آخر الأخبار

قرار أوروبي يدين الدعم السريع.. وأطباء بلا حدود: وضع حرج شمال دارفور

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي



نازحون مصابون من الفاشر 4 نوفمبر 2025 (رويترز)

صوت البرلمان الاوروبي اليوم على مشروع قرار مشترك بين أربع كتل سياسية في البرلمان حول "تصعيد الحرب والوضع الانساني الكارثي في السودان". وأفاد مراسل العربية والحدث أن 503 أعضاء أيدوا القرار الذي يدين انتهاكات الدعم السريع بأشد العبارات، فيما صوت 32 عضوا ضد القرار وامتنع 52.

وبحسب بيان لمنظمة "أطباء بلا حدود"، فبعد قرابة شهر من سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، آخر مدينة في دارفور تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة، لا يزال الوضع في شمال دارفور حرجاً، .

وتدعو المنظمة قوات الدعم السريع وحلفاءها إلى توفير ممر آمن وحر بشكل عاجل للمرضى والجرحى وجميع المدنيين الساعين للوصول إلى أماكن أكثر أماناً، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قرني والفاشر وغيرهما من الأماكن التي يوجد فيها ناجون.

كما تدعو الجهات المانحة والجهات الفاعلة الإنسانية إلى زيادة استجابتها للاحتياجات المتزايدة في مجال الصحة والحماية والغذاء والمياه والصرف الصحي في طويلة، مشددة على أن مخيم طويلة بالسودان يفتقد للمقومات الأساسية للحياة.

روايات الناجين

بمنتهى الأسى يروي الناجون عن عمليات قتل جماعي وتعذيب واختطاف مقابل فدية، بينما لا يزال الكثيرون في عداد المفقودين أو غير قادرين على الفرار.

ومن جانبها، قالت الدكتورة منى حنبلي، قائدة الفريق الطبي في مستشفى طويلة: "بدأنا نستقبل تدفقاً من الفاشر قبل أسبوع من سيطرة القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة على المدينة".

في البداية، كان معظم القادمين من النساء والأطفال منهكين ويعانون من سوء التغذية والجفاف، ونُقلوا بالشاحنات. بعد سقوط الفاشر، استقبلنا أيضاً رجالاً، معظمهم مصابون بإصابات بالغة، وجروح ناجمة عن طلقات نارية، وجروح ملوثة، جاؤوا سيراً على الأقدام.

أما الآن، فقد تناقص عدد القادمين عبر هذا الطريق. بعضهم قادم من كورما، لكن الأعداد لا تزال قليلة. في حين لم تتمكن منظمة أطباء بلا حدود أو أي منظمة إنسانية دولية أخرى من الوصول إلى الفاشر، تواصل فرقنا محاولة تحديد الناجين المحتاجين إلى مساعدة طبية في مواقع مختلفة.

أما في شمال دارفور، زارت فرقنا مؤخراً أم جلبك، وشنقل طوباية، ودار السلام، وكورما، ولم نلاحظ أي وصول جماعي، حيث لم يغادر الفاشر سوى بضع مئات من الأشخاص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

كما أكدت حنبلي إجراء أنشطة طبية في أمبارو، ومازبيت، وكارنوي، وتينا، وهي مناطق تقع على طريق النزوح إلى تشاد. ولم نلاحظ أي تدفق كبير هناك أيضاً. والوضع مشابه في بليساراف في جنوب دارفور، وقولو وفنجا في وسط دارفور، حيث تُقيّم فرقنا الاحتياجات وتستعد لتوزيع مجموعات المستلزمات على الوافدين الجدد.

على الرغم من أن المنظمة الدولية للهجرة قدرت أن أكثر من 100,000 شخص قد نزحوا من الفاشر بحلول 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، أشارت تقاريرها أيضاً إلى أن الغالبية العظمى منهم بقوا داخل منطقة الفاشر، وخاصة في القرى الريفية غرب وشمال المدينة.

تشير الملاحظات وشهادات الناجين والمعلومات الخارجية، مثل تحليلات الأقمار الصناعية التي أجراها مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة، إلى سيناريو كارثي، حيث قُتل أو مات أو احتُجز أو حوصر جزء كبير من المدنيين الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة في الفاشر قبل 26 أكتوبر (تشرين الأول)، وأصبحوا غير قادرين على تلقي المساعدات الحيوية والانتقال إلى مكان أكثر أماناً.

ظروف غير ملائمة في مخيمات طويلة

يصف النازحون من الفاشر الفظائع التي تعرضوا لها خلال رحلتهم ويواجهون ظروفاً محفوفة بالمخاطر في طويلة، أما في دبا نايرا في مخيمات طويلة أوندا، حيث يصل معظم النازحين من الفاشر، لا يكفي توزيع مياه الشرب، إذ يبلغ حوالي 1.5 لتر للشخص الواحد يومياً وفقاً لتقييم أجرته منظمة أطباء بلا حدود، وهو ما يقل كثيرًا عن الحد الأدنى الإنساني البالغ 15 لترًا، بحسب مريم لعروسي، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في دارفور.

ووفقًا لجمعية الأطباء السودانيين الأميركيين (SAPA)، يعيش حوالي 74% من نازحي طويلة في مواقع تجمع غير رسمية تفتقر إلى البنية التحتية الكافية، ولا يحصل سوى أقل من 10% من الأسر على المياه أو المراحيض بشكل موثوق. ومن الشائع رؤية التبرز في العراء في جميع أنحاء مخيم دابا نايرا، مما قد يزيد من خطر انتشار أمراض مثل الكوليرا. ومع اقتراب موسم البرد، تشعر العائلات النازحة بالقلق أيضًا من نقص الملابس والبطانيات الدافئة.

شهادات الناجين

ومن شهادات الناجين شخص كان يعمل حارسًا في إحدى جامعات الفاشر. قبل يوم من سقوط المدينة، أُصيب برصاصة في ساقه أثناء إطلاق نار، وتهشمت عظمة ساقه في عدة مواضع. قال: "كان الجرح ينزف، فوضع أخي ضمادة على الجروح، ثم حملني على عربة يجرها حمار وأتى بي إلى هنا. هل تتخيلون الألم؟ كان الأمر قاسياً للغاية". أمضى ثلاثة أيام في البحث عن المفقودين. ورغم جهودهم، اضطروا لبتر جزء من ساقه عندما وصلوا أخيرا إلى مستشفى طويلة.

جميع الناجين أفادوا بفرارهم أثناء القصف وإطلاق النار، وساروا على الأقدام لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام، وغالباً ما كانوا يختبئون نهارًا ويتحركون ليلًا لتجنب الاعتقالات والهجمات. يصفون عنفا شديدًا، بما في ذلك عمليات قتل جماعي، وفظائع بدوافع عرقية. خلال رحلتهم، شاهدوا العديد من الجثث، وتعرضوا للتعذيب والاختطاف من أجل الفدية، والعنف الجنسي، والإذلال، وسُرقت كل ممتلكاتهم. كما ذكر المرضى اعتقالات جماعية حيث احتُجز الرجال، ومعظمهم من الشباب، وفُصلوا عن النساء والأطفال في أماكن مثل قرني، شمال غرب الفاشر.

يذكر أنه فرّ نحو 10,000 شخص نجوا من الفظائع الجماعية، منهم من ذهبوا إلى طويلة، حيث يواجهون ظروفًا قاسية في مخيمات مكتظة، وفقًا لتسجيل أجراه المجلس النرويجي للاجئين.

ويظل هذا الرقم منخفضًا نسبيًا مقارنةً بـ 260,000 شخص، وفقًا للأمم المتحدة، كانوا لا يزالون في الفاشر حتى أواخر أغسطس.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا