تعيش “سويقة المصلى” بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش حالة فوضى خانقة في حركة السير، بفعل الانتشار الواسع للباعة المتجولين واحتلال العربات المجرورة للملك العمومي، ما أدى إلى إغلاق شبه تام للشارع الرئيسي وصعوبة مرور الراجلين وأصحاب السيارات، وسط تزايد شكايات الساكنة والمتضررين.
واعتبرت الساكنة أن الازدحام الشديد تسبب في اندلاع مناوشات متكررة بين المواطنين، سواء بين السائقين أو الراجلين أو حتى بين الباعة أنفسهم، بالإضافة إلى الضجيج الناتج عن أصوات الباعة طوال اليوم، ما يزيد من تذمرهم ويعمّق الإزعاج داخل الحي.
وبحسب ما أفاد به الفاعل الجمعوي شاكر محمد لجريدة “العمق”، فإن جذور هذا الوضع تعود إلى كون سوق الواحة النموذجي بسيدي يوسف بن علي، الذي أُنشئ سنة 2014، ظل مغلقاً منذ ذلك الحين ولم يُفتح إلى حدود الساعة، موضحاً أن هذا الفضاء كان من المفترض أن يستوعب عدداً كبيراً من الباعة، غير أن إغلاقه الدائم جعلهم يعودون إلى الشارع، ما أدى إلى تضخم العشوائية داخل الممر.
وأشار المتحدث إلى أن عدم فتح السوق يعود إلى مجموعة من الأسباب المتراكمة، أبرزها مشاكل في التسيير بعد شكايات للمستفيدين حول تعرضهم للنصب والاحتيال من قبل المنعش العقاري، إضافة إلى التأخر الكبير في تسليم المحلات وما رافقه من احتجاجات ووقفات استنكار.
وأضاف الفاعل الجمعوي أن المستفيدين كانوا أيضاً يشتكون من مطالب مالية إضافية خارج الاتفاق، فضلاً عن غياب المراقبة واحترام المساطر القانونية في التفويت، وهو ما فاقم تعثر المشروع وأدى إلى تجميده بالكامل منذ سنوات.
وختم شاكر تصريحه بالإشارة إلى أن بعض أصحاب المحلات استغلوا الوضع لاحتلال الملك العمومي وممارسة أنشطة غير منظمة، من بينها كراء المساحات الأمامية، ما زاد من اختناق السويقة وتعميق معاناة السكان.
وفي الاتجاه نفسه، صرّح الفاعل الجمعوي نور الدين الحبلاوي “للجريدة” بأن “الفراشة” والعربات المجرورة يغلقون الطريق بشكل كامل ولا يسمحون للسكان بالمرور، ما يضطر عدداً من المواطنين إلى ترك سياراتهم خارج الحي والدخول مشياً لمسافات طويلة تفادياً للازدحام.
وأشار الحبلاوي إلى أن “السويقة” تخضع ترابياً للمقاطعتين الشمالية والوسطى، وهو ما يستوجب تنسيقاً بين القيادتين لإعادة تنظيم الفضاء وضمان انسيابية الحركة.
وأجمع السكان والمهتمون بالشأن المحلي بالمنطقة على أن ما يجري من عشوائية وفوضى في ممر المصلى وضع غير مقبول يستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية، معتبرين أن احتلال الملك العمومي يسيء لصورة الحي ويعطل حركة الساكنة والتجار المنظمين.
ويطالب سكان الحي باتخاذ إجراءات عملية لإعادة النظام إلى “السويقة”، من خلال تنظيم الباعة المتجولين، وتحرير الملك العمومي، وتخصيص فضاءات ملائمة لهم، بما يضمن السير العادي داخل الحي ويحفظ حق الساكنة في الولوج السلس إلى منازلهم ومحلاتهم.
المصدر:
العمق