آخر الأخبار

تائهة بالخط الأصفر.. حماس تحت ضغط "الجثث" في هدنة "نتنياهو"

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

سكاي نيوز عربية ترصد البحث عن رفات رهائن إسرائيليين بغزة

بعد عامين من اندلاع الحرب على غزة، تعود حركة حماس لتبحث عن جثث الإسرائيليين المفقودين تحت أنقاض القطاع، وتحت ضغط إسرائيل التي تحدد متى تستخدم أداة القتال لمعاقبة الحركة على ما تصفه بالمماطلة بينما لا تملك الأخيرة أي أوراق.

وفي مشهد يعكس المفارقة، فالحركة التي خاضت حربا طويلة ضد إسرائيل تجد نفسها اليوم تنفذ عمليات البحث نفسها بموافقة بنيامين نتنياهو، الذي أعاد الإمساك بكل خيوط اللعبة ورسم قواعد جديدة لوقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل قد سمحت لعناصر حماس بدخول منطقة الخط الأصفر للبحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين المتبقين، تحت مراقبة جوية لصيقة لتقيم مدى سرعة إنجاز العمل.

حرية الرد

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الأربعاء عودة وقف إطلاق النار في غزة، بعد سلسلة من الضربات الواسعة التي قال إنها جاءت ردا على مقتل أحد جنوده في القطاع، بحسب "رويترز".

وجاء في بيان الجيش أن "بعد سلسلة من الغارات الواسعة التي استهدفت عشرات الأهداف الإرهابية ومخربين، بدأ الجيش الإسرائيلي بفرض متجدد للاتفاق بعد خرقه من قبل حماس".

وأضاف البيان أنه "في إطار الهجمات، وبقيادة قيادة المنطقة الجنوبية، استهدف جيش الدفاع وجهاز الشاباك أكثر من 30 مخربا إرهابيا من مستويات القيادة في المنظمات الإرهابية العاملة في قطاع غزة".

"الحرب تعود إلى غزة"

ونتيجة العمليات العسكرية التي قطعت الهدنة الهشة، قتل أكثر من 100 فلسطيني.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن "نقل إلى المستشفيات أكثر من 101 مواطن بينهم 35 طفلا وعدد من النساء وكبار السن". مضيفا أن "الاحتلال شن عشرات الضربات الجوية وبالمدفعية الليلة وحتى صباح اليوم في خرق واضح وفاضح لاتفاق وقف النار".

فيما وصفت خديجة الحسني، البالغة 31 عاما والمقيمة في مخيم الشاطئ، المشهد بالقول لـ"رويترز": "القصف لم يتوقف، انفجارات طوال الليل، كنا بدأنا نتنفس الصعداء ونحاول أن نستعيد حياتنا فجاء القصف ليعيد الحرب والانفجارات والقتل، هذا حرام وجريمة".

وبهذه الصيغة الجديدة، أصبحت هدنة غزة هدنة مشروطة، إذ يسري وقف إطلاق النار فقط ما دامت حماس تلتزم بسلوك "مقبول" وفق المعايير الإسرائيلية، وهو ما يعد قواعد جديدة فرضها نتنياهو تتيح له حرية العودة للقتال في أي لحظة.

إعادة تعريف "الهدوء"

ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2025، الذي جرى بوساطة أميركية، تمكن نتنياهو من تحويل الهدنة إلى أداة سياسية وعسكرية، حيث أصر رئيس الحكومة الإسرائيلي على أن "أي خرق مهما كان صغيرا يمنح جيشه الحق في الرد".

هذا ما جعل مراقبين يصفون الوضع بأنه "هدنة إسرائيلية وليست متبادلة"، تدار من مكتب نتنياهو الذي يملك قرار العودة إلى القتال أو السماح باستمرار التهدئة.

رد حماس

وأدانت حماس ما وصفته التصعيد الغادر الذي طال غزة، معتبرة أنه يكشف عن نية إسرائيلية واضحة لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار وفرض معادلات جديدة بالقوة.

وأشارت الحركة في بيان إلى أن "هذا التصعيد يأتي في ظل "تواطؤ أميركي يمنح حكومة نتنياهو غطاء سياسيا لمواصلة جرائمها".

وشددت الحركة على أن "الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير، وتبعاته الميدانية والسياسية". محذرة من محاولات إفشال خطة ترامب واتفاق وقف إطلاق النار.

الجثث واتهامات بالتضليل

في المقابل، تجد حماس نفسها في وضع معقد؛ فبينما أعلنت في بيانها أنها "لا علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، وتؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار"، تواجه الحركة ضغوطا متزايدة لإعادة جثث 28 رهينة يفترض أن تسلمها ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتلقت إسرائيل مؤشرات أولية حول عملية نقل وتسليم جثتي رهينتين إسرائيليتين من قطاع غزة يوم الأربعاء، بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم".

وإذا تمت العملية، سيرتفع عدد الجثث التي تسلمتها إسرائيل إلى 18 من أصل رفات 28 رهينة.

وتقول الحركة إن عملية استخراج الجثث تحتاج وقتا بسبب الدمار الهائل الذي خلفته الغارات الإسرائيلية، بينما تتهمها إسرائيل بـ"المماطلة والتضليل" في تنفيذ بنود الاتفاق.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاطع مصورة من طائرات مسيرة أظهرت عناصر من حماس "ينقلون بقايا جثة من مبنى ويدفنونها في مكان قريب"، معتبرا ذلك محاولة خداع خلال عمليات البحث عن رفات أحد الرهائن.

وفي الداخل الإسرائيلي، دعا منتدى عائلات الرهائن رئيس الوزراء إلى "التحرك بشكل حاسم" ضد حماس بسبب "خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار".

وبين الاتهامات الإسرائيلية وضغوط العائلات، تستمر حماس في عمليات البحث الميداني داخل المناطق المدمرة، في مشهد يسلط الضوء على تبدل موازين القوة، فالحركة التي كانت تتحدى إسرائيل في الميدان باتت تتحرك اليوم ضمن قيود اتفاق يرسمه خصمها.

خيوط اللعبة بيد نتنياهو ولا حصانة لقادة حماس

ويبدو أن نتنياهو يمسك بكل الخيوط، فهو من يحدد متى تستأنف الضربات، ومتى يفعل وقف النار، ومتى يسمح لحماس بالبحث عن الجثث.

بل إن وزير الدفاع يسرائيل كاتس ذهب أبعد من ذلك بإعلانه أن "لا حصانة لأي من قادة حماس، سواء في الأنفاق أو فوق الأرض"، مؤكدًا أن "أولوية أمن الدولة ومواطنينا تأتي في المقام الأول" في تبريره لقرار منع الصليب الأحمر من زيارة المعتقلين الفلسطينيين.

ترامب: وقف إطلاق النار ليس في خطر

ومع استئناف الضربات، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة في قطاع غزة ليس في خطر، حتى مع قصف الطائرات الإسرائيلية القطاع، حيث تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك الهدنة.

وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "حسب ما علمت، لقد قتلوا جنديا إسرائيليا... لذلك رد الإسرائيليون على الضربة ويجب أن يردوا الضربة. وعندما يحدث ذلك، ينبغي عليهم الرد بالمثل".

وقال ترامب "لن يعرض أي شيء وقف إطلاق النار للخطر... عليكم أن تفهموا أن حماس جزء صغير جدا من السلام في الشرق الأوسط، وعليهم أن يلتزموا".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا