في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شهد “دوار مولاي عزوز” التابع لمنطقة النخيل الشمالي بمراكش فاجعة مروعة إثر اندلاع حريق هائل أتى على مساكن ست أسر بالكامل، مخلفًا خسائر بشرية ومادية فادحة، وحالة من الغضب والسخط بين السكان الذين وجهوا اتهامات بالتقصير لعناصر الوقاية المدنية.
وفي شهادات مؤثرة لمواطنين من عين المكان، عبر السكان عن صدمتهم من هول الكارثة وطريقة تعامل السلطات معها، حيث أفاد أحد المواطنين، وهو من أقارب أحد الضحايا، بأن الحريق لم يخلف دمارًا ماديًا فحسب، بل أودى بحياة شخصين على الأقل عُثر على جثتيهما متفحمتين.
عبّر شهود العيان عن استيائهم الشديد من أداء فرق الوقاية المدنية، حيث اتهموها بعدم التعامل مع الحادثة بالجدية المطلوبة. وقال أحد السكان: “لقد حضروا وأخمدوا النيران، لكنهم تركوا أجزاءً من رفات الضحايا في مسرح الحادثة. لقد حملوا بعض العظام وغادروا دون تمشيط كامل للمكان، وهو ما يدمي القلب”. وأضاف آخر، وهو خال أحد الضحايا ويدعى ياسين خياطي: “ابن شقيقتي وسيدة أخرى توفيا حرقا، وقد ترك رجال الإطفاء عظامهما خلفهم. هذا إهمال لا يمكن قبوله”.
وأشار المتحدثون إلى أن السكان المحليين هم من كانوا يبحثون بأيديهم بين الركام والرماد على أمل العثور على ما تبقى من وثائقهم الرسمية أو دفاتر أبنائهم المدرسية، خاصة مع تزامن الحادثة مع بداية الموسم الدراسي.
ولم تقتصر الخسائر على الأرواح، بل امتدت لتشمل كل ما تملكه ست عائلات أصبحت الآن في العراء بلا مأوى. وقال أحد المتضررين: “لقد فقدنا كل شيء: منازلنا، وثائقنا، ملابسنا، وكتب أطفالنا. كل شيء تحول إلى رماد. نحن الآن مشردون ونعتمد على مساعدات الجيران”.
واستنكر السكان ما وصفوه بـ “التهميش”، مشيرين إلى أن منطقتهم، رغم أنها تجاور ممتلكات وقصورًا لشخصيات نافذة، لم تحظ بالاهتمام والرعاية اللازمين في مواجهة هذه الكارثة. وتساءل أحدهم بمرارة: “نشاهد مثل هذه المشاهد المروعة في التلفاز ونشعر بالألم، فما بالك حين تراها في منطقتك وتصيب أهلك وجيرانك؟”.
ووجه سكان الدوار نداءً عاجلًا إلى السلطات العليا، وعلى رأسها والي الجهة، للتدخل الفوري والوقوف على حجم هذه الفاجعة وفتح تحقيق جاد حول أسباب اندلاع الحريق الذي لا يزال غامضًا، وحول أي تقصير محتمل في عملية الإنقاذ. كما طالبوا بتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة التي فقدت كل شيء في هذه المحنة.