آخر الأخبار

سينما "أعياد الميلاد" .. جسر خفي بين واقعية الحياة و"أسطورة الخلاص"

شارك

تبدأ سينما أعياد الميلاد بالسؤال قبل الصورة، فهل نقترب من العيد لنحتفل أم لنحتمي من الظلام الذي يتسلل إلينا طوال العام؟ وهل نبحث في دفء الأضواء عن حقيقة أنفسنا أم عن ملامحٍ فقدناها في زحام الحياة؟ وتشتعل هذه السينما لأن أبطالها لا يطاردون المعجزات بقدر ما يطاردون معنى البقاء، إذ يقف جورج بيلي في It’s a Wonderful Life قائلاً: “أحياناً لا ندرك كم نغيّر حياة الآخرين إلا حين نكاد نفقد حياتنا”، فيجعل الاعتراف المشهد مرآة نفسية تكشف هشاشتنا المخبأة. وتحبس هذه السينما الأنفاس لأنها تحرك القلب نحو طفولته الأولى، فتستعيد الحكايات بريقها والثلج صمته العميق، وتمنح الشخصيات فرصة للانبعاث بعد الخيبة. وتجرؤ هذه الأفلام على طرح السؤال الأشد حرارة: ماذا لو كان العيد محاولة للنجاة أكثر منه احتفالاً؟ وهكذا تتحول “سينما الميلاد” إلى جسر خفي بين ما فقدناه وما نجرؤ أخيراً على استعادته.

مدخل إلى سينما أعياد الميلاد

تتشكل سينما أعياد الميلاد بوصفها فضاءً فنياً يحتضن حلم الإنسان بالانبعاث والتجدد، وتجمع بين الدراما والكوميديا والفانتازيا في مزيج يحتفي بالضوء وسط ظلال العام المنقضي. وتنبع هويتها السينمائية من قدرتها على إعادة الإنسان إلى جوهره الأول، حيث العائلة والوطن والصفح والدهشة، فتتجاوز كونها أفلام موسم لتصبح خطاباً فنياً يطرح سؤالاً دائماً حول معنى الإنسانية في أوقات الاحتفال. وتنتمي هذه السينما إلى جنس هجين يجمع الواقعية الحياتية بالأسطورة الحديثة، فتخلق عالماً تتجاور فيه معجزات صغيرة مع نزاعات عائلية ولحظات خلاص فردية، في مزيج لا يتكرر إلا في هذه النوعية الفيلمية.

وتبدأ قصصها عادة بشخصيات تبحث عن معنى أو تخشى الوحدة أو تستسلم لضغوط الحياة، قبل أن تدفعها أحداث العيد إلى مواجهة مرآتها الداخلية. وتُبنى سردياتها على مفارقات بسيطة لكنها عميقة، حيث يصبح العيد نقطة تحول نفسية وفلسفية. ويجسّد جورج بيلي بطل فيلم It’s a Wonderful Life “إنها حياة رائعة” (1946) هذه الروح حين يقول عبارته الشهيرة: “أدركت أخيراً أن أغنى الناس من يملك قلباً يمتلئ بالآخرين”، وهي عبارة تلخّص جوهر سينما الميلاد بأكملها: اكتشاف قيمة الحياة رغم عثراتها.

وتستمد هذه الأفلام قوتها من خطابها الفيلمي الذي يعمل على موازنة السخرية بالحنين، والواقعية بالمجاز، فيتجلى العيد كحالة ذهنية أكثر منه مناسبة زمنية. وتبني حبكاتها على يقظة مفاجئة داخل الشخصية، لحظة صغيرة تغيّر منظوراً كاملاً، كما في فيلم A Christmas Carol / “ترنيمة عيد الميلاد”، حيث يقول إيبينيزر سكروج: “لم أكن أرى سوى الظلام، واليوم رأيت نوري”. وتتكون البنية السردية هنا من رحلة خلاص شخصية، تبدأ بأنانية وتنتهي بتجدد أخلاقي، وهو نمط تكرّسه معظم أفلام الميلاد الحديثة والقديمة.

وتنبع هويتها الثقافية والفنية من جذور أسطورية ودينية واجتماعية تتشابك عبر قرون، إذ تستند إلى قصص الكرم والسخاء والعودة والعائلة والسلام، وتستعير رموزها من الاحتفالات الشعبية ومن الأدب الكلاسيكي. وتستمد فلسفتها من إيمان عميق بأن الإنسان قادر دائماً على البدء من جديد، فتخلق عالماً يعلّم المشاهد أن الصداقة والهدايا والضحك ليست مجرد طقوس بل أدوات علاجية. ويجسّد The Polar Express / “القطار القطبي” (2004) هذه الفلسفة حين يهمس البطل الصغير: “الإيمان هو الشيء الذي يكون موجوداً حتى إن لم تستطع رؤيته”.

نشيد صغير: الخير خيار والرحمة ممارسة يومية

تقف سينما أعياد الميلاد على مفترق طرق بين الفن والاحتفال، إذ تقدم لغة سينمائية تعتمد على الإضاءة الدافئة، والموسيقى الحميمية، والألوان الهادئة، والبيوت التي تلمع نوافذها كالذكريات. وتتحول البيئة البصرية إلى جزء من السرد، حيث يصبح الثلج رمز التطهر والعودة والبداية البيضاء. وتستعرض هذه الأفلام عالماً يختبر فيه المشاهد شعور الانتماء، وتدعوه إلى الإبطاء قليلاً والنظر خلف ضوضاء الحياة.

وتتشكل أبرز إشكاليات سينما الميلاد في مواجهتها للصيغ الجاهزة والميلودراما المفرطة، لكنها رغم ذلك تحافظ على صدق عاطفي يجعلها جزءاً من ذاكرة المشاهد، كما يحدث في فيلم Home Alone / “وحيد في المنزل” (1990)، حين يقول كيفن بصوت يحمل طفولة ووعياً مبكراً: “أحياناً نحتاج أن نبتعد قليلاً لنفهم كم نحب العودة”. وتُبرز مثل هذه العبارات جوهر هذه السينما: الانفصال الذي يقود إلى المصالحة.

وتتوزع أهم أفلام هذا الجنس الفيلمي على محطات أساسية أصبحت ركائز الهوية الميلادية في السينما، ومنها فيلم It’s a Wonderful Life / “إنها حياة رائعة”، وفيلم A Christmas Carol / “ترنيمة عيد الميلاد”، وفيلم “وحيد في المنزل”، وفيلم “القطار القطبي”، وفيلم Love Actually / “الحب حقيقة” (2003)، وفيلم The Holiday / “العطلة” (2006)، وفيلم Miracle on 34th Street / “معجزة في شارع 34″، وفيلم Elf / “القزم” (2003)، وفيلم The Family Stone / “عائلة ستون”، وفيلم Scrooged / “البخيل” بنسخه القديمة والحديثة من قصة سكروج.

وتتشارك هذه الأفلام قصصاً تحتفل بالعائلة وبالإنسان المكسور الذي يجد في موسم الميلاد فرصة لإعادة بناء ذاته، وتقدّم حكايات متداخلة بين الفقد والتسامح، وبين البراءة التي تستعيد العالم حين يشعر بأنه فقد إيقاعه. وتُظهر هذه السينما شخصيات تبحث عن معنى، ثم تجد في الآخرين مرآتها الأصدق.

وتستمد هذه السينما هويتها الفلسفية من إيمان بأن العيد ليس رمزاً دينياً فقط، فهو مساحة تأملية تمكّن الإنسان من رؤية ظله ونوره. وتقول إحدى شخصيات فيلم “معجزة في شارع 34”: “العيد ليس شجرة وهدايا، العيد هو أن تتذكر أن العالم ما زال قادراً على الخير”. وهكذا يتحول الخطاب السينمائي إلى فعل مقاومة لليأس، وإلى نشيد صغير يذكّر المشاهد بأن الخير خيار، وأن الرحمة ممارسة يومية.

سينما الحنين والخلاص والحلم

تتشكل سينما أعياد الميلاد بوصفها فضاء تستعيد فيه الشخصية الرئيسية إنسانيتها عبر رحلة تمزج بين الشقاء والأمل، وبين ظلال الواقع وبريق الحلم. وتعمل هذه السينما على تقديم بطلٍ ليس خارقاً ولا محصناً بالقوة، فهو فرد عادي يكتشف في موسم الميلاد شجاعة لم يكن يعرف أنه يمتلكها. ويقف هذا البطل في جوهره أمام العالم دفاعاً عن معنى بسيط لكنه جوهري: أن تستحق الحياة وقتاً إضافياً كي تُفهم. ويقول جورج بيلي في فيلم “إنها حياة رائعة” (1946): “لقد أدركت أن كل حياة تمس حياة أخرى بطريقة لا يمكن محوها”، وهو اعتراف يكشف رؤية البطل للعالم بوصفه شبكة علاقات لا ينجو فيها أحد وحده.

وتبدأ سينما الميلاد بتقديم بطل يدرك هشاشته، لكنه يتعلم كيف يحوّل تلك الهشاشة إلى قوة. ففي فيلم “وحيد في المنزل” (1990)، يقف الطفل كيفن مكاليستر أمام كابوس الوحدة والخطر، لكنه يعيد تعريف البطولة بطريقة طفولية شجاعة حين يقول: “أنا لست خائفاً بعد الآن”، وهي عبارة تلخص رؤية البطل لذاته وهو ينتقل من الارتباك إلى المقاومة. وتعمل هذه السينما على إظهار أن البطولة ليست حكراً على النضج، فهي قد تخرج من قلب طفل يحمل قدرة مفاجئة على حماية منزله وحلمه بالعائلة. وتبقى سينما أعياد الميلاد فناً احتفالياً بامتياز، فناً يصر على أن يطهو المشاعر على نار هادئة، وأن يقدم للإنسان فرصة ليرى حياته بنظرة ألين. وهي سينما تمنح للحنين معنى، وللخلاص شكلاً بصرياً، وللحلم طريقاً معبّداً بالثلج وضوء الشموع، لتقول أخيراً إن العيد ليس في القصص، بل في قدرتنا على الإيمان بها.

وتبرز هذه الأفلام البطل بوصفه مرآة للإنسان الذي يواجه واقعه المتصدع بالأعباء، لكنه يظل متمسكاً بأمل داخلي يرفض الموت. ففي فيلم “معجزة في شارع 34” (1947)، يهمس كريس كرينغل: “الإيمان لا يعني أن ترى، بل أن تصدق رغم كل ما تراه”، وهي عبارة تُظهر جوهر البطولة الميلادية: الدفاع عن إمكانية الخير في عالم يميل إلى السخرية والإنكار والشر. وتتشكل صورة البطل هنا كرجل هادئ يحارب من أجل فكرة: أن البراءة ليست وهماً، وأن الفرح قيمة تستحق الدفاع.

وتعيد هذه السينما صياغة حلم البطل عبر تصادم دائم بين الرغبة والواجب، وبين الذات والعائلة. ففي فيلم “رجل العائلة” (2000)، يكتشف جاك كامبل معنى الحياة الذي فقده حين عاش في عالم من الثراء السطحي، ويقول في لحظة مكاشفة: “أملك كل شيء، ومع ذلك ليس لدي شيء”، وهو اعتراف يكشف الوعي المتأخر بقيمة الروابط الإنسانية. وتعمل هذه اللحظة على دفع البطل لإعادة تعريف واقعه والدفاع عن حلم جديد لم يكن جزءاً من طموحاته الأولى.

أجمل الأشياء لا تُرى بالعين

تمنح سينما أعياد الميلاد بطلها بعداً وجودياً نادراً، إذ لا يعود الصراع مجرد نزاع بين الخير والشر، وإنما بين الإنسان ونسخته التي فقدها في زحمة الأيام. وفي فيلم “القطار القطبي” (2004)، يسمع الطفل عبارة تظل تلخص فلسفة سينما الميلاد: “أجمل الأشياء لا تُرى بالعين، بل بالقلب”، وهي عبارة ترشد البطل إلى العالم الذي يحلم بأن ينتمي إليه. وتحوّل هذه الأفلام البطولة إلى رحلة داخلية، حيث يتعلم الفرد حماية ما هو غير ملموس: الإيمان، الذاكرة، والدفء الإنساني.

وتُنجز هذه السينما تمثيل البطل ككائن يحتفظ بذرة ضوء حتى في أحلك اللحظات، ضوء يرفض الانطفاء رغم خساراته. ففي فيلم “ترنيمة عيد الميلاد” بعدة نسخ أشهرها نسخة 1951، يصرخ إيبينيزر سكروج بعد رحلة تطهير عميقة: “سأكرم عيد الميلاد في قلبي، وسأحاول أن أعيشه طوال العام”، وهو إعلان للخلاص ومصالحة الذات مع العالم. ويغدو البطل في هذا السياق إنساناً عادياً يتحول بفعل الرحلة إلى رجل يعرف قيمة الرحمة بعد أن تذوّق مرارة العزلة.

وتعمل سينما أعياد الميلاد على منح البطل مهمة بسيطة في ظاهرها عميقة في جوهرها: أن يعثر على نفسه وسط الفوضى، وأن يدافع عن فكرة أن المحبة والشعور بالانتماء ليست امتيازات، بل ضروريات وجودية. وتتقاطع هذه الأفلام في بناء بطل يتعلم كيف يحمي الآخرين من ألمهم، وكيف يحمي ذاته من قسوة قلب تجمّد بفعل الحياة. وفي النهاية لا ينتصر هذا البطل بقوة خارقة، وإنما بقدرته على رؤية ما لا يُرى، والإيمان بما ينبغي أن يُعاش.

صوت الإيمان

تبدأ سينما أعياد الميلاد بصناعة مشاهد جمالية تكاد تلتصق بالوجدان الجمعي، لحظات تلمع كبريق شجرة العيد لكنها تحمل داخلها ظلالاً نفسية عميقة. وتعمل هذه المشاهد على كشف ما لا يُقال، فتصبح الإيماءات الصغيرة والكادرات المضيئة بالثلج أو بالشموع لغة تترجم انكسار البطل ورغبته في الخلاص. ويظهر هذا بوضوح في مشهد الجسر الشهير من فيلم “إنها حياة رائعة”، حين يقف جورج بيلي على حافة الانهيار ثم يسمع صوت الملاك كلارنس يقول: “أحياناً يجب أن ترى الظلام كي تعرف قيمة النور”، وهي عبارة تقلب المشهد من حافة الموت إلى بوابة ولادة جديدة.

وتصوغ هذه السينما مشاهدها عبر لغة الصورة التي تحتضن الوحدة كما تحتضن الدفء، فتجعل من الفراغات العائلية جزءاً من التكوين البصري. ويتجلى هذا في فيلم “وحيد في المنزل” عندما يجلس كيفن أمام شجرة العيد في بيتٍ هادئ بشكل مخيف ويهمس لنفسه: “أتمنى فقط أن يعودوا”، وهو اعتراف يعرّي الصراع النفسي بين استقلالية الطفل والخوف العميق من الهجر. ويحوّل الفيلم هذا المشهد إلى جسر يصل بين الطفولة والوعي المبكر بالحب العائلي.

وتبني سينما الميلاد روعتها من خلال مزيج من الضوء والذاكرة، إذ تجعل من اللمسات البصرية توقيعاتٍ نفسية ترسّخ حضور المشاعر المعقّدة. ففي فيلم “القطار القطبي” يظهر مشهد الجرس الصغير الذي لا يسمعه إلا من يؤمن، فيتردد صوت البطل قائلاً: “الإيمان هو الصوت الذي نسمعه حين يصمت كل شيء”، وهو قول يختصر البعد الروحي الذي تقدمه هذه السينما بوصفه علاجاً للشك والخذلان. ويصبح الجرس رمزاً للطفل الداخلي الذي نفتقده جميعاً حين نتقدم أكثر مما ينبغي في صعوبة الحياة.

وتمنح هذه السينما لأبطالها مشاهد مواجهة ذاتية تتخذ شكل لحظة نضج مفاجئة. ويتجلى هذا في فيلم “الحب حقيقة”، حين يقف مارك أمام جولييت حاملاً بطاقات يعترف فيها بحبه الصامت قائلاً: “لأنني أستحق أن أقول الحقيقة ولو لمرة”، فيكشف هذا المشهد أن العيد ليس منصة للبهجة فقط، فهو مساحة لمصارحة النفس بما خجلت من الاعتراف به طوال العام. وتحمل المشاهد من هذا النوع بعداً نفسياً يتجاوز الرومانسية نحو مواجهة الذت واكتشاف حدود القلب.

اختبار الهشاشة والضعف الإنساني

تجعل سينما أعياد الميلاد من لحظات المصالحة طقوساً بصرية تتكرر عبر الأجيال، فتتحول المصافحة والعناق والنظرة الطويلة إلى مفاتيح للحكاية النفسية. وفي فيلم “ترنيمة عيد الميلاد” تظهر لحظة صحوة سكروج حين يضحك لأول مرة بصدق بعد زيارة الأشباح ويقول: “أشعر كما لو أن قلبي صار خفيفاً بما يكفي ليطير”، وهي عبارة تكشف البعد العلاجي لسينما الميلاد التي تُعيد بناء النفس من الداخل عبر صدماتٍ مضيئة.

وتعمد هذه الأفلام إلى تقديم مشاهد العائلة بوصفها الغرفة النفسية التي يعود إليها البطل ليفهم فوضاه. ففي فيلم “عائلة ستون”، يظهر مشهد المائدة حين تتداخل المحبة مع الخلافات، وحين تقول الأم بصوت مكسور لكنه دافئ: “العائلة ليست كاملة، لكنها دائماً بيت”، وهي عبارة تضع المشاهد أمام حقيقة أن الألفة لا تخلو من الجراح، وأن العيد هو المناسبة التي نختبر فيها هشاشتنا وسط من نحب.

وتنتقل سينما أعياد الميلاد نحو مشاهد تُعيد تعريف الهوية الفردية داخل الجماعة عبر احتضان الاختلاف والتعاطف. وتبدو هذه الفلسفة واضحة في فيلم “القزم”، حين يصرخ بادي ببراءة مطلقة: “أنا فقط أريد أن أنشر الفرح”، وهو إعلان يكشف جوهر البطولة الميلادية: الدفاع عن المشاعر البسيطة في عالم يغرق في التعقيد.

وتصل هذه السينما في ذروتها النفسية حين تجعل من العيد فرصة للانسجام بين الماضي والحاضر، بين الألم والرجاء، بين الذات وصورتها المشرقة التي لم تمت بعد. وهكذا تتحول المشاهد الجمالية داخلها إلى خطوات داخلية نحو المصالحة، وتصبح سينما الميلاد مرآة يرى فيها الإنسان وجهاً كان يفتقده طوال العام: وجهه الأكثر حقيقة، والأقرب إلى الضوء.

تظلّ سينما أعياد الميلاد فنّاً معلّقاً بين الوعد والخذلان، إذ تطرح إشكاليات لا تهدأ حول صدق الأمل وحدود الخيال وعمق الجراح التي نحاول إخفاءها تحت ورق الهدايا. وتغامر هذه السينما بأن تسأل ما إذا كان العيد شفاءً حقيقياً أم هدنة قصيرة مع الألم، وما إذا كانت معجزاته وهماً جميلاً أم احتمالاً قابلاً للحياة. ويهمس كيفن في فيلم Home Alone قائلاً: “أظن أن الناس يتصرفون بلطف أكبر في العيد، كأنهم يتذكرون قلوبهم”، فيضعنا الاعتراف أمام هشاشتنا النقية. وهكذا تنطفئ الأضواء بينما يظل السؤال مشتعلاً: هل نبحث عن العيد أم نبحث عن أنفسنا فيه؟

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا