اتهم مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، قوات الدعم السريع بنهب سوق نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور، واصفًا ما حدث بأنه جزء من مخطط يهدف إلى إفقار مجتمعات محددة وتغيير التركيبة السكانية في الإقليم.
أوضح مناوي في تدوينة على فيسبوك أن ما جرى في نيالا من نهب واسع للأسواق على يد عناصر من الدعم السريع ليس مجرد حادث عشوائي، بل يأتي في سياق خطة ممنهجة وضعتها استخبارات الدعم السريع لاستهداف التجار بشكل مباشر.
أشار مناوي إلى أن غالبية التجار في أسواق دارفور ينتمون إلى مجتمعات إثنية معينة، مؤكدًا أن هذا الاستهداف يهدف إلى إفقار هذه المجتمعات ودفعها إلى النزوح، وذلك ضمن خطة طويلة الأمد لتغيير التركيبة الديمغرافية في الإقليم.
أكد حاكم الإقليم أن العالم بات يدرك سبب هروب السكان فور دخول قوات الدعم السريع إلى أي منطقة، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتعلق بالخوف فحسب، بل بمعرفة مسبقة بأن النهب والترويع والتجريف الاقتصادي جزء لا يتجزأ من سلوكهم في أي مكان يحلون به.
في وقت سابق، أفادت وسائل إعلام محلية بأن حالة من الفوضى الأمنية قد سادت سوق نيالا الكبير، حيث هاجمت مجموعة تابعة للدعم السريع السوق ونهبت عددًا من المتاجر والمارة.
لم يصدر أي تعليق فوري من قوات الدعم السريع على اتهامات حاكم إقليم دارفور.
كما ذكرت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من 19 ألف شخص في سجون بولاية جنوب دارفور، وسط ظروف صحية متدهورة تسببت في وفيات.
بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة نيالا في أكتوبر 2023، حولتها إلى مركز لها ولتحالف السودان التأسيسي الذي يرأسه قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
في فبراير الماضي، شكلت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية تحالف "تأسيس" خلال اجتماعات في نيروبي، ووقعت ميثاقًا سياسيًا لتشكيل حكومة موازية للسلطات في السودان.
من بين 18 ولاية في السودان، تسيطر قوات الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، باستثناء بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي يسيطر عليها الجيش، بينما يسيطر الجيش على معظم مناطق الولايات الـ 13 المتبقية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
تتفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان نتيجة للحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي اندلعت بسبب خلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.
المصدر:
القدس