آخر الأخبار

تقرير: ثقة إسرائيلية بالإفلات من العقاب في ظل استمرار العدوان على غزة

شارك

أفاد مركز أبحاث بريطاني بأن الثقة التي تبديها إسرائيل تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتبطة بشكل مباشر بإحساسها المتزايد بالإفلات من العقاب، وذلك في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار، الذي وصفه التقرير بأنه مضلل ولا يعكس الواقع الميداني.

ألقى التقرير الصادر عن مركز "أوبن ديموكراسي" في لندن الضوء على مشاهدات ميدانية وآليات سياسية تكشف حجم الانتهاكات الجارية، بالإضافة إلى التحولات التي تشهدها الخطة الأمريكية الخاصة بإدارة غزة، وما صاحبها من تغييرات مفاجئة طالت شخصيات مثل توني بلير.

ذكر التقرير أن الفلسطينيين في غزة ما زالوا يدفعون ثمن الغارات الإسرائيلية، سواء عبر المقاتلات أو الطائرات المسيرة التي تستهدف المباني والخرائب وحتى المخيمات المؤقتة، على الرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وأشار التقرير إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن سقوط شهداء فلسطينيين بشكل شبه يومي، مما يؤكد أن مصطلح "وقف النار" لا يعكس حقيقة العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي الوقت نفسه، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد تل أبيب للانتقال إلى المرحلة التالية من خطة ترامب الخاصة بغزة، بينما تشير تقارير أمريكية إلى أن الخطة ذاتها تخضع لتعديلات جوهرية.

في سياق متصل، أشار تقرير إلى أن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، قد أُقيل من "مجلس السلام" التابع للإدارة الأمريكية، وهو المجلس الذي كان مكلفًا بالإشراف على إدارة غزة. وكان من المتوقع أن يلعب بلير دورًا محوريًا في البرنامج، إلا أن اعتراضات عربية وإسلامية جعلت تعيينه "غير لائق سياسيًا".

ووفقًا للمركز البحثي البريطاني، تتجلى ثقة نتنياهو بنفسه في إجراءات ميدانية جسيمة، أبرزها ضم فعلي لأكثر من نصف قطاع غزة دون إعلان رسمي، حيث تم حشر نحو مليوني فلسطيني داخل شريط ضيق على الساحل يعرف بـ "المنطقة الحمراء"، بينما تسيطر قوات الاحتلال على "المنطقة الخضراء" التي تمثل 58% من مساحة القطاع.

وتظهر أعمدة خرسانية صفراء رسمتها قوات الاحتلال الحدود الفاصلة بين المنطقتين، وتتعامل معها المؤسسات الأمنية الإسرائيلية كحدود جديدة بحكم الأمر الواقع.

وفي خطوة أخرى توثق الاستهتار الإسرائيلي، كشف التقرير أن إسرائيل تجسست على القوات الأمريكية داخل مركز التنسيق المدني العسكري، وهو غرفة عمليات مخصصة لمراقبة وقف إطلاق النار أنشأتها واشنطن على مسافة قريبة من غزة. ويؤكد المركز أن التجسس بدأ منذ فترة طويلة، دون أي تبعات سياسية حتى الآن.

الفلسطينيون في غزة يواصلون دفع ثمن الغارات الإسرائيلية، و'وقف النار' مصطلح لا يعكس حقيقة العمليات العسكرية.

خارج غزة، يشير التقرير إلى أن الجيش والشرطة الإسرائيليين يتمتعان بحصانة شبه كاملة في تعاملهم مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس. ومن الأمثلة الحديثة، قتل فلسطينيين أعزلين بالرصاص بعد استسلامهما.

ومنذ بدء الحرب على غزة قبل عامين، استشهد أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية وحدها، بينما أُجبر عشرات الآلاف على النزوح من مخيمات شمال الضفة خلال العام الأخير.

وفي القدس، تواجه عائلات خطر الإخلاء القسري من حي بطن الهوى لصالح جمعيات استيطانية.

ونقل المركز عن منظمة "أنقذوا الأطفال" أن حملات الجيش الإسرائيلي أجبرت مجتمعات بأكملها في شمال الضفة على البقاء داخل منازلهم، مما أدى إلى تعطيل تعليم الأطفال وتعريض الأسر لخطر فقدان الدخل، وزيادة احتمالات تعرض الأطفال للعنف أو الاعتقال.

وأكدت المنظمة أن مستقبل جيل كامل بات مهددًا، في ظل القيود على المساعدات، وتوسع العنف الاستيطاني، وعمليات الهدم، ومصادرة الأراضي، وتدمير البنية التحتية.

ويرى مركز "أوبن ديموكراسي" أن إصرار نتنياهو على البقاء في السلطة حتى الانتخابات المقبلة يجعل من الصعب تصور أي انفراجة قريبة للأزمة الفلسطينية.

كما يتوقع المركز أن تمتد آثار الحرب على غزة إلى أجيال قادمة، وأن تترك تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.

أشار تقرير إلى تحول كبير في الرأي العام الأمريكي، حيث لا تؤيد غالبية الأمريكيين الآن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، وللمرة الأولى يحظى الفلسطينيون بتأييد أكبر من إسرائيل في استطلاعات الرأي.

ويحذر المركز من أن استمرار تراجع الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل قد ينعكس سريعًا على موقف ترامب نفسه، إذا شعر بأن هذا الدعم بات يهدد صورته أو حساباته الداخلية.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا