آخر الأخبار

ملاعب "المبادرة الوطنية" بسيدي معروف تتحول إلى مشروع مربح خارج القانون - العمق المغربي

شارك

ارتفعت وتيرة شكايات ساكنة سيدي معروف بعمالة مقاطعات عين الشق، نتيجة استغلال بعض الغرباء ومجهولي الصفة لعدد من ملاعب القرب، التي كان قد صدر في وقت سابق قرار بإغلاقها من قبل العامل السابق.

ووجد شباب منطقة سيدي معروف أنفسهم مجبرين على أداء مبالغ مالية من أجل إجراء مباراة كرة القدم لساعة واحدة، في ملاعب تم تشييدها باسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية داخل تراب عمالة عين الشق.

وعاينت جريدة “العمق المغربي”، أشخاصا يستخلصون مبالغ مالية تصل إلى 100 درهم من شباب المنطقة وأيضا من مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء لممارسة رياضة كرة القدم، دون تقديم أي وصل، وسط غياب أبسط شروط الشفافية، علما أن الملاعب تتم إنارتها بالإنارة العمومية.

ووفق المعطيات المتوفرة للجريدة، فإن الملاعب التي أثارت ضجة كبيرة في صفوف المنتخبين المحليين ومتتبعي الشأن المحلي، والتي تحمل شعار “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، توجد واحدة منها بمنطقة “باشكو” وأخرى بجوار مقر عمالة مقاطعات عين الشق.

ولا يزال ملف ملاعب القرب بعمالة مقاطعات عين الشق يثير الكثير من التساؤلات بين المتتبعين والفاعلين الجمعويين، خاصة حول الجهات الخفية التي تتحكم في تدبيرها، في ظل غياب الوضوح بشأن الجهة المسؤولة عن استغلالها.

وتنقسم هذه الملاعب إلى صنفين: الأول أنجز ويسير في إطار مقاطعة عين الشق، بما له من إيجابيات وما يثار حوله من ملاحظات، والثاني شيد في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكنه تحول إلى لغز حقيقي بسبب غموض مساره التدبيري.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن هذه الملاعب تم تسليمها لجماعة الدار البيضاء، بينما ينفي آخرون ذلك، تبقى قضية استمرار إغلاق ملاعب سيدي معروف رغم صدور حكم قضائي بخصوصها تثير حنق شباب المنطقة.

وفي عملية حسابية بسيطة، إذا كانت هذه الملاعب تفتح أبوابها من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الثانية عشرة ليلا بمبلغ يقدر بـ100 درهم للساعة الواحدة، فإن الغلاف المالي المتحصل خلال خمس سنوات يتجاوز 460 مليون سنتيم.

وفي هذا الصدد، قال سعيد عاتيق، فاعل سياسي بالدار البيضاء، إن “ما يحصل ليس فقط “خروقات إدارية”، بل هو تبخيس لروح المشروع الوطني”، مشيرا إلى أن “ملاعب القرب ليست ملكا للجمعيات ولا للمنتخبين، بل هي ملك عمومي من حق جميع أبناء الحي الاستفادة منه مجانا أو بتكلفة رمزية شفافة”.

وأضاف عاتيق، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “ما يطرح من معاناة شباب عين الشق، خاصة في حي “باشكو” أو قرب العمالة، يستدعي تحقيقا عاجلا وشفافية في المعطيات”.

وأوضح المتحدث عينه أن “تدبير عدد من ملاعب القرب المتواجدة على تراب المقاطعة (وخاصة تلك الموجودة بحي باشكو، أو القريبة من مقر العمالة) يتم من طرف غرباء يفرضون “رسوما” مالية على الأطفال والشباب الراغبين في ممارسة الرياضة، خاصة كرة القدم، بدعوى “المساهمة في التسيير”، وهي مساهمات قد تصل إلى مبالغ مرتفعة نسبيا، الأمر الذي يحرم فئات واسعة من أبناء الأسر الفقيرة من الاستفادة من هذه الفضاءات العمومية”.

وأشار الفاعل السياسي إلى أن “ملعبي العمالة وباشكو الأول مفتوحين منذ رفع تدابير جائحة كوفيد، ويتم تسييرهما بنفس المنهجية، حيث تستفيد الجهة المشرفة من المداخيل المحصلة دون أي مراقبة أو محاسبة، أما ملعب باشكو الثاني، فقد أصبح في طي النسيان، بعد أن أهمل بشكل كامل ولم يعد يحظى بأي عناية”.

وزاد: “نثمن المجهودات المبذولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي جعلت من ملاعب القرب أداة لمحاربة الهشاشة والتهميش والانحراف، فإننا نتأسف لاستغلال هذه المرافق من طرف بعض مجهولي الصفة التي تحول هذه الفضاءات إلى مشاريع ربحية”.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا