آخر الأخبار

تعثر سد تلي بزاكورة يفاقم الخصاص المائي ومخاطر الفيضانات بجماعة "أولاد يحيى الكراير"

شارك

رغم التحديات المائية والمناخية المتفاقمة التي تعرفها جهة درعة تافيلالت، وخاصة إقليم زاكورة، لا يزال مشروع السد التلي (العتبة المائية) بمنطقة تكركوزت، التابعة لدوار أولاد امكدم بجماعة أولاد يحيى لكراير، يراوح مكانه منذ الإعلان عن برمجته سنة 2019، دون أن تنطلق أشغال إنجازه على أرض الواقع.

ويصنف هذا المشروع ضمن الأوراش المهيكلة ذات الطابع الاستراتيجي، بالنظر إلى أدواره المنتظرة في تثمين الموارد المائية والحد من ضياعها خلال فترات التساقطات، إلى جانب حماية الساكنة والبنيات التحتية، خاصة الطريق الوطنية رقم 9، من أخطار فيضانات واد الميط، فضلا عن دعم الفرشة المائية وإنعاش الأنشطة الفلاحية بمنطقة تعاني خصاصا مائيا مقلقا.

وتظهر وثيقة رسمية صادرة عن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، تعود إلى سنة 2018، جوابا كتابيا على سؤال برلماني، أن المشروع كان قد بلغ مرحلة إنجاز الدراسات التقنية، مع فتح الأظرفة وتقويم الصفقات في دجنبر من السنة نفسها، على أن تتم برمجة الأشغال خلال سنة 2019. غير أن هذه الالتزامات، بحسب متتبعين للشأن المحلي، لم تترجم إلى أشغال ميدانية، ما عمّق شعور الساكنة بخيبة الأمل.

وفي هذا السياق، عبّرت فعاليات محلية وساكنة المنطقة عن استيائها من استمرار تعثر المشروع، معتبرة أن السد التلي بتكركوزت يشكل رهانا حقيقيا للأمن المائي والتنمية الفلاحية، ووسيلة أساسية للوقاية من الفيضانات التي ما فتئت تهدد الأرواح والممتلكات خلال المواسم المطرية.

وطالبت الساكنة القطاعات الحكومية المعنية، وفي مقدمتها وزارة التجهيز والماء ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالتعجيل بإخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ، عبر تحديد برمجة زمنية ومالية واضحة، تنسجم مع الاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى التدبير المستدام للموارد المائية، والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، ودعم المناطق القروية المتضررة من آثار التغيرات المناخية.

ويؤكد متتبعون للشأن المحلي أن إقليم زاكورة، في ظل هشاشته البيئية وارتفاع منسوب المخاطر المناخية، بات في أمس الحاجة إلى قرارات عملية تكرس العدالة المجالية، وتعيد الثقة في السياسات العمومية من خلال تحويل الوعود المعلنة إلى مشاريع ملموسة تخدم الساكنة المحلية.

في سياق متصل، نبّه فريقا حزب الأصالة والمعاصرة بمجلسي النواب والمستشارين إلى تأخر إنجاز مشروع السد التلي بدوار أولاد امكدم جماعة أولاد يحيى لكراير بإقليم زاكورة، وذلك في سؤالين كتابيين جرى توجيههما في وقت سابق إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

وجاء في السؤال الكتابي الموقع من طرف النائب البرلماني إبراهيم بنديدي، أنه في الوقت الذي يعرف فيه إقليم زاكورة خصاصا حادا في الماء بسبب توالي سنوات الجفاف، لا تزال ساكنة دوار أولاد امكدم جماعة أولاد يحيى لكراير بإقليم زاكورة تنتظر منذ مدة إخراج مشروع السد التلي الذي أعلن عنه سابقا، من أجل التخفيف من آثار قلة التساقطات المطرية وضمان تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب.

وأوضح بنديدي، أن هذه المنطقة تعرف تساقطات مطرية مهمة بين الفينة والأخرى، ما يتسبب في سيول وفيضانات تلحق أضرارا كبيرة بالطريق الوطنية رقم 9، وكذا بالمنازل والممتلكات، لذلك فإن إنجاز هذا السد التلي من شأنه الحد من هذه الأضرار، وضمان تغذية الفرشة المائية واستعمال مياه السقي، فضلاً عن دعم النشاط الفلاحي بالمنطقة.

من جهته، كشف المستشار البرلماني لحسن الحسناوي، أن إقليم زاكورة يعرف خصاصا مهولا في الماء بسبب توالي سنوات الجفاف، وهو ما يستدعي إيجاد بدائل استعجالية لإنقاذ الإنسان والواحة عن طريق توفير هذه المادة الحيوية لساكنة المنطقة رغم المجهودات الكبيرة التي تبدلها الدولة لتزويد ساكنة الاقليم بالماء الشروب إنطلاقا من سد أكدز.

وأوضح الحسناوي أن ساكنة دوار اولاد امكدم جماعة اولاد يحيى لكراير بإقليم زاكورة تنتظر منذ ثلاث سنوات إخراج مشروع السد التلي لواد الميط إلى حيز الوجود، حيث أن جواب وزير الفلاحة السابق على سؤال كتابي في الموضوع أنه سيتم إنجاز هذا المشروع سنة 2019 .

وأشار المتحدث ذاته أنه إلى حدود اللحظة لم يتم تنزيله على أرض الواقع، مع العلم أن واد الميط يعرف فيضانات مهمة في فترة الأمطار مما يشكل خطرا على منازل الساكنة وكذا يلحق أضرارا كبيرة بالطريق الوطنية رقم 9، لافتا إلى أن إنجاز هذا السد سيعود بالنفع على الفلاحة الواحي، بإعتبار أن مصبه وسط واحة النخيل، وكذا تغدية الفرشة المائية للابار التي تستعمل في مياه الشرب، وسيجنب المنازل من الفيضانات.

إلى ذلك، ساءل البرلمانيان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذها الوزارة من أجل تسريع إنجاز السد التلي بدوار أولاد امكدم بجماعة أولاد يحيى لكراير بإقليم زاكورة، وعن موعد إنجاز هذا المشروع.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا