما، لكن قناة "إيه بي سي" الرسمية ووسائل إعلام أخرى كشفت عن اسميهما، وهما ساجد أكرم الذي قتل في الهجوم وابنه نافيد.
وفي هذا السياق قدّم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم الثلاثاء التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب "مذبحة جماعية".
وقال ألبانيزي إنه "يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية… الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، أدت إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي".
وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 "بسبب صلته بآخرين" لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها.
وأشار إلى أنه "تم توجيه الاتهام إلى شخصين كانا على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام".
وخلال زيارته أحمد الأحمد الذي تصدى لهجوم بوندي خاطب رئيس وزراء أستراليا أحمد قائلا "أنت بطل أسترالي عرضت نفسك للخطر لإنقاذ آخرين".
وكانت السلطات الأسترالية قد أشادت بشجاعة المواطن المسلم من أصل سوري أحمد الأحمد، مؤكدة أن تدخله وانتزاع بندقية أحد المهاجمين حال دون سقوط مزيد من الضحايا.
"تحوّل شاطئ بونداي إلى منطقة حرب".. شاهد على هجوم سيدني يروي كيف اندفع لمساعدة المصابين وسط الفوضى والخوف، وكيف منحه تضامن الناس واستعدادهم للمساعدة شعورا بالطمأنينة والقدرة على النوم تلك الليلة#الجزيرة_مقابلات pic.twitter.com/JB11PqmyDA
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 15, 2025
هذا وقد اصطف عشرات الناس في وقت مبكر، من صباح اليوم الثلاثاء، على شاطئ بوندي في مدينة سيدني لتأبين ضحايا الهجوم المميت، ومؤازرة المصابين في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ زهاء 30 عاما، واستهدف احتفالا محليا بعيد "حانوكا" اليهودي.
وتراجع الحكومة الأسترالية حاليا قوانين الأسلحة التي تعتبر من الأشد صرامة في العالم، وذلك بعدما تبين أن ساجد أكرم كان لديه 6 أسلحة مسجلة.
وقال وزير الداخلية توني بيرك، اليوم الثلاثاء، إن قوانين الأسلحة التي أدخلتها الحكومة الائتلافية الليبرالية القومية السابقة في عام 1996 عقب مذبحة بورت آرثر تحتاج إلى إعادة نظر.
وكان المفتي العام لأستراليا ونيوزيلندا إبراهيم أبو محمد قد أدان الهجوم بشدة، واصفا إياه بـ"العمل الإرهابي والغبي"، مؤكدا أن استهداف المدنيين جريمة مدانة بغض النظر عن الدين أو الهوية.
من جانبه، قال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون إن التحقيقات مستمرة، مؤكدا العمل "عن كثب مع المجتمع"، ومتعهدا بتقديم تحديثات متواصلة حول مجريات التحقيق مع تقدمها.
المصدر:
الجزيرة