في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين، زاد المنخفض الجوي الأخير من معاناتهم، حيث حرمهم من المأوى الآمن وتسبب في تلف ممتلكاتهم البسيطة ووفاة طفلة ورجل.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة الرضيعة رهف أبو جزر، البالغة من العمر ثمانية أشهر، نتيجة البرد الشديد والأمطار الغزيرة التي أغرقت خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس. كما توفي مواطن آخر جراء انهيار جدار بسبب الأمطار في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وفقًا لمصدر في الإسعاف والطوارئ.
الظروف الجوية القاسية فاقمت معاناة الغزيين الذين يعيشون أوضاعاً صعبة أصلاً بسبب الحرب الإسرائيلية التي دمرت منازلهم ودفعتهم إلى النزوح في خيام غير قادرة على حمايتهم من برد الشتاء وأمطاره.
قبل شهرين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، جاء المنخفض الجوي ليزيد من هشاشة الأوضاع التي يعيشها مليونا شخص في غزة، مما يزيد من معاناتهم وتحدياتهم اليومية.
حذرت طواقم الدفاع المدني في غزة من أن حوالي 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح يواجهون خطر البرد والسيول بسبب اهتراء الخيام وعدم قدرتها على توفير الحماية اللازمة.
تلقت فرق الدفاع المدني أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال 24 ساعة من مواطنين تضررت خيامهم في مختلف محافظات القطاع، وتم توثيق غرق مخيمات بأكملها في مناطق المواصي ومدينة غزة والنصيرات ودير البلح، وسط نقص حاد في الإمكانيات والموارد.
أفاد الدفاع المدني بوقوع انهيارات في عدة مبانٍ نتيجة الأمطار الغزيرة في أحياء النصر وتل الهوا والزيتون بمدينة غزة.
في سبتمبر الماضي، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن 93% من خيام النازحين غير صالحة للسكن، ثم عاد بعد شهرين من اتفاق وقف إطلاق النار للتنديد بمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال 300 ألف خيمة ومنزل متنقل إلى القطاع.
حذر المجلس النرويجي للاجئين من حاجة 1.29 مليون شخص في غزة إلى مأوى عاجل خلال فصل الشتاء، مؤكدًا على النقص الحاد في الآليات الثقيلة ومواد الإيواء والمعدات اللازمة، والتي لم تدخل منها سوى كميات ضئيلة خلال الشهرين الماضيين.
لم تحمل الأمطار التي جلبها المنخفض الجوي أي خير لسكان الخيام، حيث اختلطت بمياه الصرف الصحي التي انهار نظام معالجتها بالكامل، وفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة في ظل نظام صحي متهالك ويعاني من نقص الإمكانيات.
الأهالي يحاولون وضع سواتر ترابية لمنع تدفق مياه الأمطار إلى داخل الخيام، لكنهم يواجهون صعوبات كبيرة في ظل الظروف الجوية القاسية ونقص الإمكانيات المتاحة. المواطنون بحاجة ماسة إلى بيوت متنقلة وإلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
المصدر:
القدس