قالت المسؤولة الرياضية المخرجة القطرية فاطمة الغانم، التي وقّعت “مسرح الأفلام” (قطر)، إنّ ما حققته كرة القدم النسائية المغربية، خصوصا المنتخبات الوطنية للمملكة في جميع الفئات والأعمار، “يحتاج إلى مرافقة سينمائية من أجل تخليده ووضعه داخل الشاشة كي يغدو وثيقة مرجعية قابلة للنظر على أن تكون محفزا لمنتخبات إقليمية أخرى”.
تدور أحداث فيلم “مسرح الأحلام” في سياق كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، ويروي “القصة غير المروية لأول منتخب نسائي قطري لكرة القدم”، مقدّما “استكشافا شخصيا لتجربة الفريق وشجاعته في مواجهة تحديات ثقافية وتضحيات خفية”، فيما تتصدى قائدة الفريق بعد 12 سنة للثمن العاطفي لكونها من أوائل النساء اللواتي كسرن الطابو بالمطالبة بحقهن في اللعب.
وسجلت الغانم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية بالعاصمة القطرية الدوحة، أمس الاثنين، أن “ما تحققه المنتخبات المغربية مصدر فخر للجميع، وإنجازات اللاعبات ووصولهن إلى مستويات عالمية أمر يستحقّ أن يُروى في السينما، وأن تُدوَّن مسيرتهن ويُحتفى بها، لأن الوصول إلى هذا المستوى يمرّ عبر مواجهات كثيرة”، وزادت؛ “أنا متأكدة أن هذه المنتخبات المغربية مليئة بالقصص العظيمة، تماما كما هو الحال في كرة القدم الرجالية، فالاحتراف واحد”.
وأضافت المتحدثة ذاتها، التي يشارك فيلمها ضمن فئة “صنع في قطر” في مهرجان الدوحة السينمائي 2025، أن الأمل كبير في رؤية قصص المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية على الشاشة وفي مهرجانات دولية، بما فيها مهرجان الدوحة. وترى أن ذلك يفتح الباب أمام صانعات السينما المغربيات لالتقاط هذه الملحمات الرياضية والعمل عليها، سواء بشكل مستقل أو عبر تعاونات إبداعية مشتركة”.
وعقب لقاء جمعها، رفقة صناع أفلام فئة “صنع في قطر”، بمجموعة من الصحافيين القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط ودول غربية، شددت المصرحة لهسبريس على أن “للسينما دورا محوريا في كسر وتغيير الصور النمطية حول الرياضة النسائية وتعزيز حضور المرأة العربية فيها”، معتبرة أن فيلم “مسرح الأحلام”، الذي تتمنى أن “يطلع عليه المغاربة”، قد يكون “منطلقا للحديث عن قصص اللاعبات العربيات والمغربيات وأحلامهن في مختلف الرياضات، لا في كرة القدم فقط”.
وأشارت الغانم، التي تشغل أيضا منصب أمين السر المساعد في الاتحاد القطري للدراجات والترايثلون ونائب رئيس الاتحاد العربي للدراجات، إلى أنها “التقت خلال مشاركتها في مؤتمر رياضة المرأة في الرياض بنساء عربيات ولاعبات يمتلكن تجارب مهمة تستحق التوثيق لتبقى جزءا من الذاكرة الرياضية العربية”، مشددة على “ضرورة نقل هذه النماذج إلى الأجيال الجديدة التي تحتاج إلى قدوات تلهمها وتمنحها الشجاعة للسعي وراء أحلامها”.
وبالإضافة إلى ذلك، دعت الحاصلة حديثا على جائزة التميز للجنة المرأة في الاتحاد الدولي للترايثلون لعام 2025، النساء العاملات في الرياضة وفي السينما العربية إلى “تسليط الضوء على مختلف القصص المرتبطة بهذه القضية بلا خوف، وبمقاربات فنية متنوعة، سواء عبر الوثائقي أو التحريك أو الأساليب التجريبية”، مؤكدة أن “الأهم هو وصول الرسالة وتعزيز صورة المرأة والرياضة باعتبارها مجالا إيجابيا نفخر به”.
يُقام مهرجان الدوحة السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، بالعاصمة القطرية من 20 إلى 28 نونبر الجاري، وتعول عليه الجهة المنظمة كي “يشكّل فصلا جديدا في مسيرة المؤسسة نحو دعم المواهب الإقليمية والقصص السينمائية الآنية والأصيلة”.
المصدر:
هسبريس