آخر الأخبار

الخرطوم ترحب بمبادرات السلام وتتمسك بمعركة الفاشر وسط قبول مبدئي لهدنة أمريكية

شارك
مصدر الصورة

يبحث مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الثلاثاء مقترح هدنة تقدّمت به الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع الدامي في السودان منذ أكثر من عامين، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لبي بي سي.

وقالت المصادر إن الاجتماع يأتي بمشاركة ممثلين عن حلفاء الجيش من الفصائل العسكرية، مشيرة إلى أن هناك تحفظات من بعض القيادات العسكرية على بعض بنود الهدنة.

من جهة أخرى، أكد مصدر رفيع بـ"تحالف تأسيس" المكون من قوات الدعم السريع وفصائل أخرى قبولهم مقترح الهدنة المقترحة.

وقال لبي بي سي- بعد أن طلب حجب هويته- إنهم منفتحون تماماً لقبول الهدنة في حال موافقة الطرف الآخر، مشيراً إلى استعدادهم لإدخال المساعدات الإنسانية في كل انحاء السودان لا سيما مدينة الفاشر.

وكشف مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسعد بولس عن قبول الجيش السوداني والدعم السريع بمقترح هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، مضيفاً أن النقاش حولها وصل إلى مراحل متقدمة دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.

وكانت وسائل إعلام عربية قد نشرت مسودة الهدنة المقدمة للطرفين المتنازعين وأهم بنودها؛ التأكيد على سيادة ووحدة السودان، والحرص على إنهاء الأزمة الحالية عبر هدنة شاملة تشمل جميع مناطق البلاد.

وتقترح المسودة التزام الطرفين بمبدأ حسن النوايا، مع تحديد توقيت ومدة الهدنة، وآليات فصل القوات واحتواء أي انتهاكات محتملة خلال فترة وقف إطلاق النار.

كما شددت المسودة على ضمانات إنسانية واضحة تتيح وصول المساعدات دون قيود أو عراقيل إلى المتضررين في جميع الولايات، مع إنشاء لجنة تنسيق للهدنة الإنسانية تعنى بمتابعة التنفيذ ورفع تقارير دورية عن أي خروقات.

"نسير باتجاه غير معروف"

مصدر الصورة

وتتواصل موجات النزوح من مدينة الفاشر إلى مدينة طويلة في ولاية شمال دارفور، وسط ظروف إنسانية قاسية يعاني منها النازحون، الذين فرّوا من تصاعد العنف وانعدام الأمن، ليجدوا أنفسهم في العراء دون مأوى أو غذاء.

يقول أحد النازحين لبي بي سي: "هذا يومنا الثاني في الشارع بلا أكل أو شرب، لا نملك شيئاً، ونسير باتجاه غير معروف". بينما يضيف آخر: "أوضاعنا سيئة وصعبة، معنا أطفال ونساء وعوائل، نحتاج إلى طعام وملابس، وهناك أكثر من عشرة أشخاص حولنا فقدوا أهاليهم".

وتؤكد إحدى النساء النازحات أن التحديات لا تقتصر على الغذاء فقط، بل تشمل أيضاً غياب أبسط مقومات الحياة: "عنا تحديات في الأكل ودورات المياه.. ما عنا فرشات".

ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، نزح حوالي 71,000 شخص من الفاشر والقرى المجاورة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في شمال دارفور قبل أسبوع.

وعقب هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الاستراتيجية، برزت تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واعتداءات على عمال الإغاثة ونهب واختطاف خلال الهجوم.

وعبرت المحكمة الجنائية الدولية الاثنين عن "قلقها البالغ وانزعاجها الشديد" إزاء هذه التقارير، محذرة من أن هذه الأعمال "قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

"ضعوا حداً لكابوس العنف هذا"

مصدر الصورة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء إلى وقف فوري للعنف في السودان في ظل تدهور الأوضاع، وإلى وقف "انتهاكات" وقف إطلاق النار في قطاع غزة المدمّر.

وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة "ضعوا حداً لكابوس العنف هذا الآن"، مضيفاً "أدعو القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للعمل مع مبعوثي الشخصي إلى السودان... للتوصل إلى تسوية تفاوضية... أقبِلوا على طاولة المفاوضات".

وأكّد أنه منذ دخول قوات الدعم السريع للمدينة الواقعة في شمال دارفور "تزداد الأوضاع سوءاً يوماً بعد يوم"، مضيفاً "يموت الناس بسبب سوء التغذية والأمراض والعنف".

وأفاد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، الإثنين بانتشار المجاعة في مدينة الفاشر.

في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً مع الجيش منذ 2023 السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر بعد حصار دام نحو 18 شهراً. وبسطت بذلك سيطرتها على ولايات دارفور الخمس التي تمثل ثلث مساحة السودان.

وقال غوتيريش "كانت الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور بؤرة للمعاناة والجوع والعنف والنزوح... وقد حوصر مئات الآلاف من المدنيين".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا