يراقب مصدرون وسائقو شاحنات مغاربة احتجاجات مزارعي أوروبا المتصاعدة جراء اتفاق فلاحي بين بروكسيل واتحاد دول “الميركوسور” بجنوب أمريكا.
ودفع هذا المستجد، الذي شهد إغلاق عشرات الجرارات الأسبوع الماضي لشوارع ببروكسيل، سائقي الشاحنات المغاربة إلى رفع منسوب الحذر، خاصة بعد التجارب الصعبة التي عاشوها في كل تصعيد من مزارعي القارة العجوز.
وقال الشرقي الهاشمي، الكاتب العام الوطني للاتحاد العام لمهنيي النقل الدولي والوطني، إن “الفلاحين في فرنسا وأوروبا عامة يشنون، حاليا، حملة استهداف واسعة ضد الواردات الأجنبية من الخضر والفواكه جراء اتفاق بروكسيل مع دول أمريكا الجنوبية”.
وأضاف الهاشمي، في تصريح لهسبريس، أن الناقلين المغاربة يضطرون عند تكرر هذه المشاهد إلى اتخاذ احتياطات مشددة؛ مثل العبور ليلا أو التوقف التام عند رصد أي تجمعات احتجاجية لتجنب الاعتداءات.
وعلى مستوى التواصل الداخلي، ذكر الكاتب العام الوطني للاتحاد العام لمهنيي النقل الدولي والوطني أن هناك تنسيقا مستمرا عبر مجموعات ضمن تطبيق التراسل الفوري “واتساب” بين السائقين وبين أرباب الشاحنات لتبادل المعلومات حول نقاط التوتر حاليا بأوروبا.
ويهدف هذا التنسيق، وفق المتحدث عينه، إلى توعية السائقين بضرورة الحيطة والحذر وتجنب المناطق التي تشهد أعمال شغب أو احتجاجات عنيفة من لدن الفلاحين الأوروبيين.
وفي سياق متصل، أعرب الفاعل المهني سالف الذكر عن استيائه من الضغوط التي يواجهها السائقون المتجهون إلى أوروبا، حيث يضطر بعضهم إلى التوقف في الجمارك لمدة تتجاوز يوما ونصف اليوم؛ ما يؤثر على مواعيد تسليم البضائع.
وأضاف المصرح ذاته أن هذه التأخيرات تشكل عبئا كبيرا، خاصة أن الشاحنات متجهة إلى وجهات أوروبية مختلفة مثل بريطانيا وهولندا وبلجيكا والدنمارك والنمسا والسويد.
وفي ختام تصريحه، تساءل الشرقي الهاشمي بشكل عام عن الأسباب الكامنة وراء استهداف المنتجات والشاحنات الأجنبية في أوروبا منذ سنوات، داعيا إلى إيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة، خاصة أن السائقين المغاربة لم يرتكبوا أي ذنب يستوجب تعرضهم في أكثر من مرة لهذه المخاطر والاعتداءات التي تهدد حياتهم وأرزاقهم أثناء أداء عملهم.
من جهته، أورد الحسين أضرضور، رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدّري الخضر والفواكه بالمغرب، أن التوتر الحالي الذي أحدثه احتجاج المزارعين في أوروبا ضد الاتفاق مع دول جنوب أمريكا “معتاد ويتجدد في كل موسم”.
وأضاف أضرضور، في تصريح لهسبريس، أن المهنيين المغاربة، وخاصة سائقي الشاحنات، “معتادون على مثل هذه الأحداث، وينهجون أساليب متعددة للوقاية من أي خطر قد يستهدفهم”، مشيرا إلى أنهم اكتسبوا الخبرة اللازمة لمواجهة هذه الأحداث.
وأورد رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدّري الخضر والفواكه بالمغرب أن أهم نقطتين لعبور الشاحنات المغربية، والتي في حال وقوع أي سوء فيها “يعني بالفعل تضررا مباشرا للصادرات المغربية عموما، هي طنجة والخزيرات”.
وكشف أضرضور أن الصادرات الفلاحية نحو أوروبا تسير بشكل سلس ومعتاد في الوقت الحالي، مستدركا “وجود تشدد أوروبي صارم في هذه الظرفية يتعلق بالمبيدات الحشرية”.
المصدر:
هسبريس