قال زكرياء أبو الذهب، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن القرار رقم 2797 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي مؤخرا، “يتمتّع بقيمة سياسية مهمة، خاصة فيما يتعلق بجذب الاستثمارات الاقتصادية الأجنبية مستقبلا، وبإرساء قاعدة واضحة للتفاوض”.
جاء ذلك خلال ندوة وطنية تحت عنوان “50 سنة من المسيرة الخضراء”، نظّمها حزب الأصالة والمعاصرة بالرباط، بحضور وزرائه وأعضاء قيادته الجماعية، إلى جانب خبراء وأكاديميين متخصصين في ملف الصحراء المغربية.
وأكد أبو الذهب، ضمن مداخلته في الموضوع، أن “اعتماد مجلس الأمن الدولي قراره الأخير بشأن الصحراء المغربية، القاضي بتبنّي المبادرة المغربية للحكم الذاتي، لم يكن اعتباطيا، بل يشكل حلا ثالثا أكثر واقعية، بعد عدم بروز صواب ووجاهة الحلول التي طُرحت في السابق”.
وأوضح المتحدث أن “هذا المستجد يفتح الباب أمام مسار جديد في تاريخ المغرب، لن يكون بدون تحديات طبعا، وسيدعم كذلك التوجّه نحو تعزيزٍ أعمق للجهوية بالمملكة، والانتقال إلى مغرب الجهات الحقيقي”، مبرزا أن “القرار المذكور يفتح الباب أمام آفاق أخرى للتسوية”.
ويشكّل هذا القرار، وفق الخبير في القانون الدولي، “دعوة صريحة إلى الجزائر من أجل الانخراط في هذا المسار، أو بالأحرى في المفاوضات التي سيكون المغرب طرفا فيها خلال المرحلة المقبلة”، مبيّنا أن “هذه التطورات تمثل أيضا دعوة صريحة إلى المحتجزين شرق الجدار الرملي والمغرَّر بهم قصد العودة إلى وطنهم”.
وبخصوص مرحلة ما بعد 31 أكتوبر في زمن القضية الوطنية الأولى، طرح الأكاديمي ذاته تساؤلاتٍ بشأن المساهمة المرتقبة للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية “كوركاس”، المُؤسَّس سنة 2006، موردا: “هو فاعل لا بد له أن يكون حاضرا في بلورة خطة الحكم الذاتي، وربما سيكون مطالَبا بتقديم مقترحات في هذا الصدد، لا سيما وأنه مجلس استشاري معني بشؤون الصحراويين”.
وقال أبو الذهب كذلك إن “التوجّه نحو تنزيل مخطط الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية سيُصاحَب بتساؤلاتٍ بخصوص هندسة المؤسسات وتوزيع السلطات فيما بينها، إلى جانب تساؤلاتٍ أخرى حول تمثيل “البرلمان الصحراوي” في البرلمان الوطني. والأمر ذاته بالنسبة للعمل الحزبي، على اعتبار أن دستور المملكة لا يعترف بالأحزاب الجهوية”، موضحا أن “أسئلة أخرى من هذا النوع ستهمّ تأمين المنطقة العازلة ونزع الألغام، وهو ما سيوجب بناء تصوّر أفقي للعملية”.
وسجّل الأستاذ الجامعي في الأخير أن “ما وقع من ابتهاجٍ للمغاربة بتاريخ الواحد والثلاثين من أكتوبر الماضي، يبيّن رؤية ملكٍ وتمسّك المغاربة أيضا بوحدتهم، بالرغم من كيد الكائدين، سيرا على المسار الذي بدأه المغفور له محمد الخامس”.
المصدر:
هسبريس