مع دنو موعد الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026 يعود النقاش حول مدى إمكانية دخول بعض الأحزاب السياسية، خصوصا اليسارية منها، في تحالفات وتكتلات واتحادات من أجل تحقيق حضورها داخل المؤسسة التشريعية بشكل يمكنها من الدفاع عن توجهاتها وبرامجها.
وبدا واضحا أن حزب التقدم والاشتراكية يتجه نحو إطلاق مبادرات لخلق تنسيق مشترك خلال سباق الانتخابات مع الحزب الاشتراكي الموحد، وكذا حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي اقترح بدوره، وفق المذكرة التي رفعها إلى وزارة الداخلية، تشكيل اتحادات، ولو أنه لم ينص على كونها تقتصر فقط على الأحزاب اليسارية.
في هذا السياق، أوضح الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي عبد السلام العزيز أن اقتراحهم المذكور “غير متعلق حصرا بأحزاب اليسار، ولا يجب أن يفهم منه وجود أي اقتراح أو دعوة لمثل هذا الاتحاد بين أحزاب اليسار، بل هو اقتراح يرمي إلى تشجيع اتحادات الأحزاب بشكل عام بين التنظيمات التي لها الخلفية الأيديولوجية نفسها و/أو قريبة في تصوراتها وبرامجها السياسية بهدف عقلنة الحقل السياسي وإعطاء المواطن رؤية أكثر وضوحا للعرض السياسي المقدم”.
وقال زعيم حزب “الرسالة”، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الحديث عن اتحاد أحزاب في غياب معرفة القوانين التي ستؤطر الانتخابات المقبلة “يبقى نقاشا سابقا لأوانه”، مضيفا “رغم كل هذا نبقى في حزب فيدرالية اليسار منفتحين على الاقتراحات والتصورات، التي من طبيعتها تعزيز الحضور اليساري والديمقراطي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة”.
وأشار إلى أنهم كانوا سباقين لتأسيس اتحاد أحزاب مباشرة بعد صدور قانون الأحزاب سنة 2005، “حيث أسسنا اتحاد أحزاب “الطليعة- المؤتمر- الاشتراكي الموحد”، وهو الاتحاد الذي استمرّ تحت مسميات مختلفة حتى سنة 2021. وقد تحول هذا الاتحاد إلى مشروع اندماج تم تحقيقه بشكل كبير سنة 2022″، يضيف عبد السلام العزيز.
من جهته عبر جمال العسري، الأمين العام لحزب الاشتراكي الموحد، عن آماله بأن “يكون هناك مرشح لليسار، وأن يكون أمام المواطن المغربي مشروع خاص بالأحزاب الإدارية، وآخر بالإسلامية، ثم مشروع خاص بالأحزاب اليسارية. وبالتالي يكون التصويت لمشاريع مجتمعية”، داعيا في هذا السياق إلى أن يصوت الناخب على المشاريع السياسية وليس على “أصحاب الشكارة” والأعيان.
ولفت إلى أن حزب الاشتراكي الموحد الذي يرأسه من الممكن أن يقوم بالتنسيق مع أحزاب يسارية في نقط بعينها، بما فيها الانتخابات، مبرزا أن هذه الفكرة تبقى مطروحة للنقاش والتفعيل.
وأكد المسؤول الحزبي أن هذا الطرح تمت المصادقة عليه خلال المؤتمر الوطني، وتمت الدعوة له خلال ذكرى رحيل المناضل آيت ايدر، مضيفا “قلنا لماذا لا نأخذ من التجربة الفرنسية، التي تقدمت فيها أحزاب اليسار بلائحة واستطاعت كسب ثقة الناخب الفرنسي بعدما كان هناك صعود اليمين. وقد وجهنا آنذاك هذا النداء وما زلنا نوجهه، ونتمنى أن نتفق على نقط مع الأحزاب من أجل مشروع مجتمعي حداثي”.