أعلنت وكالة تنمية الأطلس الكبير عن إطلاق صفقة جديدة في مجال التواصل والإعلام، بكلفة تقديرية تبلغ حوالي 3 ملايين و991 ألفا و680 درهما، أي ما يعادل قرابة 400 مليون سنتيم. وتندرج هذه الصفقة في إطار سعي الوكالة إلى تقوية حضورها المؤسساتي وضمان مواكبة إعلامية شاملة لبرنامج إعادة الإعمار وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
وحسب دفتر التحملات، فإن هذه الخطوة تعكس حرص الوكالة على إبراز مختلف المشاريع الميدانية التي يجري تنفيذها، إلى جانب ضمان انخراط الساكنة والفاعلين المحليين عبر تواصل مؤسساتي فعال. ويقوم هذا التواصل على تنويع القنوات واستعمال الأدوات الحديثة القادرة على نقل مجهودات إعادة البناء بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
وبموجب هذه الصفقة الجديدة، تسعى مديرية التواصل داخل الوكالة إلى الاستعانة بمكتب مختص يضع رهن إشارتها خبراء في الإعلام والغرافيك والإنتاج السمعي البصري، إضافة إلى مختصين في إدارة المحتوى الرقمي. وتمتد مدة تنفيذ الصفقة إلى 36 شهرا، على أن تتم المهام إما بصيغة حضورية أو عن بعد، وفق متطلبات المشاريع المبرمجة.
وتهدف الوكالة من خلال هذا المشروع إلى إعداد ومراجعة البلاغات والصيغ التواصلية بما يضمن انسجام الرسائل الموجهة للرأي العام. كما تسعى إلى التخطيط لحملات تواصلية متكاملة، مع مواكبة تنفيذها ميدانيا وعبر المنصات الرقمية الرسمية.
وتشكل مواكبة الحضور الرقمي للوكالة ركنا أساسيا في الصفقة، حيث سيتم تطوير محتوى سمعي بصري ومكتوب يعزز تواجدها على الشبكات الاجتماعية. وتشمل العملية إنتاج كبسولات فيديو وتقارير مصورة ومطبوعات ووسائط رقمية حديثة. كما سيتم توفير تغطية مباشرة للأنشطة التي تنظمها الوكالة عبر تقنية البث الحي، بما يتيح للرأي العام متابعة المشاريع بشكل لحظي.
ويشترط دفتر التحملات على الشركة الفائزة بالصفقة أن توفر تجهيزات تقنية متطورة وفرق عمل قادرة على التحرك الميداني حتى في القرى والمناطق الجبلية. ويهدف هذا الشرط إلى ضمان تواصل قريب من الساكنة المحلية، وتوثيق المشاريع بطريقة تعكس الواقع الميداني.
كما نصت الصفقة على توفير مجموعة من الكفاءات المهنية، من بينها مصمم غرافيك متعدد التخصصات يتكلف بالهوية البصرية والتصاميم، وفيديوغرافر مكلف بالتصوير والمونتاج، إلى جانب مسؤول عن المحتوى الرقمي لإدارة حضور الوكالة على المنصات الرقمية وتحليل أدائها.
وترى الوكالة أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز الشفافية في تدبير برنامج إعادة الإعمار، معتبرة أن البعد التواصلي يوازي في أهميته الجوانب الهندسية والمالية. فالتواصل الفعّال، حسب الوكالة، يشكل أداة لبناء الثقة بين المواطن والمؤسسات، وضمان متابعة الرأي العام لكل مراحل إعادة البناء.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة تنمية الأطلس الكبير تم إحداثها بمرسوم-قانون صدر في أكتوبر 2023، وأسندت إليها مهمة الإشراف على جميع مكونات البرنامج الاستعجالي لإعادة الإعمار. ويشمل ذلك احترام البعد البيئي والحفاظ على التراث المحلي والأنماط المعيشية للسكان، إلى جانب فرض معايير البناء المضاد للزلازل. كما تتولى الوكالة متابعة تنفيذ المشاريع ماليا وتقنيا، وتقييم أثرها المباشر على حياة المواطنين.