دفع تصميم القاذفة الاستراتيجية "دي سي بي" الخبراء إلى إطلاق عدة أسماء مهيبة عليها منها "النجمة المظلمة" و"القيامة السوداء" و"ما وراء الحدود"، ووصفها بانها مقاتلة من "حرب النجوم".
القاذفة السوفيتية بعيدة المدى التي اصطلح على تسميتها بـ "النجمة المظلمة" وُضعت تصميماتها بين عامي 1957 – 1960 بناء على تعليمات محددة من هيئة الأركان العامة للقوات الجوية السوفيتية، وكانت على هيئة جناح طائر، واعتبرت قفزة "ثورية" في تكنولوجيا الطيران الاستراتيجي.
كانت المهمة تتمثل في الحصول على طائرات قاذفة بعيدة المدى تفوق سرعتها الصوت، إضافة إلى عدد كبير من المتطلبات الفنية الأخرى.
في سياق العمل، جرى اختيار النموذج الأكثر نجاحا، وهو ما بات يُعرف رسميا باسم القاذفة الاستراتيجية بعيدة المدى "دي سي بي"، وباسم آخر هو "الجناح الطائر".
في وقت لاحق أطلق خبراء على المشروع اسم "النجمة المظلمة" بسبب تفاصيل الشكل الخارجي للطائرة القاذفة ذات التصميم غير التقليدي، والذي يسمح بالوصول بها إلى سرعة فائقة علاوة على اكتسابها قدرات عالية على المناورة.
كانت هذه القاذفة الاستراتيجية قد صُممت من أجل قصف المنشآت الاستراتيجية لأي عدو محتمل، مع إمكانية استخدام الأسلحة النووية.
صممت القاذفة بحيث يتم تزويدها بأسلحة توضع في حجرة بداخلها بما في ذلك، الصواريخ المجنحة وصواريخ باليستية جو – أرض، وقنابل زنتها 5 أطنان.
من خصائص التخطيط لهذه القاذفة أنها يمكن أن تقطع في طيرانها من دون التزود بالوقود مسافة تزيد عن 16000 كيلو متر، وأن تقلع من الأرض بسرعة 335 كيلو متر في الساعة، فيما لا تتجاوز سرعة الهبوط حوالي 190 كيلو متر في الساعة.
كان من المخطط أيضا تزويد هذه القاذفة الاستراتيجية بصواريخ جو – جو يصل مداها إلى 10 كيلو مترات، في حين خصص للطاقم المكون من أربعة أشخاص مقصورتين مختلفتين.
خُطط لتزويد هذه القاذفة الاستراتيجية بقوة دفع هائلة تتمثل في ستة محركات نفاثة توربينية من طراز "إم 15- في كي" مزودة بحارق إضافي ينتج كل منها قوة دفع تصل إلى 15800 كيلو غرام، ما يمنحها سرعات تتراوح بين 2.8 إلى 4+ ماخ. دراسات إضافية تحرت إمكانية تزويد الطائرة بأنظمة نفاثة توربينية هجينة للوصول إلى ما فوق سرعة الصوت.
علاوة على كل ذلك، تم التخطيط لاستخدام سبائك التيتانيوم بشكل مكثف من أجل تحمل ارتفاع درجة الحرارة الديناميكية الهوائية فوق الصوتية. هذه التقنية استخدمت لاحقا في الطائرة الأمريكية "بلاك بيرد إس أر – 71".
بسبب ظروف متنوعة، بقيت قاذفة "النجم المظلم" مشروعا على الورق. لم ينفذ المشروع لسببين أساسيين، نقص الموارد وقلة الحاجة الاستراتيجية لمثل هذه القاذفة. لكن تم الاستفادة من نتائج المشروع في تطوير قاذفات أخرى مثل "توبوليف 22 إم" المعرفة أيضا باسم "باك فاير".
المدهش أن تصميم هذه القاذفة القادمة من الماضي البعيد لا يزال يثير الرهبة والدهشة من قدرة هؤلاء المصممين على تجاوز الأشكال النمطية التقليدية بل والتحرر من قيود الزمن.
المصدر: RT