أسدل الستار، أمس الأحد، على فعاليات النسخة الثالثة لملتقى تزويت للثقافة والتراث، الذي احتضنته جماعة بومالن دادس، بإقليم تنغير، ليؤكد على أهمية المزاوجة بين الاحتفاء بالعمق الثقافي والتحليل الأكاديمي لآليات التنمية.
مصدر الصورة
وتحول الملتقى، الذي نظمته جمعية تزويت العالمية قلعة امكونة بدعم من وزارة الثقافة والسلطات المحلية، وشراكة مع المجلس الجماعي لبومالن دادس، وفيدرالية بومالن دادس، وجمعية أنازور للإبداع، إلى كرنفال ثقافي يمزج بين العروض الساحرة والندوات العلمية الرصينة.
على الصعيد الأكاديمي، احتضن المركز الثقافي ندوة علمية بعنوان “دور الشباب في التحول الاجتماعي والثقافي: قراءة علمية في آليات التنمية”. أطر الندوة الحقوقي والباحث في سوسيولوجيا الهوية، سعيد العنزي تاشفين الذي تناول التحولات القيمية وتأثيرها على التنمية البشرية، وقدم رثاء نقديا للتحولات التي طالت القيم المغربية.
مصدر الصورة
أما المداخلة الثانية، فقدمها الباحث في التراث المحلي والثقافة الأمازيغية، حسن إبراهيم تحت عنوان “التراث الثقافي بالواحة كمدخل للتنمية”، داعيا عبرها لى حماية التراث الثقافي ماديا ولاماديا عبر تعزيز الحماية الدستورية والقانونية وإدراج عناصر التراث في المقررات الدراسية وتشجيع السياحة الثقافية كرافعة تنموية.
مصدر الصورة
وفي خطوة لضمان استمرارية الذاكرة، جرى تنظيم مسابقة نقل التراث بين الأجيال عبر النمط الشعري “تمناضين”، حيث قدم تلاميذ الثانوية الإعدادية الموحدين إبداعات شعرية راقية، أفرزت فوز كل من فاطمة الزهراء أمرغن وأنير زرير وزملاؤهما. واختتمت الأمسية بعرض قوي لفرقة كيل دادس التي تفاعل معها الجمهور بقوة عبر الأغنية الأمازيغية الملتزمة.
مصدر الصورة
كما احتضن الملتقى قراءة نقدية في مؤلفات الأستاذ عبد المجيد صرودي التي ركزت على المسرح المدرسي وتجربة الكاتب في الجنوب، إلى جانب ورشات في الفنون التشكيلية والإبداع المسرحي التي استهدفت حوالي 80 تلميذاً، لترسيخ القيم الجمالية وتنمية مهاراتهم الفنية والوطنية.
في سياق متصل، تميزت الأمسية الختامية للملتقى بحضور فني لافت، افتتحته فرقة تزويت العالمية بعرض فني متميز وإيقاعات ساحرة، تلتها مشاركة وازنة لفرقة الهواري القادمة من هوارة، والتي أبدعت في تقديم لوحات تراثية أصيلة. وكان التكريم محوريا في الأمسية، حيث خصص ثنائي تامونت باعتراف خاص لمجهوداتهما القيمة في مجال الفكاهة وفن “تمديازت” على مدى عقد من الزمن.
المصدر:
العمق