فتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، في دورته الثالثة، السبت، أبوابه أمام العائلات والأطفال وعموم المهتمين بأدب الناشئة، مغاربة وأجانب، مواصلا من خلال لمّ ناشرين من مختلف دول المعمور، رفع رهان غرس حب الكتاب لدى الأجيال الصاعدة، وتوسيع مداركهم على معارف جديدة في مختلف الحقول المعرفية.
وما إن افتتح محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، ظهر اليوم، هذه التظاهرة الثقافية المقامة على أرض منتزه “أنفا بارك” بالدار البيضاء، حتى تدفّق عشرات الآباء والأمهات مصحوبين بأطفالهم إلى أروقة العارضين المغاربة والأجانب، والقاعات التي تحتضن أنشطة موازية تشترك هي الأخرى في الغاية نفسها: تحبيب “اقرأ” إلى أجيال الغد.
وأفاد عارضون هسبريس بأن هذه التظاهرة الثقافية ذات البعد الدولي، “تنضج دورة بعد أخرى، لا سيما على صعيد التنظيم والإقبال على الأروقة التي تعرض كتبا وقصصا وروايات تترجم تكثّف التراث والقضايا الوطنية، على رأسها قضية الصحراء المغربية، كما ذات الطابع العربي والإنساني، في مقدمتها القضية الفلسطينية.
من جناح دار النشر حيث يشغل مسؤولا للمبيعات، قال العارض محمد بودراع، الذي يشارك للمرة الثانية بالمعرض، إن “الدورة الثالثة تؤشر على تحسن هذه التظاهرة الثقافية”، موضحا أنه “من خلال اليوم الأول، تبدو أكثر حيوية وإقبالا مقارنة بالسابق”.
وتذكّر بودراع، في تصريح لهسبريس، أن “الدورة السابقة لم تعرف تدفق الجهور على النحو الذي نراه اليوم”، مقدّرا أن “الأمر يعود إلى استفادة المنظمين من دروس النسخة الماضية، وبذلهم مجهودات إضافية على صعيد التواصل لتعريف ساكنة الدار البيضاء وعموم المدن المغربية بهذا الحدث، توقيته ومكانه”.
وشدد على ضرورة الاشتغال أكثر على جانب التواصل لتسويق المعرض، بما أن “هذه المنطقة حيث تقام التظاهرة لا تعرفها نسبة مهمة من الناس”.
يتأكد من خلال التجول في أجنحة المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب أن الأروقة لا تضم فقط قصصا، روايات، وكتبا يصحبها الطفل في رحلة القراءة، بل كذلك وسائل تفاعلية وترفيهية تعزز التعليم المبكّر، بما يضمن تمكن الطفل/التلميذ من كفاية القراءة كمنطلق أساسي لهذه الرحلة.
وأكد لحسن آيت دادا علي، عارض يمثل شركة مغربية متخصصة في الوسائل التعليمية المبتكرة وألعاب الطفولة، أن “حضور جميع دورات المعرض منذ انطلاقه، بما فيها هذه الدورة، ينبع من الإيمان الراسخ بأهمية تعزيز التعلم المبكّر بوسائل تفاعلية وترفيهية”.
وقال آيت دادا علي في تصريح لهسبريس: “نقدّم ألعابا تربوية وبطاقات تعليمية تساعد الأطفال على تعلّم الحروف والأرقام والمُدود، وتنمية الذكاء والتركيز”، موردا أن “هذه كلها أدوات يستفيد منها المربّون في الأقسام الأولية بشكل عملي”.
وشدد العارض نفسه على أن المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب “يشكّل فرصة لتلاقي التربويين والمبتكرين في فضاء واحد، حيث الموقع والتصميم المتميز للرواق يسهمان في خلق تجربة تعليمية ممتعة ومفيدة”.
يشارك في هذه الدورة عشرات العارضين الأجانب، يمثلون أزيد من 30 دولة، مع مشاركة إفريقية وعربية لافتة، يتقدّمها الحضور الفلسطيني ليجسد أبعادا ثقافية وإنسانية خالصة.
وقال بكر الزيدان، عارض صاحب دار للنشر والتوزيع من مدينة نابلس بفلسطين، إن “المشاركة الثالثة للدار في هذا المعرض تأتي لتقدّم صورة شاملة عن الإنتاج الفلسطيني الموجه للطفل، من خلال قصص مستوحاة من التراث والمقاومة الفسليطينيين، مثل: ‘اسمعوا فلسطين’، و’قصة الشهيدة ريم’، وذلك حتى يتم ترسيخ مكانة وعدالة القضية لدى الناشئة”.
وسجّل الزيدان، في تصريح لهسبريس، أن “الرواق يعرض إلى ذلك روايات موجهة للشباب والفتيان، تعكس معاناة الشعب الفلسطيني ومدى أحقيته في أرضه، فلسطين، هذا الوطن لكل فلسطيني وعربي”.
“وجودنا هنا هو رسالة محبة من نابلس إلى الدار البيضاء، ومن حارة المغاربة في القدس إلى المغرب الذي يحتضن فلسطين في قلبه”، يتابع العارض الفلسطيني.
وأشاد الزيدان “بنهج وزارة الثقافة المغربية وإدارة المعرض الساعي إلى تطوير الأخير وتوسيعه بما يخدم الطفل المغربي والعربي”، مبرزا أن “تخصيص فضاءات جديدة للأنشطة والورشات يعزز حضور الطفل كمحور وغرض أساسي لهذه التظاهرة الثقافية؛ نظرا لأهمية غرس حب المطالعة لديه، فالقراءة والثقافة ليستا ترفا، بل هما سلاح لتحرير الإنسان والأوطان”.
المصدر:
هسبريس