في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
اعتبر محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المغرب يعيش لحظة تاريخية فارقة بعد “انتصار 31 أكتوبر”، الذي وصفه بأنه “نصر كتب في التاريخ” ويوازي في رمزيته معارك الزلاقة ووادي المخازن، مشددا على أنه “سيُغيّر مسار تاريخ منطقتنا بطريقة جوهرية”.
وقال بنسعيد: “تحت قيادة الملك محمد السادس، حققنا انتصارا كتب في التاريخ، وانضاف إلى قائمة المعارك الظافرة ليوسف بن تاشفين في الزلاقة، أو لأحمد المنصور في واد المخازن. لأن نصر 31 أكتوبر، الذي تحقق على الساحة القانونية الدولية، سيُغيّر مسار تاريخ منطقتنا، بطريقة جوهرية”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بنسعيد خلال افتتاح الندوة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة حول ذكرى المسيرة الخضراء، مساء اليوم السبت بالرباط، تحت عنوان “50 سنة من المسيرة الخضراء ما بعد 31 أكتوبر: تكريس السيادة وترسيخ الوحدة الترابية”.
وشدد وزير الشباب والثقافة والاتصال على أن هذا الحدث الوطني يقتضي تفكيرا جماعيا في كيفية ترجمة الانتصارات الدبلوماسية إلى سياسات واقعية تكرس التنمية والوحدة الترابية.
ويرى بنسعيد أن المسيرة الخضراء تمثل أفقا تاريخيا وواجبا أخلاقيا والتزاما وطنيا متجددا، مذكرا بأن قسم المسيرة الخضراء لا يزال شاهدا على روح الوحدة التي جمعت المغاربة منذ 1975.
وأضاف أن الحزب يعتبر أن السياسات العمومية المقبلة يجب أن تُصاغ في إطار روح المسيرة الخضراء، باعتبارها ماضيا تاريخيا مجيدا، وحاضرا سياسيا محفزا للتنمية، ورؤية مستقبلية لجعل المغرب محورا اقتصاديا وجيوسياسيا وثقافيا لإفريقيا الغد.
وأشار بنسعيد إلى أن الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء تأتي متزامنة مع “الانتصار العظيم ليوم 31 أكتوبر”، داعيا إلى صياغة حلم مغربي جديد يواكب الرؤية الملكية ويستنهض طاقات الشباب المغربي الذي وصفه بأنه “أكثر تعليما ووعيا واتصالا من أي وقت مضى”.
وأوضح أن الحماس الذي تولده الانتصارات الوطنية في مختلف المجالات “لا ينعكس بالقدر الكافي على المشاركة السياسية”، معتبرا أن على الأحزاب مسؤولية معالجة أزمة الثقة عبر تقديم بدائل واقعية وجذابة للشباب.
وفي استحضار لتاريخ الحزب، ذكر بنسعيد بأن الأصالة والمعاصرة تأسس عقب مرحلة من التفكير العميق التي رافقت الإصلاحات الكبرى في بداية الألفية الثالثة، من قبيل حقوق المرأة، وهيئة الإنصاف والمصالحة، وتعزيز الخيار الديمقراطي.
وقال إن الحزب “وُلد لتقديم وضع جديد واقتراح ميثاق اجتماعي يواكب مغرب القرن الواحد والعشرين”، مشيرا إلى أن الإصلاح الدستوري لسنة 2011، وورش الجهوية المتقدمة، وتوجيهات الملك حول الرأسمال البشري والنموذج التنموي والحماية الاجتماعية، كانت كلها بوصلات سياسية توجه عمل الحزب.
وأضاف أن النجاحات الدبلوماسية للمغرب في ملف الصحراء هي نتيجة لـ”رؤية ملكية حكيمة وإجماع وطني صلب”، داعيا إلى جعل العمل الحزبي في انسجام تام مع هذه المكانة المتقدمة للمملكة على الساحة الدولية.
وشدد الوزير على أن حزب الأصالة والمعاصرة اختار منذ تأسيسه الطريق الاجتماعي الديمقراطي القائم على الحماية الاجتماعية، وتوطيد الروابط المجتمعية، وإدماج الشباب والنساء في القرار السياسي.
وأكد أن التجديد المنتظم للنخب داخل الحزب يعكس انفتاحه على الأجيال الجديدة، واستعداده الدائم لـ”الإنصات لمجتمع حيوي والدفاع عن الديمقراطية الاجتماعية”، معتبرا أن وقت الانتصارات الدبلوماسية يجب أن يكون أيضا وقتا لتجديد النخب السياسية.
وأوضح المتحدث أن المغرب بعد خمسين سنة من المسيرة الخضراء “يعيش فصلا جديدا من الانتصارات”، مشددا على أن مسؤولية المرحلة تتمثل في تعبئة كل الطاقات الوطنية والشبابية لبناء حلم مغربي جامع.
المصدر:
العمق