آخر الأخبار

صعب جدا أن تشجع المنتخب وسط البنات! كان هناك ماتش داخل ماتش. وأهداف تسجل في مرمى زامبيا. وأخرى في الإنستغرام والسنابشات .

شارك

حميد زيد ـ كود//

لستُ ضد دخولكن إلى الملعب.

لكن من حقي أنا أيضا.

أن أتفرج.

وأرى اللاعبين من المدرجات.

وأرى الأهداف.

وقد حرمتمنني يوم أمس.

في المباراة التي جمعت بين المغرب وزامبيا.

من هذه المتعة.

وخلال كل دقائق المقابلة كنتن ترفضن الجلوس.

حاجبات عنا الرؤية.

وبينما نحن متوترون.

وعلى أعصابنا.

فإنكن لم تتوقفن ولا لحظة عن التقاط الصور.

والسيلفيات.

والقيام بحركات غريبة.

مع إخراج اللسان للكاميرا.

ومصمصة الشفاه.

وتصوير شكل القلب بأصابعكن الرقيقة.

وأناملكن المصبوغة بمختلف الألوان.

وبينما كان المغرب يلعب في المركب الرياضي مولاي عبد الله.

كنتن أنتن تلعبن في الأنستغرام.

والسنابشات.

والتيكتوك.

وفي نفس الوقت.

ومباشرة.

كان هناك ماتش داخل ماتش.

ومنافسة داخل منافسة.

وأهداف كثيرة تسجل في مرمى وشبكات التواصل الاجتماعي.

على منافستاكن.

وأنا ضحية.

تُسجل الأهداف ولا أراها.

وتقع الهجمات ولا أشاهدها.

ويهتز الجمهور.

وأجاريه في ذلك.

بدافع الوطنية.

وحب المنتخب.

وليس لأي شيء آخر.

وليس لأنني تفرجت.

فأنا كنت حاضرا في الملعب.

ومثلي مثل كل المشجعين.

مررت من عشرات نقاط المراقبة.

وتعرضت لأكثر من تفتيش.

ومنعوا أبنائي من إدخال علب البرينغلز.

فاضطررنا إلى إفراغها بالكامل في كيس كبير.

وعلامات الأسى ظاهرة على صغاري.

لأكتشف في النهاية أن الدخول إلى الملعب.

والعثور على مقعد.

لا يضمن لك أن تكون حاضرا.

وأنت في مركب مولاي عبد الله.

فإن البنات يفرضن عليك أن تكون غائبا.

رغما عنك.

والأخطر.

أن بعضهن صرن خبيرات في الكرة.

وفي التشجيع.

وفي الخطط.

كما أنهن صرن في صف وليد الركراكي.

ومستجيبات لدعوته بأن يكون الجمهور متحمسا.

ومع ذلك فإنهن لم يتخلين أبدا عن السيلفيات.

والويل لمن يطلب منهن الجلوس.

حتى أن بنتا من البنات أفحمتنا جميعا برد مدو.

وبأنها شجعت المنتخب في كأس العام بقطر.

وفي قطر كان الكل واقفا حسبها.

ولم يكن أحد هناك يعبر عن أي انزعاج.

ولم يكن أحد يحتج عليها.

مثلما نفعل نحن.

بينما الجمهور هنا لا يفهم في فنون التشجيع.

وغير متحمس.

وفاتر.

ويصر على الجلوس كما لو أنه في مسرح.

هاذا ما قالته.

ثم تأففت.

متحدية كل أنصار الجلوس في المقاعد.

ولذلك.

وحين انتهت المباراة.

و كلما اتصل بي صديق.

ليسألني عن رأيي في التشكيلة.

وفي الخطة. وفي الأداء.

وفي المباراة عموما.

كنتُ”في وضع لا أملك معه أن أجيب أحدا”.

محرجا.

ومدعيا أحيانا أشياء لم أشاهدها.

ومدافعا عن إقحام لاعبين لم أتفرج فيهم.

لاجئا إلى الكذب.

لأني ببساطة حضرت إلى الملعب

ولم أر أي شيء

ولا أي لقطة

ولا أي هدف

وهذا كله بسببكن أيتها البنات.

اللواتي فزتن بالمقابلة.

وبالصور.

وبأكثر من ستوري.

ضاربات عشرات العصافير بتذكرة دخول واحدة

بينما خرجت أنا من الماتش خاوي الوفاض

ومضطرا

إلى إعادة مشاهدته في الراتراباج.

وفاقدا

أكثر من علبة شيبس

ضائعا في ليل الرباط المزدحم

باحثا عن طريق تقودني إلى البيت

وعن من يوصلني إليه

في مقابلة صعبة

لم أتمكن من حسمها إلا في الأنفاس الأخيرة

وبعد منتصف الليل.

كود المصدر: كود
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا