في تازناخت، تقف السيدة فضيلة، ثمانينية منهكة، تحت سقف متصدع يهدد بالسقوط في أي لحظة، بعد أن حُرمت من دعم الزلزال والدعم الاجتماعي معا، بسبب أخطاء إدارية غريبة نسبت إليها مزاولة مهن لم تعمل فيها قط.
وبين جدران تشهد على قسوة الزمن وإجراءات عطّلت حقوقها، تجد فضيلة نفسها في دائرة الهشاشة تنتظر إنصافًا يضع حدًّا لمعاناتها الممتدة منذ أشهر.
فقد فاقم الحرمان من الدعم الاجتماعي المباشر والدعم المخصص لضحايا زلزال الحوز، معاناة المرأة الثمانينية التي تعيش في منزل طيني بسيط ومهترئ بمدينة تازناخت، في إقليم ورزازات، وهو ما عمق إحساسها بالظلم، بحسب ما قالت لجريدة “العمق”.
فضيلة التي ولدت سنة 1940، تعيش معاناة مركّبة بسبب حرمانها من دعم الزلزال ومن الدعم الاجتماعي المباشر والتغطية الصحية “أمو تضامن”، فضلا عن وقوعها ضحية أخطاء إدارية جعلتها تُسجَّل في مهن لا علاقة لها بها.
وتقول فضيلة، بنبرة يملؤها الأسى، إن الحياة كثيرا ما ظلمتها، خصوصا بعد عدم استفادتها من دعم الزلزال رغم تضرر منزلها بشكل واضح. وتؤكد أنها تعاني خلال فترات الأمطار والثلوج من تسرب المياه وتشقق الجدران، ما يضطرها في كل مرة إلى الانتقال عند الجيران للاحتماء من البرد وخطر الانهيار.
ورغم تسجيلها سابقا في التغطية الصحية “أمو تضامن” واستفادتها لمرة واحدة فقط من الدعم المباشر بمبلغ 500 درهم، فقد انقطع دعمها بعد ارتفاع مؤشرها الاجتماعي بشكل مفاجئ، وفق ما قيل لها، في وقت تؤكد فيه أن جلّ سكان الحي استفادوا “سواء كانوا مستحقين أو غير مستحقين”، بينما هي امرأة مسنة، مريضة، ولا تمارس أي نشاط مهني.
وتشير المتضررة إلى أن معاناتها تفاقمت بعد أن وجدت نفسها مسجلة في الصناعة التقليدية دون علمها، رغم أنها لا تزاول أي حرفة. وبعد محاولات عدة تم التشطيب عليها، غير أنها فوجئت مجددا بتسجيلها في الفلاحة، دون أن تمتلك أرضا فلاحية أو ماشية أو أي علاقة بهذا القطاع.
وتضيف فضيلة أن وضعها المعيشي ازداد هشاشة، وأن مصدر عيشها الوحيد هو تعاطف الجيران وبعض المحسنين الذين يقدمون لها ما تيسر من المساعدة. كما أوضحت أن تكاليف الماء والكهرباء أصبحت مرتفعة بعدما أصبح “أدرك” حيّا تابعا لقانون المدينة، بعدما كان سابقا دوارا وتأتي فواتيره منخفضة.
وتطالب فضيلة، وهي في عقدها الثامن وتعاني أمراضا متعددة، السلطات المحلية والإقليمية والمسؤولين عن برامج الدعم والتغطية الصحية، إلى جانب المحسنين، بالتدخل العاجل لإنصافها وتسوية وضعيتها وتمكينها من حقوقها أسوة بباقي الساكنة التي استفادت.
المصدر:
العمق