اجتماع المنفي والدبيبة وتكالة.. وعود بلا تنفيذ ومعاناة ليبيا مستمرة - أخبار ليبيا 24

أخبار ليبيا 24

في لقاء لم يكن محملاً بالآمال، بل بثقل التوقعات المحبطة. رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة، ورئيس الحكومة المنتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، جمعهم مقر مجلس الدولة ليناقشوا ملفات سياسية واقتصادية، لكن هل سيخرج المواطن الليبي بأي شيء ملموس من هذا الاجتماع؟

ليبيا.. طرابلس تستضيف اجتماعاً جديداً بلا نتائج ملموسة

الوعود الكثيرة تتكرر في كل لقاء، ولكن الواقع يبقى على حاله. المنفي والدبيبة يتحدثان عن دعم الجهود المحلية لإنجاح الانتخابات البلدية، لكن أين هو النجاح في ظل عدم الاستقرار والأزمات المتكررة؟ التعاون مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات يبدو كأنه مجرد كلام لا يترجم على أرض الواقع.

تلك الأحاديث عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وعن قوانين عادلة ومتفق عليها، تبدو كأنها صدى يتردد في فراغ السياسة الليبية. التوحيد المزعوم للجهود المحلية لإنهاء المراحل الانتقالية لا يظهر له أي أثر في حياة المواطنين اليومية. هل هذه المراحل الانتقالية ستنتهي فعلاً، أم أنها مجرد حلقة أخرى في سلسلة لا تنتهي من الوعود الزائفة؟

أما في الجانب الاقتصادي، فتلك الوعود بإجراء الإصلاحات لتحسين أوضاع المواطنين هي الأخرى تبدو جوفاء. الحكومة تتحدث عن التزاماتها وتوفير المخصصات اللازمة، لكن هل يشعر المواطن بأي تغيير حقيقي؟ هل تلامس هذه الوعود حياة الناس اليومية، أم أنها تظل مجرد كلمات رنانة تُلقى في الهواء؟

نقل الاختصاصات للبلديات ودعم مشاريع التنمية المحلية، هل هي حقاً خطوات نحو القضاء على المركزية، أم أنها مجرد حبر على ورق؟ الاتفاق على تنفيذ هذه المشاريع وفق الخطط المعتمدة يبدو كأنه مشهد مكرر في مسرحية سياسية مملة، لا تجد صدى في الواقع المعاش.


مصدر الصورة
اجتماع المنفي والدبيبة والمشري.. وعود بلا تنفيذ ومعاناة ليبيا مستمرة

ليبيا.. الإصلاحات الاقتصادية تتعثر والسيولة النقدية تظل أزمة

وعندما يتحدثون عن السيادة الوطنية في إدارة الموارد، وعن لجنة مالية عليا لتنظيم الإنفاق الحكومي، وعن الإفصاح والشفافية، هل نرى فعلاً أي تطبيق لهذه المبادئ؟ هل يشعر المواطن أن هناك من يحمي مصالحه وموارده؟ أم أن الفساد يظل مستشرياً دون رادع؟

المنفي والدبيبة يتحدثان عن معالجة جذرية للسياسة النقدية وأزمة السيولة، ولكن الحقيقة أن معاناة المواطن لا تزال مستمرة. وعودهم تبدو كأنها وعود جوفاء، لا تسمن ولا تغني من جوع.

هكذا كانت طرابلس ليلة أمس، مدينة تتوق للتغيير الحقيقي، وتنتظر بفارغ الصبر أن تُترجم هذه الأحاديث إلى أفعال ملموسة. لكن السؤال الذي يبقى: هل يمكن أن نثق بهذه الوعود بعد كل هذا الانتظار؟ أم أن الليبيين سيظلون رهائن لأزمة سياسية واقتصادية لا تنتهي؟


إقرأ أيضا